أثار تصريح المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، حول إصابة محصول الطماطم بفيروس يُسمى "تجعد الأوراق"، قلقًا بين المصريين؛ خاصةً أن الطماطم لا عنى عنها في الأكلات اليومية, إلا أن خبراء زراعيين رأوا أن الفيروس ليس خطرًا على الإنسان ولا يسبب له أي أمراض. وقال الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إنه بمجرد وصول شكاوى للوزارة بخصوص مشاكل في محصول الطماطم، توجهت لجنة إلى منطقتي وادي النطرون والنوبارية، وأخذت عينات من النباتات وتم فحصها. وأضاف في تصريح متلفز, أنه تبين إصابة النبات بمرض تجعد الأوراق، وهو مرض فيروسي ليس له علاج, ولا يأتي بأي محصول. وأوضح أن التقاوي التي تم زرعها تم استيرادها عن طريق شركة قطاع خاص ملزمة بتعويض المزارعين، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة على استعداد للاستماع إلى شكاوى المزارعين كافة، وفحص عينات من مزارعهم، وعلى الفلاحين التقدم بأى شكاوى تتعلق بإصابة الطماطم بمرض تجعد الأوراق. وفي تصريح إلى "المصريون"، قال الدكتور إلهامي الأسيوطي, الخبير بمعهد بحوث أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية, إن "الفيروس لا يُعالج ولا يمكن منعه". وأضاف: "أسباب وجود هذه الفيروس في الطماطم أو ما يُسمى بالجعد الورقي، ناتج عن وجود حشرات مثل حشرة "المن" وغيرها أو التقاوي نفسها", موضحًا أنه "يمكن التقليل منها عن طريق الرش بالمبيدات، أو التعرف على نوع الحشرة المسببة للمرض ورشها بمبيدات تقلل من وجودها، مع رش المكان المجاور حتى إذا كان خاليًا وذلك لمنع الانتشار". وأشار إلى أن "تلك الأمراض الموجودة في الطماطم لا تسبب أي ضرر على صحة الإنسان, وهذا الفيروس موجود منذ فترة كبيرة في الطماطم ولا يوجد أحد تأثر به". من ناحية أخرى، قال الدكتور السيد وجيه، أستاذ الفيروسات والبيوتكنولوجي بقسم أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن "فيروسات تجعد الأوراق بالطماطم عديدة منها "تجعد الأوراق الأصفر"، وهو ينتقل عن طريق الذبابة البيضاء فقط"، لافتًا إلى أن "هناك أنواعًا من تجعد الأوراق ينتقل عن طريق البذور والذبابة البيضاء". وأضاف وجيه ل"المصريون": "إذا كان الفيروس منتقلًا عن طريق البذرة، فلابد من اتخاذ عدة خطوات، تتمثل في شراء بذور موثوق فيها خالية من الفيروس". وشدد على أنه "لابد من متابعة النباتات عند زراعتها في الحقل، كي يتم إنقاذ الموقف حال اكتشاف وجود فيروس بالنبات، إما عن طريق خلع النباتات وحرقها وإبعادها عن الحقل تمامًا، أو إما عن طريق استعمال وسيلة لمقاومة الحشرات؛ وذلك حال انتقال الفيروس عن طريق الحشرات "الذبابة البيضاء". وأشار وجيه إلى أن "العلماء قاموا بتصنيع مبيدات متخصصة للذبابة البيضاء، تسمى المبيدات مبيدات جهازية، أي عند رشها على النبات، فإنه يقوم بامتصاصها من أوراقه ثم تتابع انتشارها في داخل أجزاء جسمه إلى أن تصل لثمار النبات، لذلك دائمًا ما يحذر العلماء من شراء النباتات فور رشها بالمبيدات كي يكون النبات أخذ وقته الكافي للتخلص من أثر المبيدات على صحة الإنسان". وأوضح أستاذ الفيروسات, أن "هناك طرقًا حديثة لمقاومة الفيروسات مثل، إنتاج أصناف مقاومة من النباتات مقاومة للمرض، وهي تقنية من أحدث التقنيات التي تم اكتشافها عن طريق الهندسة الوراثية التي تنتج أصنافًا مقاومة للمرض، حتى وإن صادفته حشرة حاملة للفيروس، فهو لن ينتقل إليه لكونه صنفًا مقاومًا من الأساس". من جانبه قال الدكتور نظمي عبد الحميد، عميد زراعة جامعة عين شمس, إن "مرض تجعد الأوراق مرض نباتي لا يوصل للثمار، ولا يؤثر على صحة الإنسان أو يسبب لها أي مرض". وأضاف ل"المصريون": "تجعد الأوراق الموجود في نبات الطماطم لا يوصل إلى الثمرة نفسها نتيجة عدم نمو الشجرة التي تنتج ثمار الطماطم"، موضحًا أن الشجرة التي تحمل تلك المرض لا تثمر. وأشار إلى أن "من أسباب وجود هذا المرض الذي يصيب الطماطم هو الإهمال الموجود في مزارع الطماطم, ووجود حشرة "المن" التي تنتشر بكثافة", لافتًا إلى أنه يجب مكافحتها عن طريق الرش بالمبيدات التي تقلل من وجودها.