كان هناك تحذير سابق! كان هناك إنذار مسبق! لم يكن هناك تحذير ولا إنذار! حزن مطبق يخيم على ربوع الكنانة، ونوبات معتادة من تبادل التلاوم والتهم! ياقسوة ما تفعله فيك التأويلات! يا قسوة ما تفعله فيك التعليقات والتفسيرات! يقهرك الألم! كانوا عشرة! وكانوا ملثمين! وكانوا يرتدون ثياب العساكر.. وماذا عنا؟ أين كنا؟ هل كان المقصود كذلك أن يتبادل المصريون الأقباط والمسلمين التهم؟ أن يصرخ كل منهم في وجه الآخر: من فينا المذنب؟ من فينا الحاقد الماكر الأسود؟ بحافلة واحدة لا باثنتين بل ثلاث! بدفع رباعي أو ثنائي، من أنصار بيت المقدس أم من غيره..هم من أنصار بيت الحقد الخسيس والغدر الأخس! يمضي المجرمون الذئاب، للترتيب لمأساة أكبر، ونحن نتفرغ للحديث عن أنواع وألوان الثياب.. إنه الغياب..بل هو الهباب! نبدأ في سرد المآسي.. هذا الطفل كان يجهز لعيد ميلاد، وتلك الفتاة كانت تجهز فستان الزفاف، وقلب مصر يتمزق حسرة هناك على الضفاف! قبيل بدء الصيام ، وحيث يهدي طفل قبطي لجاره المسلم فانوس رمضان، يسقط الطفل ويسقط معه حلمه المتواضع الكليل..يموت ممسكا بالاكليل! ويخفت النور في فانوس الطفل العليل! يتزايد صوت الصراخ والعويل! أي مكر هذا بل أي خسة ونذالة؟! هل كان المقصود أن يملأووا مآدب شهرنا الكريم بالرعب والهموم؟ هل كانوا يستهدفون إدخالنا في تيه الغموض العقيم؟ وأن يحولوا أصوات ترتيلنا الي نحيب كلوم؟ يحل الظلام ويقبل غربان الجهل من كل مكان.. يفرخون كل مالديهم من سموم الفرقة والفتنة والانقسام! هم من داعش ليبيا أم من داعش مصر! لافرق مهما تعدد التفسير والتأويل.. هم من داعش النصب والكذب والتضليل ..من داعش سوريا أم من داعش العراق، لافرق هم من داعش المصنوع بدقة على نار الشقاق والفرقة والنفاق ! متى تتوقف هذه المهزلة؟ متى نستمر في طرح نفس الأسئلة؟ قولوا لنا مالذي تنوون؟ هل تستهدفون إصابة الشعوب كلها بالجنون؟! يخطأ كثيرا من يظن أنه الفائز! يتوهم من يظن أنه المنتصر، يخطأ بل يأثم من يتشفى أو يشمت! إنه الكسب الحرام، والنصر الزائف، إنها الخيانه وإنه الخسران! المستهدف أكبر بكثير من كل الظنون والأوهام! المخطط أكبر من بكثير من أي فريقين مختصمين أو تخاصمين.. المخطط أكبر من أي نهجين مختلفين.. المخطط هو الأمة كلها.. ولأنها مصر، كان ما كان، وما سوف يكون في قادم الأيام مالم ينتبه القوم! إنه الكسب الحرام، والنصر الزائف، إنها الخيانه وإنه الخسران من حسن الطالع أن مصر بلد الأزهر لا يحميها خوفو ولا خفرع! من لطف الله بنا أن مصر التسامح والتصافح والعقل والحكمة يحميها الواحد الصمد الأكبر!