تعد معركة حطين واحدة من أعظم المعارك شأنا فى التاريخ الإسلامى بمختلف أحقابه، كانت معركة فاصلة بين الصليبيين من ناحية والجيش الإسلامى بقيادة البطل صلاح الدين الأيوبى من ناحية أخرى، ووقعت فى مثل هذا اليوم عام 1187م، فى حطين بالقرب من طبرية، وأسفرت عن تحرير بيت المقدس ومعظم الأراضى التى احتلها الصليبيون فى العهود السابقة. كانت مناطق من البلاد الإسلامية والقدس تحديدا قد احتلت من قبل الصليبيين عام 1099، وكان الإقطاعيون الصليبيون قد نصبوا أنفسهم أمراء وملوك على تلك المناطق، لمدة تقترب من القرن، وكانوا يقومون بغارات لصوصية على الممالك المسلمة القريبة منهم، بجانب قيامهم بسلب ونهب القوافل التجارية. كانت تلك العمليات تهدف إلى توحيد المسلمين، وكان للتوحيد أساليب بالإقناع واللين حيناً أو باستعمال القوة حيناً آخر، ثم أعلن صلاح الدين فتح باب التطوع فى مصر لمحاربة الصليبيين، وأرسل مراسلات إلى الموصل والجزيرة والشام يطلب منهم دعم الجيش، وخرج بعساكره الخاصة وعسكر الحلقة وغيرهم من القاهرة وعسكر فى دمشق, وعين ابنه الملك الأفضل قائدا للقوات واحتشدت قواته فى بصرى وكانت تضم حوالى 12 ألف فارس و 13 ألف من المشاة ورجال الاحتياط وأعدادا كبيرة من المتطوعين، ثم سار إلى الكرك. وفى الجانب الآخر، حشد الصليبيون 22 ألفا بين فارس ورجل، والتحق بهم عدد كبير من المتطوعة حتى روى أنه زاد عددهم على الستين ألفا. عبرت جيوش المسلمين نهر الأردن جنوبى طبريا، وسارت فى اليوم التالى إلى تل كفر سبت فى الجانب الجنوبى الغربى من طبريا، وحاولت الاشتباك مع الصليبيين، فرفضوا القتال، وفى 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين على طبريا قاطعا على عدوه طريقه إلى الماء. أحرق جيش صلاح الدين الأعشاب والشجيرات فى ساحة المعركة، واستولوا على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين وإجبارهم على النزول للاشتباك معهم ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات صلاح الدين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال. فى اليوم التالى (4 يوليو) وفى قيظ شديد ونقص فى مياه الشرب قامت معركة حطين، ولف الفرسان الصليبيون الذين انتظموا على مرتفع حطين سحب الدخان المتصاعد إلى أعلى، فالتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكت سهام جيوش المسلمين جيوش الصليبيين، ثم شن هجوما بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، واستسلم الألوف منهم، ودامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالى، سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك جى دى لوزينيان ملك القدس آنذاك فى أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها.