نائب رئيس جامعة الزقازيق يتفقد سير الامتحانات بكلية الحقوق    السبت .. جامعة النيل تفتح أبوابها للطلاب وأسرهم الراغبين في التعرف على كلياتها    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    «المالية»: نصف مليار جنيه تمويلًا إضافيًا لدعم سداد أجورالعاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    مدبولي: هدفنا الأساسي هو تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    انطلاق «عمومية المنشآت الفندقية» بحضور رئيس إتحاد الغرف السياحية    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    السعودية ترحّب باعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين    المحلل السياسي جهاد حرب: اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين «خطوة تاريخية»    يديعوت أحرونوت: وزارة الخارجية الإسرائيلية تدرس سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أيرلندا وإسبانيا والنرويج    بعد العثور على خاتم الرئيس الراحل إبرهيم رئيسي.. ما سر ارتداء الخواتم في إيران؟    حقيقة مفاوضات الزمالك مع نجم نهضة بركان المغربي    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "الرجل الأول والعقد".. كواليس رحيل بوتشيتينو عن تشيلسي    هاني شكري: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية ونتمنى فوز الأهلي بدوري الأبطال    تأجيل محاكمة طبيب نساء شهير وآخرين بتهمة إجراء عملية إجهاض بالجيزة    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل ابن زوجته بالقليوبية    ترقب المصريين لموعد إجازة عيد الأضحى 2024: أهمية العيد في الحياة الثقافية والاجتماعية    ضبط المتهمين بخطف شخص وإجباره بالتوقيع على إيصالات أمانة بالقاهرة    تطورات الحالة الصحية للفنان عباس أبو الحسن.. عملية جراحية في القدم قريبا    المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف    فرقة طهطا تقدم "دراما الشحاذين" على مسرح قصر ثقافة أسيوط    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    رئيس جهاز القاهرة الجديدة يبحث مطالب ومقترحات سكان حي الأندلس    «التعليم»: قبول ملفات التقديم للصف الأول الابتدائي 2024 للأطفال البالغين 6 سنوات    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    « وتر حساس » يعيد صبا مبارك للتليفزيون    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    صدمه القطار.. مصرع تلميذ أثناء عبوره «السكة الحديد» بسوهاج    وزير الإسكان يُصدر قرارًا بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي، وتنفيذ حملات ب5 مدن أخرى    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المياه والصرف الجاري تنفيذها مع شركاء التنمية    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    سيدة «المغربلين»    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمليات القيصرية.. تنعش "جيوب".. وتخرب "بيوت"
نشر في المصريون يوم 22 - 11 - 2018


منظمة الصحة العالمية: مصر الثالثة على العالم
الصحة: العمليات القيصرية تتكلف 15 مليارًا سنويًا مقابل 4مليارات للطبيعية
وكيل الأطباء: الولادة الطبيعية أصعب على الطبيب الشاب
البرلمان: قوانين جديدة بالبرلمان لتقنين القيصرى ومحاسبة الطبيب
سعر العملية القيصرية تتجاوز ال 20 ألف جنيه ببعض المستشفيات
الخوف من الألم، والحرص على صحة الجنين، وطبيب لا يريد مشاكل طبية، ونقص شديد فى المهارات والتدريب على طرق الولادات الطبيعية، ومستشفيات غير مجهزة طبيًا، حتى إنه لا يتوافر بها أجهزة لقياس نبض الجنين، إلى جانب عدم توافر أطباء تخدير على مدار 24 ساعة، هي قائمة الأسباب التي تقف وراء انتشار ظاهرة الولادة القيصرية في مصر بصورة كبيرة، والتي جعلت مصر الأولى قيصريًا على مستوى الشرق الأوسط، والثالثة على مستوى العالم، بحسب العديد من الدراسات وتصريحات منظمة الصحة العالمية.
هناك دراسات تؤكد أن "النساء لا يحصلن على المعلومات التى تمكنهن من اتخاذ القرارات الحاسمة بشأن الولادة القيصرية، وأن 67% منهن تم إبلاغهن بسبب إجراء الولادة القيصرية، و14% تم إبلاغهن بمزايا الولادة القيصرية، و6 % فقط تم إبلاغهن بعيوبها".
