لم يكن اكتشاف ديناصور يبلغ من القدم 70 مليون سنة في الصحراء الغربية في مصر بالحدث الجلل، الذي أثار ضجة علمية في العالم بأسره، بقدر وحجم المكتشفات نفسهم، إذ تكون فريق البحث من عدد من الشابات المصريات، واللائي انتقلن إلى الصحراء لأسابيع؛ من أجل البحث عن الديناصور. بهذه المقدمة أشاد موقع "تاجس تسايتونج" الألماني بالفتيات المصريات، اللائي اكتشفن عظام الديناصور المصري في المنصورة، مشيرًا إلى أنهن قدمن خدمة كبيرة لعلم الحفريات، إذ أثبتن بذلك أن أوروبا وأفريقيا كانا قديمًا قارة واحدة، ذلك بعد أن تحدين الصعوبات في الصحراء من عواصف رملية و أمطار و أعمال تنقيب من الصباح للمساء لأسابيع، متحديات المجتمع والبيئة المحافظة المصرية. بدأت القصة كلها عندما تمكن فريق بحثي من جامعة المنصورة في مصر من العثور على من عظام متحجرة تعود لديناصور بعد قيام الفريق بعدد من الرحلات في الصحراء المصرية، والذي كان ضخم مثل الحافلة وبلغ وزنه حجم فيل، وقد خيم الفريق المكون من طالبات من الجامعة، تحت إشراف الدكتور هشام سلام، في الصحراء الغربية بالقرب من الواحات الداخلة وقد نقب الفريق عن العظام وجمعوها بعد عمل مضني ودقيق. ولم يكن يتوقع الفريق أن اكتشافهم سيثير إعجاب وضجة في عالم العلماء الباحثين في الديناصورات، إلا أنهم أتضح له بعد نشر الاكتشاف في مجلة "نيتشر" العلمية أنه عثر على قطعة مفقودة من الأحجية، والتي بحث عنها العلماء لمدة طويلة، حيث بها يستطيعون إثبات أن أوروبا وأفريقيا كانا قديمًا قارة واحدة وكانا مرتبطان ببعضهما من خلال جسر برى أو ما يعرف في علم الجغرافيا ب"جسر اليابسة" قبل 70 مليون عام، حيث كان الديناصور المذكور له أقارب من فصلته في أوروبا. ولخصت الطالبة، إيمان الداودي، أهمية الاكتشاف: "قد وجدنا صلة الارتباط بين القارتين، إذ تجمع صلة قرابة بين ديناصورنا وبين آخرين في أوربيين". بينما تعد الطالبة سارة صابر أول من أكتشف أول عظمة متحجرة،حيث قالت إنها صدمت، فعادة ما أجد عظام متفردة على حدة، لكن لم أعثر على تلك الكمية مرة واحدة، وبعدها ندهت الدكتور، والذي قال أن هذا ديناصور والذي من الممكن أن يكون مهمًا، فمن الممكن أن تنشره مجلة "نتشير" العلمية"، الأمر الذي حدث فيما بعد. وكان عالم الحفريات الألماني، أرنست شترومر، قد اكتشف الديناصور "سبينوصور" بالقرب من الواحات البحرية قبل بداية الحرب العالمية الأولي، ونقله إلي ميونيخ، حيث أعاد "شترمور" بناء الهيكل،والذي شغل مكانًا مميز في متحف التاريخ الطبيعي في ميونيخ، ولكن قد تدمر كليًا إثر هجوم بالقنابل من قبل الحلفاء عام 1944، بينما يوجد ديناصور مصري آخر في بنسيلفانيا، ولكن تقول الطالبة إيمان: "أن ديناصور المنصورة، كما أسمى فريق البحث المصري الديناصور الذي وجده، سيظل في دلتا النيل، فربما يجذب السياح إلى المدينة". فيما يرى الموقع أن عمل شابات مصريات كعالمات في بعثة في الصحراء أمر غريب، لاسيما أنهن نشأن في بيئة محافظة، حيث تعيش السيدات دائمًا تحت رقابة حريصة من أسرهن، ويرون أن الصحراء تعتبر خطرا يهدد الحياة، الأمر الذي لم يمنع الشابات المصريات، حيث إنهن كن قد أمضين عدة أسابيع من قبل في الصحراء. وبعد الاكتشاف عسكرن الفتيات لثلاثة أسابيع هناك، حيث تتذكر إيمان: "كان التنقيب يحتاج لقوة عضلية، وقد كنا نعمل في التنقيب منذ الصباح حتى المساء، وأحيانًا كان يسوء الأمر، فمثلًا قد تنشب عاصفة رملية، واكن يتوجب علينا نقل الاكتشافات لمكان آمن، قبل أن نجد نحن ملاذًا لأنفسنا". وفي مرة أخرى قد تمطر السماء وهم في وسط الصحراء، وقد عرض الفتيات صورًا وفيديوهات لهن أثناء بعثتهن في الصحراء، ويظهرن في أحد الفيديوهات وهن يدفعن عربية دفع رباعي قد غرست في الرمال، بينما تعصف الرياح بحجابهن. وفي فيديو آخر يظهرن وهن يعملن بالمطرقة والأزميل ينقشن بحرص حجر مرتبط به جزء من العظام المتحجرة، ذلك لحماية باقي العظام. وعلقت على ذلك إيمان: "قد أثبتنا ما يمكننا نحن كفتيات الوصول إليه وتحقيقه في الصحراء، ولهذا يجب على كل من لديه أطفال من الفتيات أن يتحمس من خلال المثل الذي قدمناه، ويدعمهم في الأشياء الصعبة".