بالصدفة - وعلى غير المعتاد- شاهدت قناة (Dmc) دى أم سي- وتحديداً برنامج "السفيرة عزيزة"، والذى يبدو من خلال اسمه، أنه برنامج يهتم بشئون المرأة ، فلا ضير إذاً من متابعته!. كانت فقرات البرنامج مائعة وباردة، وكدت أن أنتقل لقناة أخرى، حتى جاءت فقرة ساخنة، باستضافة سيدة مصرية تعيش بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد عرّفتها مقدمة الفقرة، بأنها.."عضو دائم فى منظمة الأممالمتحدة".. نعم عزيزى القارئ كما قرأت، وأكرر عليك بأنها تعمل "عضوًا دائمًا فى منظمة الأممالمتحدة"..! وهنا انتبهت، وعدّلّت من متكأي من أهمية ما سمعت، ف على حد علمى البسيط، أن العضوية تكون للدول والبلدان، وليست للأفراد، وأن الأفراد لهم وظائف ومراكز أخرى كمندوب أو موظف دولى، وإلى أن يصل إلى هذا المركز عليه أن يجتاز العديد من الاختبارات والشهادات الدولية، وأيضاً لن يكون "عضوًا"!!. ولكن هكذا قدمتها- مقدمة الفقرة- المذيعة: جاسمن طه زكي.. فلا داعى للتسرع من جانبى، فربما فى الأمر شيء، وأن ثمّة خطأ ما غير مقصود فى التعريف بشخص الضيفة.. وأنه سوف يتم تدارك هذا الخطأ أثناء الحوار، أو أن هناك جديدًا طرأ على المنظمة، أنا لست على علم و دراية به، وهذه فرصة أن أشاهد الحوار لكى أتعلم و أفهم. لكن لم يحدث مما ذكرت.. فقد أكدت المذيعة أن ضيفة الفقرة السيدة -هايدى عمر نوفل- عضو دائم فى منظمة الأممالمتحدة- فى حوار استغرق أقل من عشر دقائق، وضاع غالبيته فى الحفاوة والترحيب والمدح والثناء على بالضيفة، التى هبطت علينا من الأعالى! وكيف إنها تواضعت وزارت مصر وهل ستتكرر زيارتها قريبًا، وإنها فخر لمصر ونموذج مشرف للمرأة المصرية الناجحة، المثابرة، المكافحة.. إلخ. فلم تطرح عليها المذيعة الأسئلة المهمة عن طبيعة مهنتها؟ وعن دورها؟ وعن مؤهلاتها وخبراتها لنيّل عضوية دائمة بالأممالمتحدة؟ ليتحول الحوار إلى كلام مرسل أو فضفضة نسائية، أفضت إلى لا شيء، خلت من معلومة ذات قدر وقيمة!! وهذه آفة إعلامنا.. كان الحوار أشبه ب "فشخرة" من ناحية الضيفة الخواجاية، والتى كانت ترمى بكلمات أمريكية بين كل كلمة وأخرى، لتبين مدى ثقافتها واطلاعها، وكان أشبه ب "مجاملة" من المضيفة، والتى أحسست منها، أنها تشعر بالضآلة أمام ضيفتها!. فمن المسئول عن ظهور"أكذوبة".. "هايدى عمر نوفل" على الفضائيات المصرية، وهى التى لم تقدم لمصر أى شيء سوى الادعاء الكاذب؟. هل هى عقدة الخواجة فى ثوبها الجديد لكل قادم من الغرب وتحديداً القادم من بلاد العم ترامب وكأنه نبى مرسل لا يقبل كلامه الشك أو التخوين؟. أم كان ظهورها مجاملة لأحد معارفها أو أقاربها؟. أم "كوسة" ولديها "واسطة" كبيرة حبتين؟!. أياً كان السبب فى ظهورها، لا يليق أن يكون على حساب مصر الدولة!. والغريب.. أن لا أحدًا من معدى البرنامج أو المسئولين عن القناة، أو المسئولين عن الدولة ككل، كلف نفسه فى التقصى والتحرى عن مهنة السيدة الحقيقية - إذا كانت هناك مهنة أصلاً؟- أو أصل و طبيعة عملها "كعضو دائم فى منظمة الأممالمتحدة"؟ ولكن الموضوع مر مرور الكرام، وكأننا حقاً فى شبه دولة! والجهل متمكن فينا!!. أياً كان.. فما حدث سقطة جديدة للإعلام المصرى، غير المهنى، والذى أفقد الناس الثقة فيه، سقطة جديدة تضاف لما سبق من سقطات، كالمحلل السياسى حاتم الجمسى والذى كان يبث تحليله من "حمام المطعم" وكان أيضاً مصرى من الولاياتالمتحدةالأمريكية!. كفى استخفاف وتحقير وتجهيل لعقولنا، ولو أننا فى بلد يحترم مواطنيه، ويلزم مواطنيه باحترامه، كانت القناة قدمت اعتذارًا وتوضيحًا بشأن السيدة، وألزمتها، والدولة أيضاً تلزمها، بتقديم ما يثبت صحة عضويتها الدائمة فى منظمة الأممالمتحدة. ويجب التنويه.. أن الحلقة كاملة، والفقرة الخاصة بالسيدة هايدى عمر نوفل ولقاؤها مع المذيعة جاسمن طه زكى، على الإنترنت، لمن يريد الإطلاع والتأكد. وختاماً.. حمى الله مصر من إعلامها، و إعلاميّها، ومن مصريى الخارج.