تشرذم الإخوان سببه خلاف على "التمويل" بعد انقسامهم ل"أكلى كعكة" و"شحاتين" قانون "الصحافة والإعلام" ينتشل الصناعة من وحل التمويل الأجنبى بعض الإعلاميين تحولوا إلى زعماء سياسيين وهذا غير مقبول الإعلام إحدى وسائل "الحرب".. ونحتاج إلى عودة "وزير الإعلام" "الخطاب الإخوانى" مُغيب.. والجماعة منذ نشأتها تنكر الواقع أرفض عودة إعلامى الإخوان ومن يزعم التغرير بهم فليتحمل مسئولية غبائه نحتاج قناة إخبارية عالمية من أجل بث "رسائل مصر" للخارج قال الإعلامى نشأت الديهى، إن الخريطة الإعلامية فى حاجة ملحة إلى إعادة تشكيل بشخوص جديدة، فى ظل تحول البعض منهم منذ عام 2011 إلى زعماء سياسيين يتعاملون مع أرباب السياسة بمنطق "الند". وأضاف الديهى فى حواره مع "المصريون"، أن تدخل الدولة فى إدارة الإعلام وشراء قنوات ليس بدعة جديدة، والدليل قناة ال"بى بى سى" المملوكة للدولة البريطانية، مؤكدًا أن الإعلام أحد وسائل الحرب التى يتم استخدامها من أجل الدفاع عن مصالح الدول خاصة فى حالة الحروب. وعن الانقسام اللافت فى صفوف إعلاميى الإخوان بالخارج، قال الديهى، إن هذا التشرذم سببه عدم وجود قضية حقيقية تجمعهم، فلكل منهم مجموعة من المصالح تحركه، وبالتالى ما يسمى "المصلحة" هو الأصل لما موجود تحت السطح فى علاقاتهم، مشيرًا إلى أن المعارضة بالنسبة لهم أصبحت "سبوبة"، ولكنهم فى الخارج وجدوا من يستأثرون بالكعكة، ومجموعة أخرى رأت نفسها من "الشحاتين". وفيما يخص المناشدات التى تخرج بين الحين والآخر ممن يزعمون بأنه غرر بهم، شدد على رفضه التام الاستجابة لمثل هذه الدعوات، لافتًا إلى ضرورة تحملهم لمسئولية غبائهم، موضحًا أن الجميع يعرف أن أغلب ممن ذهبوا فشلوا هنا وكانوا يبحثون لأنفسهم عن مصالح وأدوار جديدة، ومن يريدون العودة ضاقت الدائرة عليهم، ويريدون "مصلحة جديدة". تردد فى الآونة الأخيرة حديث عن خريطة إعلامية جديدة يتم تشكيلها عن طريق اختفاء لبعض الإعلاميين وعلى رأسهم لميس الحديدى ووائل الإبراشى وظهور للبعض الآخر مثل توفيق عكاشة.. هل لديك معلومات حول هذا الأمر؟ أنا نفسى أتساءل ما الذى يحدث، ولكن دعينى أقول أنه ليس لدى معلومة مؤكدة عن وقف برنامج الإبراشى، وما يُقال على "السوشيال ميديا" لا يمثل بالنسبة لى معلومة ثقة، وأعتقد أنه عليكِ سؤال الإبراشي، فمن المؤكد أن لديه الإجابة وكذلك لميس. ومن وجهة نظرى، أصبح من الضرورة والمطلوب إعادة تشكيل الخريطة الإعلامية بشخوص جديدة، وهذا لا يعنى التضحية بالإعلاميين المتواجدين على الساحة حاليًا، وليس من العيب أن تعمد الدولة إلى خلق صناعة بأدوات جديدة، فلكل مرحلة ظروفها وسبق أن قلت بأن هناك أناس سيختفون من المشهد وهو ما حدث. وتحول الإعلاميين فى مصر منذ عام 2011 إلى زعماء سياسيين، وعندما يتحول الإعلامى إلى سياسى تكون الآراء الخاصة به مُسيسة، فأصبحوا يتعاملون مع السياسيين بمنطق "الند" وهذا أمر غير مقبول، فالإعلامى لابد أن يحتفظ بدوره كإعلامى كقارئ جيد للسياسة والاقتصاد، ومن عاشوا فترة الزعامة يصعب عليهم خلع هذه العباءة لذا نجدهم يصطدموا بالتوجيه القانوني. ماذا تقصد بصدامهم بالتوجيه القانونى؟ أصبح هناك مجلس وطنى للإعلام، وهيئة وطنية للصحافة، بجانب نقابتى الصحافة والإعلام، على عكس السابق كان هناك منصب لوزير الإعلام، فأصبحت الجهات المتواجدة تضع ضوابط مرفوضة من البعض فنجدهم يقاومونها ويعترضون عليها. فى مرحلة الفوضى كان هناك رجال أعمال ينفقون على الصناعة ويستفيدون منها على الرغم من أن الصناعة تخسر فنجدهم مستمرين، فالمقابل الذى يحصل عليه قد يكون مكسبًا سياسيًا. وأذكر فى 2011 الجميع اشتكى من الإعلام ما بين إعلاميين يتحدثون عن الجن وآخرين يتحدثون عن الكفر وغيره، بات الجميع يسأل أين الدولة، فوضعت هيئات وسُنت قوانين تضبط الملكية فى ظل فوضى التمويل المجهول لوسائل الإعلام وقد تكون دخلت بالشراء. بمناسبة الحديث عن تدخل الدولة وشرائها لقنوات فضائية.. هل ترى الأمر إيجابيًا؟ هذ ليست بدعة، ف"البى بى سى" مملوكة للدولة البريطانية، ولا توجد دولة بالعالم ليس لها "لسان"، وهذا الدور تقوم به وسائل الإعلام والتى تخطى دورها من وسيلة لإخبار الناس إلى أحد وسائل الحرب، ومن حق الدولة أن تتدخل، لأن المشهد الإعلامى فى حاجة إلى مايسترو ومن الأفضل أن يكون هو وزير الإعلام، فأحتاج إليه حتى ينسق بين هذه الجهات. وللأسف عدم فهم القوانين تسبب فى لبس لدى الكثيرين، فالهيئة الوطنية للإعلام معنية بالإذاعة والتليفزيون وقنواتها والمجلس الإعلام للإعلام ينظم بين هذه الجهات وبعضها والدولة المصرية طوال عمرها مركزية لذا نحتاج إلى عودة "الوزير". ولكن على أرض الواقع هذا لا يحدث بدليل قرار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد بوقف النشر فى مستشفى 57357.. أين الفصل بين السلطات فى هذه الواقعة؟ هو يمارس ما يراه من صلاحيات المجلس، وأنا لا أعرف على أى أساس صدر القرار، فهو بالتأكيد له مبررات جعلته يأخذه وكان يهدف الانتصار للقارئ، وأنا شخصيًا فى موضوع 57 أرى أن بها علامات استفهام لم تتم الإجابة عنها، وهناك بعض الإعلاميين يصمتون عن الأمر من أجل تحقيق مصالح شخصية، ولا استطيع أن أجزم بالأمر، ولكنى أحتاج إلى إجابات حول الأمر، وليس من المطلوب مناقشتها عبر الإعلام فلابد من إجراء تحقيقات وخضوعها للنيابة، فعلينا ألا نستبق التحقيقات الرسمية. بصراحة هناك تصنيف لبعض الإعلاميين بأنهم وإن جاز الوصف "مطبلاتية".. ما رأيك؟ لا يهمنى أن يكون الإعلامى له توجه ما سواء لأقصى اليمين أو اليسار، ولكن ما يعنينى أن يكون على قناعة بما يقوله، وهل يقول هذا الكلام فى انتظار مكسب أم يريد إزاحة مغرم عنه، فإذا كنت كإعلامى أؤمن بكلامى فلا مشكلة، وإن رأيت أن شبكة الطرق الآخيرة التى تم إنشاؤها أعظم المشروعات التى تم إنجازها على طريقة التجربة الأرجنتينية فهذه وجهة نظرى ولدى مبرراتى التى أؤمن بها، ومن حق الآخر أن يراها تطبيلاً فهو حر فى وجهة نظره، لكن من المعيب أن أقول هذا الرأى أمام المشاهد، وبينى وبين الناس خلف الكاميرات أقول عكس ذلك فهذا يعتبر نفاقًا وتطبيلاً فالاقتناع هو المعيار. ولا ننكر أن الإعلام تخطى دوره من إخبار وإعلام الناس إلى توجيهم وهذه