الشعب المصرى معروف عنه أنه قاهر الغزاة وأنه شعب طيب إلى أبعد مدى وأنه يكره الطائفية وهو شعب ليس به طوائف متناحرة أو متشابكة ككثير من الدول ولكنه شعب متماسك أصوله واحدة عربية كانت أو مصرية فهذه الأصول امتزجت واختلطت دماؤها عبر التاريخ بماء النيل، ومن ثم نتج عن هذا التمازج شعب متماسك متوحد ضد كل ما يهدد وحدته سواء تمثلت فى الأمة العربية أو الأمة الإسلامية واعتبر عن جدارة واستحقاق بأنه شعب قاهر الجبابرة وتحطمت على أبوابه كل الإمبراطوريات العظمى فى كل العصور لأنه شعب كما قال عنه رسولنا الكريم به خير أجناد الأرض والشعب المصرى كما نعلم أيضًا إذا وقف اهتزت له أرجاء المعمورة وما 25 يناير 2011 عنا ببعيد، شعب إذا أراد فعل وإذا انتفض ارتعدت فرائص الآخرين من الرعب والخوف والتاريخ خير شاهد على ذلك. هذه المقدمة التى أسلفت كان من الضرورى أن أذكرها حتى أوضح ما نحن بصدده من بدأ أولى خطوات بناء الوطن من جديد وعلى أسس سليمة ومتينة، ولذلك أنا هنا أتحدث عن مصر 20 20 وهذا معناه مشروع نهضوى وتنموى ينهض بهذه الأمة التى تمتلك كل مقومات التقدم من ثروات بشرية هائلة وقادرة وهذا هو الأهم وثروات معدنية كثيرة وثروات بحرية تمتد إلى أكثر من 2000 كيلومتر وسواحل خلابة وصحراء مترامية الأطراف وطقس مشمس طوال العام وحبانا الله بنهر النيل وقناة السويس، هل يعقل أن تكون دولة فى العالم تمتلك كل هذه المقومات وتصبح فى ذيل الأمم إلا إذا كانت دولة تحت احتلال عسكرى ينهب كل ما فيها ليل نهار على مدار سنوات طويلة حتى وصل بها إلى الحضيض وحولها إلى دولة كاد أن يكون تصنيفها بالدولة الفاشلة قاب قوسين أو أدنى فى قاع الدول لولا عناية الله والثورة المجيدة. كيف السبيل إلى ذلك ونحن منذ قيام الثورة نتطاحن ونتعارك ولم نتفق على شىء مهم لا شىء مهم يصب فى مصلحة الوطن إلا واختلفنا حوله وتناطحنا من أجله ولكننا نقف عند كل ما يعيق طريق الأمة فى المضى قدمًا إلى الأمام وما أدل على هذا الطحن إلا ما هو دائر الآن على الفضائيات من بكائيات ليلية بعد صدور قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب والتطاول الذى وصل إلى حد الانحطاط الفكرى والأخلاقى من أناس للأسف رجال قانون وجامعيين وسياسيين ونخبويين، وألفاظ تصدر من هنا وهناك يعاقب عليها القانون الذى يتشدقون به ويتهمون السيد الرئيس بعدم احترامه وهم للأسف لم يحترموا قط لا القانون ولا الدستور الذى يدافعون عنه، لأن أبسط أنواع الاحترام الذى ينشدونه هو عدم سبهم وتطاولهم على أرفع شخصية موجودة الآن فى الدولة المصرية وهى السيد الرئيس الذى انتخبه أغلبية الشعب، أنا كواحد انتخبت هذا الرجل لا أقبل من أى أحد أن يسفه اختيارى الحر، ينتقدنى ممكن، ومن ثم أن أى اعتداء أو استعداء على شخص الرئيس هو اعتداء صارخ على من انتخبوه، الذين يحرضون المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الرئيس نسوا أو تناسوا أن هذا المجلس يمثل الجيش المصرى الذى هو جزء من الشعب المصرى وأنه وجد ليحمى الوطن وأمنه الخارج وإن تطلب الأمر الداخلى ذلك لن يتأخر حفاظًا على الأمة، لا ليدخل فى مغامرات فاشلة ويدير أو يدبر انقلابات عسكرية على الشرعية وجيشنا يعى تمامًا أن أى مغامرة من هذا القبيل ستودى بالبلد إلى الهلاك والدمار وهم أكبر بكثير من هذا العبث وصبيانية النخبة وليس لديهم مصلحة شخصية فى أن يكونوا مع أو ضد أى فصيل فى المجتمع، ولكن الذين يتعاملون بمنطق فيها لا أخفيها أو بمنطق علىَّ وعلى أعدائى ومن ثم يذهب الوطن إلى الجحيم، جاهزون دائمًا بألوانهم وتفاهاتهم وبثهم الدسائس والفرقة بين أبناء الوطن الواحد. ويبقى السؤال الهام هو كيف نسمو جميعا فوق مصالحنا الخاصة وننظر إلى المصلحة العليا للوطن كيف نساعد أنفسنا ونساعد السيد رئيس الجمهورية وندعمه بكل ما أوتينا من قوة، هل نسمو فوق الجراح، هل نسمو فوق مصالحنا هل نغلب مصلحة الوطن، هل نستطيع أن نفعلها أنا فى يقينى من قاموا بثورة 25 يناير رمز الثورات فى العالم كله قادرون على فعل المستحيل، هل يعمل كل منا لصالح تقدم مصر ونهضتها، هل نتحد لنبنى لا لندمر، هل نحلم بأن يكون وضعنا الاقتصادى والتنموى فى المرتبة رقم 20 بحلول عام 2020، فى تخيلى بإمكاناتنا المتاحة نستطيع إذا قضينا على الفساد والمحسوبية والاستبداد، نستطيع إذا أوقفنا الرشوة، نقدر لو طبقنا العدل، ممكن لو أخلصنا فى أعمالنا، ليس مستحيلا إذا أتقنا العمل وركزنا على الجودة، يمكننا لو تحول الناس إلى مجموعات عمل كل فى مجال عمله يعمل بجد واجتهاد، أفيقوا يرحمكم الله قبل أن ننجرف إلى الفتنة التى تودى بنا إلى الهاوية لا قدر الله ذلك، وفى الختام اللهم بلغنا رمضان وأعاده الله علينا وعلى سائر الأمة الإسلامية بالخير والبركات. [email protected]