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، فى دراسة حديثة، أن هناك زيادة مطردة فى عدد الولادات القيصرية منذ عام 2005، إلا أن الزيادة الأكبر حدثت بين عامى 2008 و2014 حيث تضاعف المعدل تقريبًا من 26.7% إلى 51.8%.
وتزداد النسبة بين السيدات الأكثر ثراء، بينما 22% من السيدات تم توليدهن عن طريق القيصرية فى ولادتهن الأولى، و56% مما سبق لهن الولادة القيصرية.
ويرى الأطباء أن السيدات اللاتى سبق توليدهن عن طريق القيصرية غالبًا ما ستلد ولادتها التالية عن طريق القيصرية.
وأكدت دراسات أنه في مقابل إجراء نحو 15 عملية قيصرية يتم إجراء عملية ولادة طبيعية واحدة، فضلاً عن الجانب المادي، فالعمليات القيصرية تحقق ربحًا ماديًا أكبر للطبيب.
هذا لا ينفي، أن "الولادة القيصرية تحوّلت إلى موضة بين السيدات فى الطبقات الراقية خوفًا من آلام الولادة الطبيعية، بجانب أن هناك تخوفًا، بسبب الوقت الطويل الذي تستغرقه الولادة الطبيعية، وبالتالى يقل الأكسجين ويؤثر ذلك على مخ الطفل، وقد يؤدي إلى اختناقه أثناء الولادة.
تقرير التنمية البشرية الصادر عن وزارة المالية كشف عن أن العمليات الجراحية القيصرية غير الضرورية طبيًا زادت فى الفترة الأخيرة، حيث وصل عدد حالات الولادة القيصرية إلى مليون و344 ألف حالة سنويًا، منها أكثر من مليون حالة دون مبرر.
وقدر التقرير تكلفة العمليات القيصرية غير المبررة طبيا فى مصر بنحو مليار و222 مليون جنيه سنويا.
وسجلت محافظات الوجه البحري، أعلى معدل للولادات القيصرية بنسبة 60?3? خاصة فى حضر الوجه البحرى بنسبة 70?، يليها المحافظات الحضرية بنسبة 62? وأقل معدل فى ريف الوجه القبلى 35?9? بينما بلغت فى المحافظات الحدودية 41?.
وكان أعلى معدلات الولادات القيصرية بين المتعلمات، فكلما زادت درجة التعليم زادت نسبة الولادة بالقيصرية، إذ تصل بين المتعلمات إلى 58?5? والأميات 37?.
الكثير من الحوامل يلجأن إلى الولادة القيصرية بحثًا عن الراحة، لكنهن يغفلن آلام من الجرح والتشوه الناتج عنه، والآلام النفسية وصعوبة استعادة الرشاقة، فقد اشتكى كثير من السيدات اللاتي قمن بإجراء عمليات ولادة قيصرية من صعوبة الرضاعة الطبيعية نتيجة لتأثير آلام الجراحة، بالإضافة إلى الآلام المضاعفة في حالة الإصابة بالأنفلونزا نتيجة السعال.
كما أن الأم لا تستطيع خدمة طفلها بعد الولادة بشكل جيد، كما هو في حالة الولادة الطبيعية، بالإضافة إلى الاعتماد على الرضاعة بالألبان الصناعية، واختفاء الرضاعة الطبيعية، علمًا بأن الرضاعة الطبيعية في حالة الولادة الطبيعية تحمى من الإصابة بسرطان الثدي.
ومنذ أسابيع، أطلق أطباء نساء وولادة، مبادرة "حاولى تولدى طبيعي"، للحد من ارتفاع معدلات الولادة القيصرية خلال الفترة الأخيرة، بمشاركة الدكتور أسامة حسين، استشارى طب الأطفال ورئيس جمعية بورسعيد لحديثى الولادة، والدكتورة نيفين حسنين، استشارى أمراض النساء والولادة، والدكتور عمرو حسن، استشارى النساء والولادة بطب قصر العيني.
وأظهر تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية عن الولادة القيصرية بناء على دراسة أجريت على العديد من البلاد، أن مصر هى الأولى عالميا فى الولادة القيصرية بنسبة 63% يليها الدومينكان بنسبة 58% ثم بريطانيا بنسبة 26%.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت قاعدة بألا تتجاوز نسبة الولادة القيصرية 15% ، إلا أن مصر كسرت هذه القاعدة بترتيبها الثالث عالميًا فى الولادة القيصرية بنسبة 52%، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الأطفال وأمهاتهم، نظرًا لأن هذه العمليات تجرى دون مبررات طبية، حيث بلغ عدد الولادات القيصرية نحو مليون و375 ألف حالة سنويًا.
