افتتح فاروق حسني وزير الثقافة المصري، صباح السبت (12/11) مؤتمرا دوليا وندوة بعنوان "عصر محمد علي"، وذلك بمناسبة مرور مائتي عام على تولي أسرة محمد علي باشا حكم مصر في عام 1805م، بمشاركة أكثر من مائة باحث وباحثة ومؤرخ ومؤرخة في مصر والوطن العربي وعدد من الباحثين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية. وينظم المؤتمر والندوة المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، بهدف الاحتفال بمرور 200 عام على تولي محمد علي حكم مصر. وقال الدكتور جابر عصفور أمين عام المجلس في كلمته في المؤتمر إن سنوات حكم محمد علي الملقب ب"مؤسس مصر الحديثة" كانت عبارة عن فترة منفصلة في تاريخ مصر وعلاقتها بمحيطها العربي والأجنبي. وأشار عصفور إلى أن المؤتمر سيناقش العديد من القضايا والموضوعات الفكرية والأدبية، في مقدمتها مجموعة من القضايا والإشكاليات المرتبطة بموضوع "عصر محمد علي"، مثل المشروع السياسي في عصر محمد علي، والحياة الاقتصادية في عصر محمد علي، ومشروعات العمران، والحياة الثقافية والعلمية في عصر محمد علي، والتحول الإداري والتشريعي، وإدارة الأزمات الإقليمية وصلتها بالمشروع السياسي لمحمد علي، والاستجابة الشعبية، وحصاد التجربة، ومحمد علي في الارشيفات الأجنبية، والجذور التاريخية للتنوير في القرن 18، وتحولات اللغة في القرن 19، والأوقاف: الدولة الحديثة في مواجهة مؤسسات المجتمع التقليدي، ومشروعات الإصلاح: دراسات مقارنة، وثنائية المعرفة، وجذور تجربة محمد علي "محلية، عثمانية، عربية، غربية"، والاقتصاد بين التقييد والتحرير، وقراءة تاريخ محمد علي: رؤية نقدية. وسوف تتم مناقشة هذه الموضوعات في المؤتمر الذي يستمر 3 أيام، من خلال ما يقرب من 25 جلسة بحثية، وثمان موائد مستديرة. وبمناسبة انعقاد الندوة صدرت ثلاثة كتب مترجمة عن اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، كما أقيم على هامشها معرض للصور النادرة الخاصة بفترة حكم محمد علي، الممتدة من عام 1805 إلى 1848. وقام بإعداد الصور الباحث الألباني شكري نعماني. يذكر أن فترة حكم محمد علي تعد فترة مفصلية في تاريخ مصر، وفي علاقتها بمحيطيها العربي، وبالعالم الغربي، إذ يعتبرها العديد من المؤرخين المصريين بداية نهضة مصر الحديثة، صناعيا واقتصاديا، ويؤكدون أنه لولا التدخلات الأجنبية، وضرب هذه النهضة المصرية، لأصبحت مصر دولة كبرى في محيطها منذ ذلك الحين، ولهذا يؤكدون أن هذه الفترة تحتاج إلى الكثير والكثير من الدراسة والتقويم، بخاصة في المرحلة الدقيقة، التي يعيشها عالمنا الآن، بما تحتويه من تحولات تضج بالجدل الثقافي والسياسي عن الماضي والحاضر والمستقبل.