إدراكا للآثار المدمرة لارتفاع درجة حرارة الأرض، يبذل المجتمع الدولي جهودا حثيثة من أجل احتواء مشكلة انبعاث الغازات المسببة لتلك المشكلة خاصة مع اقتراب انتهاء اتفاقية كيوتو للتغييرات المناخية والتي ستنتهي عام 2012. وطالب تقرير حديث للأمم المتحدة الدول الموقعة على المعاهدة بتبني سياسات مشددة للسيطرة على تلك الغازات وفي مقدمتها ثاني اكسيد الكربون لانجاز اهداف المعاهدة بحلول عام 2012، وفق وكالة سي إن إن الإخبارية . وذكر التقرير أن عددا محدودا جدا من الدول من بينها بريطانيا والسويد هي التي حققت المطلوب منها على صعيد خفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض. وبالمقابل فقد ارتفعت نسبة هذه الغازات في الولاياتالمتحدة بمقدار 16 في المائة منذ عام 1990 إلى عام 2004 وفقا للتقدير الاخير لهيئة حماية البيئة الامريكية. وفي اطار الجهود الدولية للتعامل مع قضية التغييرات المناخية، جاء انعقاد جلسات الأممالمتحدة النصف السنوية في برلين في المانيا بمشاركة اعضاء من اكثر من 160 دولة على مستوى العام. وناقشت الجلسات التي أنهت اعمالها نهاية شهر مايو كيفية تبني نظام أشد صرامة لخفض الغازات المسببة لارتفاع حرارة الكوكب. وبشكل أقل رسمية تحاور المشاركون، ومن بينهم ممثلون عن الولاياتالمتحدة، حول سبل اقناع واشنطن والدول الأخرى الغير موقعة على كيوتو لاتباع نظام تحكم إجباري. وكانت التحذيرات قد تعالت في الفترة الأخيرة من الأخطار المتزايدة التي يسببها ارتفاع درجة حرارة الأرض على مختلف أوجه الحياة. فقد حذر المنتدى العالمي للمياه الذي عقد في المكسيك في مارس من أن التغيرات المناخية تأتي في مقدمة المخاطر البيئية التي تواجه العالم الفترة الراهنة، نظرا لما تسببه هذه الظاهرة من كوارث طبيعية شديدة الخطورة، منها الجفاف والفيضانات والأمطار الحمضية وارتفاع مستوى سطح البحر. وقال خبراء بيئيون في المنتدى إن المناطق الواقعة في الحزام الذي يربط بين قارة أفريقيا وجنوب آسيا، التي تضم أكثر من مليار شخص يعيشون بدون مياه نظيفة، سوف تكون من أكثر المناطق تضررا من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية.القصة كاملة. كما رسم تقرير صورة قاتمة حول آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض على سكان الكوكب، تتخطى ما حذرت منه تقارير سابقة من جفاف وتصحر إلى عنف وقتال، قد يجتاح عدة مناطق للحصول على موارد تشح بفعل التغيرات المناخية. ووفقاً للتقرير، الذي أعدته منظمة "المساعدة المسيحية" الخيرية، فإنه يتوقع أن يقضي نحو 162 مليون شخص في دول جنوب الصحراء الأفريقية، نحبهم بسبب الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الأرض بحلول نهاية القرن الحالي. وبينما ناشدت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقراً لها، الحكومة البريطانية كي تتقدم دول العالم الغنية في اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء ارتفاع درجة الحرارة الأرض، أوصت الدول الفقيرة بضرورة الاستخدام الموسع لمصادر الطاقة البديلة، وفي مقدمتها ما يعرف بالطاقة المتجددة. وقال التقرير إنه إذا تحولت دول جنوب الصحراء الأفريقية من الوقود الأحفوري إلى مصادر أخرى كالطاقة الشمسية والرياح والمياه، فسوف يعود ذلك بالنفع على البيئة ومن ثم يؤدي إلى مزيد من الوظائف والارتفاع بمستوى الخدمات الصحية وفرص أفضل للتعليم .