ووفقًا للمسح الصحى السكانى الأخير الذى أعلنته وزارة الصحة، فإن تكاليف الولادات القيصرية ارتفعت ل14 مليارًا و525 مليون جنيه سنويًا فى مقابل الولادات الطبيعية التى بلغت فاتورتها 3مليارات و675 مليون جنيه، على اعتبار أن تسعيرة الولادات الطبيعية تتراوح بين أطباء النساء والتوليد من 1000 إلى 3000 جنيه، بينما الولادة القيصرية من 8 آلاف إلى 14 ألف جنيه.
سيدة: اضحك علىّ.. وأخرى: التأمين ببلاش بس تعب
فى جولة ببعض المستشفيات فى مناطق مختلفة، حدد بعضها الولادة الطبيعية مقابل 2000 جنيه والقيصرية 3500 كما في منطقة الطالبية بالجيزة، إلا أن بعض المستشفيات الخاصة بالجيزة رفضت تحديد سعر الولادة إلا بعد رؤية الحامل ومعرفة وضعها وما إذا كانت ستلد طبيعيًا أو قيصريًا، إلا أنه بالحديث مع بعض السيدات أكدت إحداهن أن ولادتها السابقة تجاوزت ال12 ألف جنيه فى المرة الأولى، والثانية 16 ألف جنيه، وظلت بالمستشفى 3 أيام فى غرفة خاصة بها ولها مرافق بها.
سيدة تدعى "أمل"، تقول: "كنت أتوق لأن أضع مولودى الأول وكنت أعد الأيام المتبقية لولادتي، وقبل إتمام شهرى التاسع بأسبوع، طلب منى الطبيب تحديد ميعاد للولادة القيصرية، قائلاً إنه الأفضل لتجنب أضرار قد تلحق بالجنين، ولم يكن أمامى إلا الموافقة خوفًا على ابني، بالرغم من اتفاقه معى على الولادة الطبيعية".
وتضيف ل"المصريون": "بعد إتمام الجراحة، طلب الطبيب منى سداد ثلاثة أضعاف المبلغ المتفق عليه من قبل للولادة الطبيعية، وشعرت بأنه تعامل مع حالتى كعمليةٍ تجاريةٍ، فاختياره للجراحة القيصرية كان بهدف تحقيق مكاسب مادية أكبر".
أما "ح.ا" فتسرد قصتها مع الولادة القيصرية، قائلة: "مثلى مثل أى فتاة بعد زواجها تمنت أن يرزقها الله بالحمل واستجاب الله لدعوتى ورزقنى بما تمنيت، واتجهت لإحدى الطبيبات المشهورات فى منطقتى وتابعت معها فى الحمل، ودفعت ما قيمته خلال فترة الحمل، وعرفت أن تكاليف الولادة 3 ألف جنيه داخل المستشفى غير ألف جنيه تجهيزات، لو الولادة طبيعى أما لو قيصرى فالمبلغ بيوصل لخمسة آلاف".
وتكمل قائلة: "فما كان منى إلا أن تابعت مع طبيب آخر وكانت تكاليف الولادة مثل الطبيب السابق، واختلفت آراء الأطباء فى ميعاد الولادة، وأيضا فى طريقة الولادة، منهم من قال إن الولادة طبيعى ومنهم من قال قيصرى، وتابعت مع التأمين الصحى لأنه أرخص بالنسبة لى من الولادة عند الدكاترة بره، لكن إجراءاته كثيرة ودخلت حجرة العمليات فى التأمين، وجاء أكثر من طبيب وطبيبة لإجراء الولادة، وطبيب للتخدير، وطبيبتين امتياز لمساعدتها وآخر للمحاليل".
وتابعت: "استغرقت الولادة حوالى ساعة وكانت تكاليف الولادة حوالى عشرين جنيهًا فقط، واشتريت الأدوية على حسابى من خارج المستشفى، ولما ولدت وخرجت من المستشفى قال الدكاترة لي: أنتِ اللى هتغيرى على الجرح بنفسك وفعلاً سمعت كلامهم، وكنت بغير على الجرح بنفسى، وتعبت لأن الجرح كان ملتهب جدًا من الداخل ومن طبيب نساء لطبيب جراحة، وحتى الآن تعب القيصرى لسه موجود".
