آثار الاكتشاف المصرى للديناصورات آكلة العشب فى الصحراء الغربية ردود افعال كبيرة داخل الأوساط العلمية على المستوى الدولي، ومن هنا التقى »الاهرام« الفريق البحثى الذى نجح فى اكتشاف الديناصورات ( منصوراسوروس) ، حيث قال الدكتور هشام سلام مدير مركز الحفريات بجامعة المنصورة ورئيس الفريق العلمي ان الديناصور له عنق طويل وأربعة أرجل وينتمى للعصر الطباشيري وعثر على أجزاء من جمجمته والفك السفلى والعنق والفقرات الخلفية والضلوع والكتف والقائمة الأمامية ، واطلق عليه اسم منصوراسوروس) تيمنا بجامعة المنصورة، التى ينتمى الباحثون اليها وتكفلت بتمويل البحث ويبلغ طوله عشرة أمتار ويزن 5.5 طن وكان ينتمى إلى مجموعة تسمى «تيتانوسورز» ضمت أكبر حيوانات برية عاشت على الأرض. وأضاف أن الديناصور المكتشف عاش قرب شاطئ محيط قديم كان موجودا قبل البحر المتوسط القديم وهو واحد من أنواع قليلة من الديناصورات عاشت خلال آخر 15 مليون عام من عصر الديناصورات (ماسازويك) أو الدهر الوسيط على البر الرئيسى الافريقى ، معتبرا أن الرفات المكتشف يعد أول حفرية تامة بين أى فقاريات برية بالبر الرئيسى الافريقى خلال فترة زمنية تصل إلى نحو 30 مليون عام قبل انقراض الديناصورات منذ 66 مليون عام. ويضيف دكتور هشام سلام أن الديناصورات الافريقية تُعدُّ صفحة فارغة فالحفريات التى عُثِرَ عليها تنتمى للفترة الزمنية بين 90 و100 مليون سنة فقط، وهى حفريات قليلة العدد، وتبعد عن زمن الانقراض بفترة كبيرة تتجاوز 25 مليون سنة، وهذا يعنى أن مسار تطور الديناصورات فى افريقيا ظلَّ إلى حد كبير لغزا. ويقول رئيس الفريق العلمى : فى عام 2008 بدأ الفريق العلمى فى وضع خطة للبحث عن الديناصورات فى الطبقات الرسوبية المصرية جنوب الصحراء الغربية، بعدها بخمسة أعوام تمكَّن الفريق من اكتشاف اجزاء من عظام الديناصور فى الواحات الداخلة . وتعتبر الدكتورة سناء السيد عضوة فريق البحث فى تصريحات ل الاهرام، أن الميزة النسبية التى يتيحها الاكتشاف الجديد للعلماء المصريين هى وجود ذلك الديناصور داخل البلاد بعد أن تم تهريب وتدمير الاكتشافات السابقة اثناء الحرب العالمية ما سيساعد على إجراء كل الدراسات الممكنة عليه. وقالت الدكتورة إيمان الداودى عضوة الفريق ان الفريق استطلع المكاشف الخاصة بالحقبة المتوسطة، وهى طبقات رسوبية كشفت عنها عوامل التجوية والتعرية وبعد أن حدد الفريق العلمى الطبقة محل البحث، وهى طبقة تنتمى للعصر الطباشيرى المتأخر فى فترة زمنية ما بين 70 و 80 مليون سنة، قام بتقسيم المناطق، وبدأ العمل، حتى تمكن من العثور على أول عظمة فى طريق الواحات الداخلة وفى ديسمبر 2013. عاد الفريق إلى جامعة المنصورة، وجمع المعدات اللازمة، وفى فبراير 2014 رجع الفريق للموقع، ونصب الخيام، وخلال 21 يوماً قضاها الفريق البحثى فى الصحراء استخرج مجموعة من العظام لنفس الديناصور. وقد شملت قائمة القطع التى استخرجها الفريق عظمتين من العضد، واصبعاً واحداً من اليد، و3 أصابع من القدم، وجزءاً من الجمجمة، وجزءاً من الفك السفلي، وفقرات من الرقبة، وفقرات أخرى من الظهر والذيل، وعظام الكعبرة وبضعة أضلع. وقام الفريق بجمع العظام واستعان بفريق علمى أجنبى لعمل المناقشات العلمية حول طبيعة الكشف ونوعه لتأتى المفاجأة؛ فالعظام التى عثر عليها الفريق تنتمى لنوع جديد تماماً من الديناصورات ، من هنا عرف الفريق أن الكشف العلمى سيُحْدِث صدى مميزاً فى المجتمع العلمي، وبدأ فى إجراء دراسات موسَّعة حول الديناصور المكتشف. وتضيف الدكتورة إيمان الداودى ان الفريق العلمى المصرى اكتشف الديناصور واستخرجه من بين الرمال وصوَّره ونظَّف عظامه ، واكتشف فريق مصرى امريكى مفاجأة اخرى عند مقارنته مع ديناصور اوروبي، فوجد تشابها بين الديناصورين مما يعنى وجود علاقة ما، واحتمالية وجود جسر برى بين القارتين الأفريقية والأوروبية، ربط بينهما فى تلك العصور السحيقة. ويطمح الدكتور هشام سلام فى أن يكون فريقه نواة لفرق مصرية معنية بدراسة الحفريات الفقارية وأن يكون هناك نوع من السياحة قائم على تلك الحفريات.. مؤكدا أن الاكتشافات من ذلك النوع تُمهِّد الطريق أمام معرفة ماضينا السحيق والذى هو جزءٌ وثيق الصلة باللحظة الراهنة، وأن معرفته قد تعنى التنبؤ بالمستقبل. ويؤكد رئيس الفريق ان الكشف سيفتح المجال لاعمال واسعة من الحفريات فى انحاء مصر كلها ويفتح آفاقا واعدة امام الباحثين المصريين. يذكر أن الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة ، قد استقبل امس الدكتور هشام سلام واهداه درع الجامعة، تقديرا للبحث كما يستقبل اليوم بقية اعضاء الفريق لتكريمهم .فى اول اكتشاف لعلماء مصريين تمكن فريق بحثى من مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وهو أول مركز من نوعه فى الشرق الاوسط برئاسة الدكتور هشام سلام، الحاصل على درجته العلمية فى مجال الحفريات الفقارية من جامعة أكسفورد، بمشاركة فريق بحثى مُكوَّن من الدكتورة إيمان الداودي، أول باحثة مصرية وعربية فى مجال الديناصورات، والدكتورة سناء السيد من كلية العلوم بجامعة المنصورة والدكتورة سارة صابر، من جامعةاسيوط العثور على أجزاء من جسد ديناصور آكل للعشب فى واحة الداخلة بصحراء مصر الغربية عمره يصل إلى 80 مليون عام.