رفض الشيخ عبود الزمر، ضابط المخابرات السابق وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، التصريحات التي أدلت بها ابنة الرئيس الراحل أنور السادات رقية، حول مقابلتها لقاتل الرئيس الراحل الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي في المملكة العربية السعودية، بعد سنوات من إعلان جهات رسمية إعدامه، معتبرًا هذا الأمر عاريًا من الصحة جملة وتفصيلا. وقال الزمر ل"المصريون"، في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد السادات، إن ما رددته ابنة السادات من تشكيك في إعدام خالد الإسلامبولي لا يستند إلى مبررات واضحة ومخالف للواقع والحقيقة، مشيرًا أنه جرى تنفيذ حكم الإعدام بحق قتلة السادات الملازم أول خالد الإسلامبولي والرقيب حسين عباس "عسكريين" في الخامس عشر من أبريل 1982. وقص الزمر، وهو مقدم مخابرات حربية سابق القصة الكاملة لإعدام الإسلامبولي وحسين عباس قائلا: "في فجر يوم15 أبريل 1982، حضرت مجموعة من الشرطة العسكرية إلى مجمع السجون بطرة، وتم إخراج الإسلامبولي وعباس من الزنزانة التي كانت تجمعهما بزنزانتي في عنبر واحد، حيث طرح عليهما ضابط التنفيذ سؤالاً قبل مغادرة السجن: ماذا تريدان؟". وتابع الزمر: طلب الملازم أول خالد وحسين عباس، السلام عليّ وتوديعي، وتم فتح زنزانتي وسلمت عليهما واحتضنتهما باكيا ولكن - والكلام مازال على لسان الزمر-، فوجئت بارتفاع الحالة المعنوية لهما ووجدتهما فرحين مستبشرين بقرب لقاء خالقهما، وهو ما أثر علي جدًا ووجدت نفسي أجهش بالبكاء حزينا على فراقهما. ودلل الزمر على ما ذهب إليه من تنفيذ حكم الإعدام، قائلًا: كان يوم إعدام الإسلامبولي يوم خميس وموافق للزيارة الأسبوعية ورأيت بعيني خالة خالد الإسلامبولي تتسلم متعلقاته من إدارة السجن الذي شهد حالة من الحزن والبكاء من جنود وضباط كانوا يذرفون الدموع على فراقه وفراق أخيه حسين عباس، فضلاً عن إخبار ضباط وجنود حضروا عملية الإعدام لواقعة التنفيذ. وأشار الزمر إلى أن المصير نفسه كان يتعلق ب"إخوة" مدنيين جرت إدانتهم في قضية اغتيال السادات وجرى الحكم عليهم بالإعدام وهم المهندس محمد عبدالسلام فرج، زعيم جماعة الجهاد، وأخوه النقيب متقاعد عبدالحميد عبدالسلام عبدالعال علي، والملازم أول احتياط عطا طايل حميدة رحيل، حيث جرى اصطحابهم ليلة التنفيذ الأربعاء 13/4-1982إلى سجن الاستئناف باعتبارهم "مدنيين" لتنفيذ حكم الإعدام. ونبه الزمر موجهًا حديثه لابنة الرئيس الراحل السادات قائلا: "الخلل الذي يتكرر في هذا السياق ناتج عن رفض الدولة ومصلحة السجون تسليم جثامين الإخوة الخمسة الذين جرت إدانتهم في قتل السادات وإنزال أحكام الإعدام بهم يعود إلى ذويهم، حيث جرى دفنهم بمقابر الصدقة". وفجر الزمر، قنبلة من العيار الثقيل مدللاً على تنفيذ حكم الإعدام بحق الإسلامبولي بقيام جهات مصرية بتسليم الجانب الإسرائيلي شريط فيديو موثقًا بإعدام الملازم أول خالد وإخوانه الأربعة كدليل على جدية والتزام الرئيس المخلوع حسني مبارك باتفاقية السلام وسيره على نهج سلفه الراحل. وشدد على أن تسليم شريط الإعدام كان ضمن شروط إسرائيل لتسليم سيناء كاملة في 25 أبريل 1982، وهو ما استجابت له مصر لقطع الطريق على مماطلة رئيس الوزراء الصهيوني الراحل مناحم بيجن، في الانسحاب، حيث دأبت تل أبيب على وضع العراقيل أمام الانسحاب الكامل سواء بالحصول على ضمانات بسير مصر على نهج السادات والتزامها بمعاهدة السلام، ورفضت الانسحاب من مستوطنة "ياميت" حتى آخر لحظة. ولم يستبعد الزمر الذي قضى 30 عامًا في سجون مبارك لإدانته بقتل السادات، أن تكون نجلة السادات ، قد التقت في الأراضي السعودية شقيق خالد الأكبر الشيخ محمد شوقي الإسلامبولي، لقرب الشبه بينهما والتبس عليها الأمر، في ظل التشابه الكبير بين الشقيقين، لا سيما في مرحلة الشباب للشيخ محمد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي، والمقيم في تركيا. ونفى الزمر ما رددته نجلة السادات حول تواطؤ المخلوع حسني مبارك مع الجماعات الجهادية التي تورطت في اغتيال والدها السادات، مشيرًا إلى أن مبارك لو كان متواطئًا ما كان ليقبل وجود قنابل يدوية في عملية الاغتيال، وهي القنابل التي ليس بمقدورها أن تفرق بين السادات ونائبه. وكانت رقية السادات، نجلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قد أكدت خلال ظهورها في برنامج العاشرة مساء بصحبة الإعلامي وائل الإبراشي، أن قاتل والدها "خالد الإسلامبولي" لم يعدم وقابلته في المملكة العربية السعودية، فضلا عن اتهامها للمخلوع مبارك بالتواطؤ مع قتلة السادات. وأوضحت "السادات" في لقائها الذي أذيع على فضائية "دريم2"، أنها كانت في "المدينة" وخلال عودتها رأته، مضيفة: "اتفزعت.. وشفته.. وهو أول ما شافني اتبهت وأنا بلمت". وأشارت نجلة الرئيس الراحل، إلى أن والدة خالد الإسلامبولي بحثت عن قبره ولم تجده، مؤكدة أنها لن تسكت، وسوف تستمر في المطالبة بثأر أبيها. وأعادت التأكيد على تعرض والدها لمؤامرة كبيرة، وأن قاتليه لم يكونوا إلا مجرد "أياد منفذة" فقط وهو ما شكل اتهامًا مبطنًا تارة وواضحًا تارة أخرى لنائبه المخلوع حسني مبارك بالتورط في عملية الاغتيال، سواء بالإيعاز أو التواطؤ، وهو اتهام دأبت كريمة السادات على توجيهه لمبارك كلما حلت ذكرى وفاته.