شهدت جنازة الطفل يوسف ضحية الطلقة المجهولة بميدان الحصري في مدينة 6 أكتوبر العديد من المشاهد المثيرة والمبكية والتي كان في مقدمتها ارتداء والدته مروة قناوي رداء أبيض لتفرضه على الجميع. مروة الأم المثالية نظرات حزينة مغلفة بابتسامة لم تفارقها إلا عندما تتواري بعيد عن أعين المحيطين بها، نظرة حزينة وبكاء يوشك علي الانهمار، وصلابة نجحت في استقبال جميع الحاضرين ببشاشة و أحضان دافئة. أطلق عليها الجميع الأم المثالية لصبرها في مواجهة المحنة منذ حوالي أسبوعين، عندما أصيب أبنها بالرصاصة الطائشة مجهولة المصدر حينها، لم تفارقها الابتسامة منذ بداية الحادثة والتف حولها الجميع، وكانت تهتم بمراعاة الجميع وتوفير الإفطار لصائمين المعتكفين معها بالمستشفي، أكملت مسيرة صبرها أمس في العزاء الذي أقيم ل،" يوسف"، في مسجد عمر مكرم. الأطفال يملئون العزاء مشهد مؤثر لأصدقاء يوسف وأسرهم أثناء حضورهم العزاء في " عمر مكرم"، اختلطت دموعهم بأحضان والدة يوسف التي لم تبخل عليها بمواساتهم بأيدي حانية، وكلمة" الحمد لله"، التي لم تتركها. إلا أن كان هناك طفل رفض الحديث يبدو عليه من أصدقاء يوسف المقربين، ظل يبكي مستندا علي صورة يوسف في مدخل المسجد. القيادات الثورية تتجمع في العزاء " العديد من القيادات الثورية التي توارت عن الساحة السياسية منذ فترة هربا من الأضواء ، أو رغبة في اعتزال العمل السياسي، إلا أن وفاة يوسف جعلت الجميع يتواجد ويظهر. وكانت من أبرز الشخصيات التي حضرت العزاء" الناشطة السياسية أسماء محفوظ، الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، الفنانة جيهان فاضل، شريف الروبي القيادي بحركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية، زيزو عبده القيادي ب 6ابريل جبهة احمد ماهر، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، والمئات من النشطاء السياسيين، الدكتورة سالي توما، وأم الثوار ماما خديجة". الثوب الأبيض يخيم علي العزاء " أصرت مروة قناوي والدة يوسف، علي أن يحضر الجميع إلي العزاء بملابس بيضاء، حتى يزفوا الملاك يوسف، وبالفعل استجاب لها غالبية الحضور ، فكان العزاء بالثوب الأبيض للجميع". المئات يتوافدون والعزاء بالطابور " لو كانت هناك دعوات لثورة جديدة وحشد في الميدان ، لما كانت له تلك الاستجابة ، فبالرغم من أن الإقبال علي العزاء في البداية كان ضعيف ، أو بمعني أدق لم يبدأ العزاء فعليا إلا بعد صلاة العشاء، إلا أن منظمين العزاء كانوا متواجدين بعد الإفطار مباشرة. وكانت صفوف المعزين، لا تنتهي والجميع ينتظر في الصف، دون ملل وأن أنتظر الكثير لمدة تفوق الربع ساعة حتى يصل إلي مروة التي كانت تتلقي العزاء علي باب المسجد.