وتضيف أنها عندما تحدثت مع قريبة لها ولدت قيصريا سابقًا أخبرتها بأن ولادتها تكلفت 16 ألفًا، لأنها كانت فى جناح خاص بها هى وأسرتها، غير الرعاية. وأشارت إلى أن "هناك قريبة أخرى لها ولدت ب23 ألف جنيه وأخرى ولدت ب27 ألف جنيه والأسعار تختلف حسب مكان المستشفى".
بيزنس أم استسهال؟
الدكتور على الدويني، أخصائى النساء والتوليد، يفسر اللجوء إلى الولادات القيصرية بأنه "يأتي لأسباب طبية الهدف منها الحفاظ على سلامة الأم والجنين، هذه الأسباب منها ما يخص الجنين، ومنها على سبيل المثال كبر حجمه، أو عدم التناسق بين حجم رأس الجنين وفتحة الحوض للأم، وكذلك إعياء الجنين نتيجة نقص السائل الأمنيوسي، فضلاً عن أسباب تخص مثل بعض الأمراض كالسكر والضغط".
ومع الاعتراف بأن نسبة الولادات القيصرية زادت بصورة مذهلة، مقارنة بالولادات الطبيعية إلا أنه يشير إلى أن "نسبة الإعاقة الذهنية والتخلف العقلى والإعاقة الحركية التى كانت تنتج عن أخطاء الولادة الطبيعية نسبتها أصبحت ضئيلة مقارنة بالماضي".
وأشار الدوينى إلى أنه "قبل 15 عامًا كان لا يخلو أى شارع من طفل معاق وكان مصطلح "عيب ولادة" منتشرًا بين أطباء المخ والأعصاب.
ويسترسل قائلاً: أما عن السؤال الدارج: "هل الولادة القيصرية بيزنس أم استسهال؟" أقول لكم الاثنين، فأغلب الأطباء وخصوصًا فى المراكز الطبية الخاصة لم يعد عندهم صبر للولادة الطبيعية، وكذلك عدم توافر طبيب تخدير بصفة دائمة تجعل طبيب النساء لا يجازف بالتوليد الطبيعى، لأنه ربما تتعسر الولادة ويحتاج إلى طبيب تخدير لعمل قيصرية فلا يجده وخصوصًا ليلاً، كما أنه لا يوجد دواء يعطيه الطبيب للتوليد القيصري".
وأشار إلى أنه "أحيانًا طبيب النساء والتوليد يستسهل القيصرية لسبب مادي، خصوصًا بعد ارتفاع أسعار العمليات القيصرية فى المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة، وسوء تقييم الحالة من بعض الأطباء وسوء التشخيص، فأصبحت الغالبية العظمى من سيدات مصر بها قيصريات سابقة، وهذا ما أسهم بدرجة كبيرة فى ارتفاع نسبة التوليد القيصري".
ولفت الدوينى إلى أن "هناك وسائل تشخيص حديثة كالأشعة ورسم قلب الجنين هو ما يجعل الطبيب يقيم الحالة بصورة سليمة، وما إذا كانت الولادة طبيعية أم قيصرية، كذلك عدم مجازفة الطبيب فى التوليد الطبيعى، وهناك أيضًا التجهيزات الطبية المتوفرة التي جعلت من الولادة القيصرية عملية سهلة لا تستغرق وقتًا، وهناك استسهال "للأسف الشديد" من بعض الأطباء وسوء فى التشخيص".
وكيل الأطباء: الكثير يفضلن القيصرية هربًا من آلام الطبيعية
وقالت الدكتورة ميرفت عبدالله، وكيل نقابة الأطباء، ومسئول الإعلام، أن "هناك العديد من الأسباب وراء انتشار الولادة القيصرية؛ أبرزها أن النساء في الولادات "البكرية" يفضلن الولادة القيصرية، اعتقادًا بأن الألم أخف، حيث ينتهين من الولادة سريعًا، فالعملية قد تستغرق نحو ساعة، بعكس الولادة الطبيعية التى قد تستمر ساعات من الألم، فضلاً عن عامل آخر مهم "وهو تأخر الحمل بعد فترة كبيرة من الزواج أو كبر سن الأم الأمر الذى يستدعى الولادة القيصرية".
