"استفزاز مقصود.. أم المال يتحكم"، ربما المصالح هى التى تحكم أولًا وأخيرًا فى تلك المسألة، دقيقة واحدة يمكن أن تشعر خلالها بمشاعر متضاربة، بين التعاطف والاستفزاز، فلماذا لا يتبرع هؤلاء لهؤلاء، إعلانات متعددة اجتاحت الفضائيات فى شهر رمضان الكريم تدعو للتبرع إلى مستشفيات ومرضى وغارمات، تكتظ بالفنانين ونجوم الكرة والمشاهير. الشيء المثير للغضب لدى المشاهد، أن شركات الإعلانات ونجوم الفن الذين يظهرون في إعلانات التبرعات للمستشفيات وقرى الصعيد الفقيرة، تجدهم بنظرة بشوشة يظهرون في إعلانات المنشآت العقارية الراقية، الأمر الذي يظهر تناقضًا يجعل كثيرًا من المشاهدين يسخرون منه. الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قال إن "التناقض الموجود فى الإعلانات طبيعي وليس له تأثير على المواطن البسيط، إذ أن الشركات تعتمد على رواج نشاطها من خلال تلك الإعلانات". وأضاف ل"المصريون": "عدد كبير من المستشفيات والمؤسسات الخيرية تلجأ إلى الإعلانات التي تستهدف مخاطبة المواطنين الذين ليس لديهم مصدر لإخراج زكاة المال الخاصة بهم، لجذبهم إلى التبرع لصالحها". فيما رأى الدكتور أشرف سلامة، الخبير النفسي، أن "التناقض الذي يظهر في الإعلانات سياسة دولة وليست سياسة أشخاص، لإلهاء المشاهدين خلال شهر رمضان عما يحدث"، مؤكدًا أن "الدولة تحاول مشاغلة المواطنين عن الأحداث القائمة وارتفاع نسبة التضخم عن طريق الإعلانات والمسلسلات الرمضانية". وأضاف: "تلك الإعلانات تلعب على كسب مشاعر المشاهدين، وتؤثر عليهم بالسلب وتخلق حالة من الإحباط الشديد لديهم بسبب إعلانات المنشآت العقارية الفاخرة".