الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: عبد الناصر يستورد طعامه من سويسرا.. ومبارك "منوفى حدق" أبناء مبارك ل" موسى": لن ننسى تسليم ليبيا للولايات المتحدةالأمريكية عمرو هاشم: موسى تجنب الحديث عن ديكتاتورية مبارك ولم يشهد شهادة حق رئيس الحزب الناصرى: ناصر كان يستورد علاجه من الخارج محمد سامى يطالب موسى بإعادة النظر فيما كتبه مختار الغباشى: المذكرات بها حقائق لكنها تؤثر على شعبيته السياسية «كتابيه» الجزء الأول.. كتاب يحمل بين طياته سنوات العمل الدبلوماسى، التى عاش فيها عمرو موسى، أمين جامعة الدول العربية السابق، والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية فى عام 2012، يكشف هذا الكتاب عن تفاصيل كثيرة نظرًا لأنه كان شخصية مقربة نسبيًا من رؤساء الجمهورية السابقين، بواقع كتاباته داخل مذاكراته التى تبنت نشرها دار الشروق للطباعة والنشر. ولكن سرعان ما خرجت المذكرات إلى النور، ليدخل موسى صراعًا بالتأكيد كان على علم ودراية به مسبقًا، نظرًا لخوضه فى تفاصيل خاصة لما كان يحدث داخل مؤسسة الرئاسة، فى مرحلة بدأها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولاً إلى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. حالة من الغضب، سيطرت على أنصار كل من كتب عنهم فى المذكرات، لما جاء ووصف بأنه ذم ووصف لما كان يدور خلف الكواليس، وحكايات وصفها المقربون من الشخصيات المعنية بأنها كاذبة وغير حقيقية، وتسببت فى حالة من اللغط والرفض من جانب مؤيديهم تجاه عمرو موسي، لتصبح مذكراته الأخيرة محل جدل سياسى واسع حول الوقائع الشائكة التى ذكرها فى كتابه الجديد. مبارك "المنوفى الحدق" ينتقم من موسى ويطيح به من "الخارجية" بدأ الخلاف بخروج ونشر الجزء الأول من مذكرات عمرو موسى، والتى تحدث فيها عن خلافه الرئيسى الذى تسبب فى الإطاحة به، من منصبه كوزير للخارجية فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وكانت"القضية الفلسطينية" هى السبب الخفى وراء الإطاحة به من منصبه، بعد خلافه واحتدام موقف الطرفين خلال مؤتمر السلام 2000، بعد قيام مبارك بعقد اجتماع منفرد مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبريت حينها، بشكل سرى دون إخطار موسى به، ووافق مبارك خلال هذه المقابلة على مقترحاتها بشأن وقف القتال بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي. وهو ما جعل موسى يقوم بالحديث إلى الرئيس بشكل حاد، أدى إلى ارتفاع نبرة صوته على مبارك، وخروجه من باب الغرفة وغلق الباب بشكل قوى، وهو ما استفز الرئيس وجعله يفكر فى بديل لموسى بأقرب وقت، وفقًا لما رواه السفير أحمد أبو الغيط، الذى كان يشغل منصب المندوب الدائم لمصر بالأمم المتحدة. ليعتبر موسى فى مذاكرته أن مبارك كان يحاول تجنب الدخول فى الصراعات أو الصدامات مع الجانبين الإسرائيلى والأمريكى، بخصوص القضية الفلسطينية، وهو ما وضحته الجملة التى أوردها موسى فى مذكراته والتى قال فيها "ما دام الفلسطينيون سعداء فلا داعى لأن نكون ملكيين أكثر من الملك". لم تكن هذه الأزمة وحدها التى جعلت المؤيدين لمبارك فى حالة من الغضب بسبب موسى، ولكن وصفه بأن مبارك كان «موظفًا كبيرًا» يحتفظ بكل التقارير التى تصل إليه، ووصفه له بأنه " منوفى وحدق" على حد قوله. فعلق حسن الغندور، مسئول حملة أبناء مبارك، أن الحديث عن الرئيس حسنى مبارك، فى كتاب عمرو موسى كان يجب أن يكون بشكل أعم وأشمل، مشيرًا إلى أنه كان يجب عليه قبل الحديث عن مبارك والأحداث التى وقعت بينهما، بعد تطاوله على مبارك خلال مؤتمر السلام، بعد لقاء أولبريت، هو ما جعل الرئيس يعيد التفكير فى استمرار موسى وزيرًا للخارجية، وهو ما تسبب فى حالة من العداء الخفى بينهما. وأضاف غندور، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه كان يجب على موسى قبل الحديث عن مبارك، أن يعيد التفكير فيما فعله بملف "ليبيا" وتسليمه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والناتو، وهو