حقيقة، وأرى أن البلاد فى حالة حرب حقيقية ولابد من وجود أسلحة إعلامية وأذرع وإلا نخسر الحرب، وناس تقول لى لابد من الموضوعية، لماذا تخليت عن كل ذلك فقلت لهم: "أرى نفسى مقاتلاً ومحاربًا فى ظل وجود حرب ضد الدولة من الخارج". وأقول لهم بعد استقرار الدولة، فليأتوا بإعلاميين يقومون بالإعلام المهنى، ولكننا الآن فى هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن إن الحيادية والمهنية رفاهية لا تتحملها الدولة، فكلمة الحق باتت مزعجة، ففى السابق كلمة الحق كانت فى وجه سلطان جائر، أما الآن فهى فى وجه مجتمع لا يعلم التفاصيل. والشجاعة أن تقول الحق وإن كان هناك أناس أصحاب مصالح، ومن أجل ذلك يطبلون من أجل أطماعهم، ولكن هناك أيضًا أناس مخلصون كما هو موجود بالمعارضة، ولكن فى كل الأحوال أنا لا احتكر الصواب ولكن ما اعتقد أنه صح أقوله، وفى فرق بين نقل الحقائق والأكاذيب، فالبلد "واقفة بقدرة قادر" لأننا فى أزمة اقتصادية ولكننا نحاول أن نشرح للناس أسبابها وطرق علاجها ولا أستطيع أن أخرج عند صدور أى قرار على سبيل المثال بتقليل الدعم وأقول أنه أعظم قرار فهذا يعد نفاقًا وتطبيلاً، ولكن استطيع أن أقول أنه قرار صعب ومؤلم ولكن ضرورى كالمريض الذى يذهب للمستشفى ونطالبه بإجراء بتر، من المؤكد أنه ليس سعيدًا وكذلك الطبيب. لكن الانتقاد الموجه للإعلام ليس أنه يطرح وجهة نظر ما مؤيدة للحكومة لكن المشكلة أن هناك غيابًا لعرض وجهة النظر الأخرى فأصبح هناك اختفاء لقوى المعارضة عن شاشات الإعلام؟ لا أجد فى تقديرى معارضة نزيهة، كل ما أراه مجموعة من أصحاب المصالح الشخصية، أو أطراف موجودين يعبرون عن مصالح لدول خارج مصر، وقد أكون مخطئًا فى تقديرى، لكن أتمنى أن أرى معارضة وطنية ومنزهة فكنا نرى قديمًا معارضة حقيقية تهز البرلمان لأن هناك أشحاصًا لم يكن لهم "بطحة" ولم يكن هناك رجل معارض يهاجم الوزراء طوال النهار، وفى الليل يأخذون منهم تأشيرات فهذه ليست معارضة فنحن ينقصنا فى مصر معارضة حقيقية وطنية فأتمنى أن يكون هناك معارض للدولة ولديه البديل ولا يكون مأجورًا أو نت المرتزقة ولا يعبر عن أجندة خارجية. قانون الصحافة والإعلام أثار جدلاً واسعًا وبالتحديد بند حبس الصحفيين فى بعض الأمور مثل التحريض على العنف والخوض فى الأعراض والتمييز .. ما رأيك؟ وهل يرتضى أى شخص أن يتم الطعن فى شرفه؟، فلأول مرة فى هذا القانون لا يجوز تفتيش بيت الصحفى، فالقانون فى مجمله يؤدى إلى تنظيم الفوضى وتفعيل دور الدولة وانتشال صناعة الإعلام من وحل التمويل الأجنبى، فنحن لم نصل إلى الكمال فى القانون فالكمال لله وحده . ننتقل إلى الإعلام الإخوانى.. نلاحظ فى الآونة الآخيرة أن هناك حالة من التشرذم أصابت الكثير منهم وصلت إلى خروج بعضهم بتصريحات وصلت إلى "السجن بمصر ولا جنة الغربة".. ما السبب وراء وصولهم إلى هذه النقطة؟ لأنهم لا يملكون قضية حقيقية، فكان لديهم مجموعة من المصالح وهدفهم الوصول إلى الحكم، لكن أصحاب الأفكار والأيدولوجيات يموتون من أجل هذه الأفكار واحترمهم حتى لو كانوا مخالفين لى، لكننى أعلم أنه منذ أن أنشأ حسن البنا الجماعة عام 28 بتمويل من المخابرات البريطانية فالقصة كلها مصالح، ولقاءات مرشدى الإخوان بدءًا من الهضيبى والتلمسانى وعاكف، لهم صلات وثيقة مع أجهزة مخابرات عالمية، وهذا أمر معلن عنه . والتشرذم الموجود حاليًا هو أصل لما موجود تحت السطح، وهو ما يسمى بالمصلحة فلكل منهم أهواء، وعندما وصلوا للحكم لم يجيدوا إدارة البلاد وعملوا على إقصاء الجميع وعندما توجهوا للمعارضة أصبحت "سبوبة"، فوجدوا أن هناك من يستأثرون بالكعكة فى الخارج مثل أيمن نور وسيف عبد الفتاح ومعتز مطر ومجموعة أخرى "شحاتين" ومن هنا بدأت الخلافات "وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"، ونعتقد أنهم أصحاب ورفقاء ونجدهم أصحاب مصالح، فالمعارضة بالنسبة لهم تحقق لهم مصالح، ومن يتحدثون عن المصالحة لابد أن تكون بين طرفين وهم خارجون عن القانون والصورة التى نراها خلاف على كعكة التمويل. لماذا لا يستطيع الإعلام الإخوانى أن يتخلى عن خطابه الهزلى بالحديث عن الشرعية وإنكار الواقع السياسى الجديد بوجود نظام وشرعية جديدة بعد ثورة 30 يونيو؟ لا تنتظرى منهم الاعتراف بالواقع، لأنهم مغيبون دائمًا عنه، ومنذ نشأة الجماعة وهم ينكرون الواقع بدعوى أنت لا تفهم فهم يستهينون ويسخرون ممن يعارضهم، ففكرة تمسكهم بما يسمونه شرعية فهو مقتنع تمامًا أنه خاطئ وليس لهم حق سوى فى البكاء. هل تتوقع عودة بعض الإعلاميين منهم قريبًا خاصة من يزعمون بأنه غرر بهم فى حال طلبوا العفو من الرئيس؟ أرفض تمامًا، ومن يدعى أنه غرر به عليه أن يتحمل مسئولية غبائه، فالجميع يعرف الحقيقة وأغلب من ذهبوا فشلوا هنا منهم كممثلين وإعلاميين، فكلهم يبحثون عن مصالح وأدوار لهم، ويريدون العودة لأن الدائرة تضيق عليهم، وإذا عاد بعضهم فى الفترة الأولى يمكن أن أقول أنه غرر بهم لكن بعد هذه السنوات الأمر وراؤه البحث عن مصلحة. لماذا يتمتع الإعلام الإخوانى بصوت عال لدى الغرب على الرغم من أنهم لا يملكون قضية عادلة؟ لأن الإعلام الغربى ليس كما يتصور الكثيرون فهو يباع ويشترى، من صفحات ومقالات وغيره، وهناك دول تشترى وتدعم من أجل مخططات أكبر والكراهية لمصر هى السبب الأكبر هم ليس متفوقين إعلاميًا ولكن بالأموال التى تأتيهم يستطيعون أن يفعلوا الكثير، فالدولة المصرية لا تتجه نحو هذه الأمور. هل ترى أننا بحاجة إلى قناة إخبارية عالمية؟ قول واحد نعم، ولكن قبل أن تكون عالمية دعينا نجعلها إقليمية على غرار ما قامت به بعض الدول وقناة النيل للأخبار كانت مؤهلة لهذا الدور، وبالتأكيد كان بها مشاكل إدارية ومالية ولا ينقص التليفزيون المصرى كوادر ولدينا فرصة كبيرة . هناك تجارب مثل "أون لايف" و"إكسترا نيوز".. من وجهة نظرك لماذا فشلت؟ كلها كانت تجارب محلية، فلابد أن تتطور، فإكسترا نيوز تحتاج إلى أن تكون إقليمية، فمن الممكن أن تتم الاستعانة بمن خرجوا من أون لايف والنيل للأخبار من أجل قناة عالمية فنحتاج إلى هذه القناة حتى يكون لنا أذرع فى إفريقيا ودول المتوسط والعالم العربى، فنحن لا نحتاج إلى المحلية بل نحتاج إلى كيان كبير مهنى حرفى لتوصيل رسائل مصر إلى الخارج.