جُثث ملقاة على أرضيات ثلاجات الموتى "المشرحة" مشهد متكرر ستجده دومًا عند استقبال مستشفيات سوهاج، قتلى جرّاء الحوادث المختلفة، في ظل قلة إمكانيات الثلاجات داخل المستشفيات. نفس الحال تجده داخل مشارح المستشفيات العامة على مستوى المحافظة والبالغ عددها 11 مشرحة، والتي يُطلق عليها الأهالي "الخرابة" وليست مكانًا لحفظ جثث الموتى. "المصريون" رصدت كم الإهمال الذي تشهده، مشرحة المستشفى العام بسوهاج، بدءًا من أبواب المشرحة التي تفتح على مصراعيها دون وجود عامل واحد بداخلها، فضلًا عن تعفن الموتى داخل الثلاجات بسبب تعطل المواتير الخاصة بها إمّا لعدم صلاحيتها وإما بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر. ففي مستشفى طما العام، شمال المحافظة، يدخل الموتى في نار جهنم بعد موتهم مباشرة داخل مشرحة المستشفى العام، بعد إغلاق مواتير الثلاجات، فأصبحت أدراجًا ذات بضلف مكسرة، يتم إلقاء المتوفين بها حتى يتعفنوا دون أي اهتمام من مسئول واحد في مديرية الصحة. يقول خالد مصطفى أحد المواطنين: "عند وفاة والدي وضعنا جثته داخل المشرحة لقرابة اليومين، بسبب عدم وجود الطبيب المختص -الطبيب الشرعي- لكن للأسف عند استخراج الجثة وجدناها متعفنة داخل أدراج الثلاجات المعطلة". بينما أضاف حسين المقدم -يسكن قريب من المشرحة: "أسكن في الشارع الذي توجد به المشرحة والمستشفى العام، لكن أصبحنا نبتعد في سيرنا عن طريق المشرحة بكثير من المترات، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها والتي يصعب على الإنسان احتمالها". فيما أشارت الحاجة (فريال)، مواطنة بمركز طما: "عند ترددنا على المستشفى العام نرى الدماء ملطخة على السرائر الحديدية التي يتم وضع الموتى عليها دون اهتمام بنظافتها، بالإضافة إلى تهالكها، والثلاجات مكسرة الأبواب ومعطلة المواتير، وأكوام الدماء ملقاة على الأرض بشكل يصعب على العين رؤيته، بالإضافة إلى مختلف أشكال القمامة التي تحيط بالمشرحة من كل مكان. يروي طلعت عبد الرحيم، مسئول الأمن الإداري بثلاجات المستشفى العام أغرب ما حدث معه داخل الثلاجات، قائلًا: "كنت أعمل في قسم الأمن وانتقلت إلى قسم الثلاجات وفي أول يوم لي أحضرت سيارة الإسعاف جثة ولم يكن داخل الثلاجات غيرها، وعند نحو الثانية صباحًا، انقلب القسم إلى فرح شعبي، ففزعت وخرجت من القسم، وفي الصباح ذهبت للمدير ورويت له ما حدث معي فضحك ورد عليّ قائلًا: "يا ابني دي تهيؤات". وأضاف أن الأمر تكرر في اليوم الثاني فهربت إلى قسم الاستقبال، وفي صباح اليوم الثالث حضر أهل المتوفى وتعرفوا عليه واتضح أنه كان يعمل طبالًا في الأفراح.