ما تسبب فى احتلال ليبيا من جانب أمريكا، وتقسيمها ووصولها إلى الحال المتدرى الذى وصلت إليه الآن. فيما قال عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما جاء فى مذاكرات موسى حول مبارك، كان يجب أن يكون أعمق وأشمل مما ذكره موسي، مشيرًا إلى أن ما تم روايته حول الوقائع بين الطرفين لم تهم أى شخص حول مدى الفكاهة التى كان يتمتع بها مبارك، أو الأماكن التى كان يقوم مبارك بالتسوق فيها وشراء عدد من البدل والملابس من الخارج بصحبة عمرو موسي. وأضاف هشام فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه كان يجب على موسى أن يشهد شهادة حق عن مبارك بعد 30 عامًا من الدكتاتورية والاستبداد والتعليم الذى تردى فى عهده والصحة التى تم تدميرها، والاقتصاد الذى أصبح فى هذه الفترة متهالكًا بسبب ما كان يفعله مبارك وأعوانه خلال فترة حكمهم. وتابع الخبير السياسي: "مبارك كان شخصية قوية فى العمل السياسي، ولكن كان يبحث فى المقام الأول عن مصلحته وليس مصلحة الشعب، الذى وثق فيه على مدار 30 عامًا على أمل تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكن دون أمل، فى ظل عهده الذى انتشرت فيه مسألة تزاوج السلطة والمال". وفى سياق متصل، قال مختار الغباشي، الخبير السياسي، إن المذكرات التى قام بكتابتها عمرو موسي، بالتأكيد بها الكثير من الحقائق والوقائع التى حدثت خلال الفترة التى كان يتقلد فيها مناصب عليا خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن تاريخ موسى وعمله السياسى والدبلوماسى ينحيه عن كتابة أو ذكر أى تفاصيل لم تحدث فعليًا من جانب بعض الشخصيات المهمة لدى الشعب المصرى، بموجب عملها ومنصبها. وأضاف الغباشى، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن حديث موسى عن الرئيسين الراحل جمال عبد الناصر، والأسبق محمد حسنى مبارك، جاء بموجب تعاملات ووقائع حقيقية بالتأكيد ولكن من الممكن أن يكون تداخل عليه الأمر خاصة فى واقعة الرئيس عبد الناصر وشراء الأطعمة المخصصة له من سويسرا. وأوضح الخبير السياسى، أن اللغط الذى أثير تجاه موسى بعد قراءة الموالين للرؤساء السالف ذكرهم، قد يؤثر على شعبيته السياسية، خاصة وأن هناك الكثير من الشخصيات السياسية والعامة رفضت هذه الوقائع، مؤكدًا أنه على موسى أن يبتعد فى الفترة المقبلة عن الساحة السياسية بقدر المستطاع فى حال رغبته فى الوجود مرة أخرى خاصة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة نظرًا لتوارد اسمه كمرشح محتمل للرئاسة. وأوضح، أن حديثه حول الوقائع التى حدثت مع الرئيس الأسبق مبارك، فكانت حقيقية بموجب الشخصيات الموجودة حاليًا والتى تم ذكرها فى المذكرات ولم يخرجوا بنفى أو تكذيب خاصة بشأن الحديث عن مبارك بكونه كان من الشخصيات الحريصة على علاقتها مع إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية. "عبد الناصر" ديكتاتور قاد مصر إلى الهزيمة.. وخطاب التنحى "مسرحية" أما بشأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فدخل موسى فى صراع حاد مع الناصريين بعد حديثه عن الرئيس عبد الناصر، على الرغم من كون موسى لم يلتق عبد الناصر سوى مرتين طوال حياته، إلا أن الأزمة التى وقعت جاءت بسبب قول موسى بأن عبد الناصر كان يستورد طعاماً خاصاً له من الخارج، وتحديداً من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائى يؤدى لخفض الوزن، وكان يرسل من وقت إلى آخر من يأتى له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالرجيم من سويسرا، وأن هذه الواقعة قد حدثت أمامه خلال عمله بسفارة مصر فى سويسرا، برؤيته لرجل ضخم الجثة يأتى لاستلام الطعام وكان موسى هو المسئول عن تسليمها له. ووصف موسى، جمال عبد الناصر بالديكتاتور الذى قاد مصر للهزيمة، مضيفاً أن مظاهرات التنحى مسرحية، وأن عبد الناصر اختصر مصر فى شخصه، فكل ما هو جيد له جيد لها، واعتبر أن سياساته سبب اندلاع ثورة 25 يناير2011. كما روى الأمين