وأضافت ل"المصريون"، أن "هناك مشكلة تتمثل فى أن بعض الأطباء الجدد لديهم هذا التوجه، ويقولون: "مش بنولد طبيعي"، خاصة أن الولادة الطبيعية أصعب على الطبيب الشاب، وهناك مخاطر خاصة فى "البكرية"، فالطبيب يستسهل يفتح بطنها وحتى يتربح ماديًا".
وأشارت إلى أن "هناك أماكن فى القاهرة يصل سعر الولادة القيصرية فيها إلى 12 ألفًا، ويمكن أن يولّد حالة كل ربع ساعة أو نصف ساعة، بخلاف الولادات الطبيعية التى تحتاج إلى متابعة".
وأضافت أنها تعمل استشاري نساء ولها عيادة بالفيوم، وجزء من الحالات التى تتابعها فى الريف تخبرها الحامل بأنها لا تريد أن تلد طبيعيًا وتريد أن تلد قيصريًا، متعجبة من شيوع ثقافة الولادة القيصرية في الريف، والأهل يوافقون على رغبتها، وأحيانا أم الحامل تطلب من الطبيبة عدم إخبار حماتها بأن الولادة القيصرية جاءت بناءً على رغبتهم، بسبب المخاوف من آلام الولادة الطبيعية.
وأضافت: "لو البنت مش ناوية تولد طبيعى لن تتحمل آلام الولادة الطبيعية، ولن تساعد الطبيب فأصبحت النساء يستسهلن القيصرى فهو لم يعد قرار الطبيب فقط بل أصبح قرارًا اجتماعيًا".
وحذرت وكيل نقابة الأطباء من خطورة تكرار الولادة القيصرية أكثر من 4 مرات، لأنه قد يؤدي إلى التصاق المشيمة بالخلاص وتلصق فى الجرح القديم.
وذكرت أنه بعد الولادة القيصرية الأولى تصل نسبة الخطورة إلى 15% والولادة القيصرية الثانية تصل الخطورة إلى 25: 30%، والولادة القيصرية الثالثة تصل نسبة الخطورة إلى 50%، والولادة القيصرية الرابعة تصل النسبة إلى 75%، أما أكثر من ذلك فتصل نسبة الخطورة إلى 100% وتسبب الوفاة للأم.
وقالت إن "هناك نسبة بسيطة من مخاطر التخدير وهي نسبة لا تذكر، ولابد من توعية الفتيات والأسر وكذلك الأطباء حول ضرورة عدم الإسراع إلى إجراء الولادات القيصرية، إلا في حال استحالة توليدها طبيعيًا".
وأكدت وكيل نقابة الأطباء، أن "الطبيب لا يستطيع أحد أن يملى عليه ما يفعله فى العالم أجمع، فالأمر يعود إليه شخصيًا لتحديد القرار، والطبيب نفسه يجب أن يكون لديه الإيمان بأهمية الولادة الطبيعية وأن يطمئن الأسرة".
تشريعات للحد من الولادات القيصرية
وقال النائب سامى المشد، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إن "مصر تشهد زيادة في معدلات الولادة القيصرية، لأسباب متعددة؛ منها أسرة الحامل التى لا تريدها أن تشعر بالألم، والطبيب يريد أن ينتهى من الولادة بسرعة".
وأضاف المشد ل"المصريون"، أن ?"العامل الأكبر وراء زيادة الولادة القيصرية يعود إلى الطبيب، ولا بد من وجود ضوابط تقنن ذلك، من خلال تشريعات جديدة تلزمه بعدم التسرع فى الولادة القيصرية إلا من خلال لجنة طبية تحدد ضرورتها، وهو المشروع الذى قدمته النائبة إيناس عبدالحليم، وكيل لجنة الشئون الصحية، إلى البرلمان وفى انتظار الموافقة عليه".
وأشار إلى أن "هناك العديد من السلبيات للولادة القيصرية؛ أهمها صحة الأم التى تتأثر بتكرار الولادة القيصرية، وصحة الجنين الذى غالبا ما يحتاج إلى حضّانة، وميزانية الدولة التى تحتاج إلى توفير حضانات للأطفال تستوعب كل المواليد الذين يحتاجون إلى الحضانة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.