العام السابق للجامعة العربية، قصة صورة جمعته بجمال عبد الناصر عام 1966، وكذلك اللقاءين الوحيدين اللذين جمعا بينهما، قائلاً: "التقيت عبد الناصر مرتين فى حياتى الأولى كانت فى 21 أكتوبر 1966 فى نيودلهي، عندما ذهبت مع وفد ترأسه هو للقاء إنديرا غاندي، بعد توليها رئاسة وزراء الهند، وأن المرة الثانية كانت خلال عمله بمكتب وزير الخارجية محمود رياض قبل هزيمة 1967 وهو التاريخ الذى اعتبره نهاية صولجان عبد الناصر وبداية لتدهور الأحوال المصرية فى عهده. قال سيد عبد الغنى، رئيس الحزب الناصري، إن حديث عمرو موسى عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لا يخرج إلا من شخصية غائبة عن الوعي، مؤكدًا أن هذه الوقائع منافية تمامًا للواقع وعارية من الصحة، فلم يخرج أى شخص من المقربين من الرئيس عبد الناصر، وتحدثوا بشأن أنه يقوم باستيراد طعامه من الخارج، مشيرًا إلى أن زوجته السيدة تحية، خرجت فى العديد من اللقاءات التليفزيونية تؤكد أن أكلته المفضلة هى "الجبن القريش والزيتون المخلل" التى كانت تعده له فى المنزل. وأضاف عبد الغنى، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الرئيس عبد الناصر لم يكن شخصية مسرفة، ولكن الشيء الوحيد الذى كان عبد الناصر فعليًا يستورده من الخارج هو علاجه الخاص، نظرًا لعدم قدرة مصر على صناعة الدواء بشكل فعال، ولكنه حرص بعد ذلك على بناء مصانع قوية لتصنيع الأدوية وتكون بأيدى مصرية، مشيرًا إلى أن حديث موسى ما هو إلا دليل واضح على كرهه للاشتراكية والعدالة الاجتماعية التى كان يسعى لتطبيقها عبد الناصر. أما بشأن الحديث عن الديكتاتورية والقيادة لهزيمة 1967، يقول رئيس الحزب العربى الناصري، أن عبد الناصر لم يسع أبدًا إلى تنفيذ الديكتاتورية واتخاذ كافة القرارات برأيه الوحيد فقط، بل كانت هناك مشاركات شعبية عدة فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكان شخصية حريصة على مشاركة الشعب فى كل القرارات المصيرية والمهمة. وفى سياق متصل، هاجم محمد سامى، رئيس حزب تيار الكرامة، عمرو موسى بعد حديثه عن الرئيس عبد الناصر، حول أنه السبب الرئيسى فى هزيمة 1976، مشيرًا إلى أن الرئيس رغم فشل مصر فى الحرب، إلا انه خاض حرب الاستنزاف ونجح فى السيطرة على الأمور مرة أخري، مشيرًا إلى انه يجب أن يعيد موسى التفكير فيما قاله عن الرئيس عبد الناصر، لعدم صحته. وأوضح سامي، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن خروج موسى أيضًا بالحديث حول أن خروج الشعب بعد بيان التنحى هى مسرحية مدبرة من مؤسسة الرئاسة، أمر غير مقبول، وذلك لأنه لا يمكن أن يقوم الرئيس بإخراج ملايين المصريين فى الشوارع من أقصى الصعيد وحتى القاهرة للمطالبة بعدم التنحى وترك السلطة، مشيرًا إلى أن خطابه فى الأساس كان لتنحيه وليس لدعوة الشعب للنزول ودعمه. فى الوقت الذى روى فيه سليمان الحكيم الكاتب الصحفى، رواية حول واقعة حدثت مع محمود فهمى السكرتير الخاص للرئيس الراجل عبد الناصر، والذى كتب له مذكراته فى كتاب تحت عنوان"عبد الناصر هذا المواطن"، حيث قال إن فهيم كان يقوم بأخذ ورقة من السيدة" تحية" زوجة الرئيس عبد الناصر، مدون عليها المتطلبات التى يحتاجها المنزل. وأضاف الحكيم فى روايته، أن فهيم كان يأخذ تلك الطلبات ويذهب إلى السوق يوميًا، وذات يوم عاد إلى السيدة تحية ليسألها عن حقيقة ما كتبته فى ورقة الطلبات بعد أن قرأ ما سجلته فيها بخط يدها عن طلبها شراء نصف كيلو سمك بربون فأكدت له صحة ما طلبته، وكان السبب هو أن أبناء الرئيس عبد الناصر، مصابين بالزكام، ولن يستطيعوا أن يشاركوا الرئيس وجبه السمك على الغداء. وتابع الحكيم، أنه حين ذهب فهيم إلى البائع للشراء وطلب منه نصف كيلو فقط، وكان البائع يعرف مدى علاقته ببيت الرئيس فسأله مازحًا "أنتو عندكوا ضيوف فى البيت النهارده"!!؟، وهو ما يؤكد عدم صحة الواقعة التى رواها موسى فى مذكراته الأخيرة عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.