السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لقد ذكرت سيادتكم فى أكثر من لقاء أنك مع الشباب وفتحت المجال أمام الشباب ليعبروا عن مشاكلهم فى مؤتمرات أطلقت عليها (مؤتمرات الشباب) و التى أطلق على أخرها الذى أقيم فى محافظة الإسماعيلة شعار (أسأل الرئيس) وهذا ما دفعنى أن أسأل سيادتكم بعد مرور ثلاثة أعوام على إدارتكم للبلاد : ما سبب تراجع مصر فى العديد من المجالات؟ السيد الرئيس أليس سيادتكم القائل منذ اليوم الأول لتوليكم ادارة البلاد رسميا فى يونيو 2014 ( أدونى سنتين) و من قبلها (بكرة تشوفوا مصر) اشارة لتحقيق التنمية على يديكم فى هذه الفترة التى حددتها سيادتكم وأنك جئت لتنقذ مصر ممن سبقوك ووقتها ألتفت حولكم كل مؤسسات الدولة وأنتظر المواطن الغلبان حصاد وناتج تلك التنمية التى وعدت سيادتكم بها إلا أن السنتين قد مروا و مر عليهم كمان سنة ليصبحوا ثلاثة أعوام كاملة إلا أن الاحصاءات المحلية و العالمية و الوضع على أرض الواقع لا يظهر به أى تنمية ملموسة بالنسبة للمواطن البسيط، بل اتسمت تلك السنوات الثلاثة الماضية بالعديد من المشكلات الاقتصادية وزيادة التضخم وتراجع معدلات النمو الاقتصادي وحالة التخبط السياسي التى أدت إلى فقدان ثقة المواطن في حدوث تنمية فى الوقت القريب بعكس ما وعدتم سيادتكم. سيدى الرئيس لقد تعلمت من خلال خبرتى المحدودة فى الحياة أن الصراحة و الشفافية وعرض الوضع الراهن بسلبياته و ايجابياته دون تهويل أو تهوين هو أولى الخطوات التى تساعدنا فى وضع خطة حقيقية للتنمية، ولهذا فلن أقول لك مثل من قالوا للرئيس عبد الناصر (كله تمام يا ريس) وكانت نتيجة هذه الجملة اللعينة هزيمة 1967 بل أننى هنا أقول لسيادتكم (مش كله تمام يا ريس) و هذا من واقع الوضع الحالى و طبقا للاحصاءات التى تناقلتها وسائل الإعلام من الجهات المتخصصة و التى احزنتها جميعا على ما آلت إليه مصرنا الحبيبة من تراجع فى العديد من المجالات رغم كل ما لدينا من موارد طبيعية وبشرية هائلة. ** فبالنسبة لمجال الطيران أعلنت مؤسسة سكاى تراكس والتى تعد من أكبر المؤسسات لتصنيف شركات الطيران العالمية، وتكتسب جوائزها أهمية كبيرة لدى المطارات الدولية وشركات الطيران، نتائج التصنيف السنوي لأفضل مائة مطار دولى حول العالم لعام 2017 و لم تكن المطارات المصرية ضمن «نادى المائة» . ** فى مجال الإستثمار أصبحت مصر فى المركز 115 من أصل 138 دولة في تقرير التنافسية العالمية ويشمل المؤشر العام للتقرير 114 مؤشرا متعلقا بالإنتاجية ومستوى الرفاهية من خلال استغلال الموارد المتاحة في الدولة لزيادة فرص العمل ومستويات دخول المواطنين ومعدل العائد على الاستثمار في البلد المضيفة للتدفقات الاستثمارية وهى أحد أهم عناصر تقيم النمو الاقتصادي. ** و بالنسبة للتعليم أعلنت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية خروج مصر من قائمة التصنيف عالميًا حيث يذكر أن الترتيب العالمي للتعليم على مستوى العالم يوضع على أساس أهتمام الدولة بكل عناصر العملية التعليمية من معلمين ومدارس وطلاب، وحجم الانفاق على التعليم بالنسبة للناتج القومي. ** و فى مجال السياحة ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي أن النشاط السياحي في مصر كان الأكثر تدهورا بين الوجهات السياحية الرئيسية في العالم العام الماضي 2016 وبالتالى تراجع عائدات السياحة بشكل كبير مع العلم بأننا لدينا ثًلث آثار العالم!!! ** حتى على المستوى الأفريقى حصلت مصر فقط على المرتبة ال16 فى قائمة الدول الأفريقية فى مؤشر بناء القدرات للدول الأفريقية لعام 2016 الذى يقيس مدى قدرة الدول الأفريقية على مواصلة برامج التنمية وفقل ل 3 معايير رئيسية هى العلوم والتكنولوجيا والابتكار مما يفسر هجرة العقول العلمية للخارج. ** و بالنسبة لحرية الصحافة فقد شغلت مصر المركز 161 من 180 دولة بمقياس حرية الصحافة العالمي الذي تعده منظمة صحفيون بلا حدود بباريس، متراجعة بمركزين عن العام الماضي، حيث وصفت المنظمة مصر بكونها «أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم». ** و فى مجال تصدير الخضروات و الفاكهة حظرت الكويت وحتى السودان منذ أيام استيراد منتجات زراعية مصرية بعد ثبوت ارتفاع نسب متبقيات المبيدات عن الحدود المسموح بها، الواردة بالمواصفات القياسية المعتمدة والخاصة بالحدود القصوى المسموح بها وكذلك بالنسبة للأسماك رفضت السلطات السعودية، شحنة أسماك تم تصديرها من مصر وإعادتها مرة أخرى إلى ميناء سفاجا البحري لعدم صلاحيتها وعدم مطابقتها للمواصفات مما أثر على سمعة تصدير السمك المصري لدول الخليج. ** وفى مجال المشروعات اعتذرت الشركة الإماراتية و من بعدها الصينية منذ شهور قليلة عن العمل فى العاصمة الإدارية الجديدة و كذلك انسحاب 5 خطوط ملاحية عالمية كانت تعمل فى موانئ قناة السويس. فلماذا يهرب المستثمرين من مصر ؟!!! ** و عن ارتفاع أسعار السلع فحدث و لاحرج ولا عزاء فى محدودى الدخل حيث جاء تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بأن أرتفاع نسبة التضخم بلغت 31.7% وأن الأسعار فى شهر فبراير 2017 ارتفعت بنسبة لم تشهدها البلاد نتيجة تعويم الجنيه المصري مما أدى إلى تراجع قيمته إلى أقل من النصف وإرتفاع الأسعار بشكل رهيب وهذا ما أثقل كاهل المواطن وجعله يسأم من قرارت الإصلاح المزعومة. ** وعن تدنى الخدمات الصحية فلا يوجد أثنين فى مصر يختلفان على هذا التدنى الملحوظ فى هذا المجال لاسيما فى الفترة الأخيرة مما جعلنا نتصدر المركز الأول فى الإصابة بفيروس سى الناتج من تلوث المياه و الطعام. ** هذا بخلاف التدنى الأخلاقى و انتشار أفلام العنف و البلطجة و العرى بلا ضابط أو رابط نتيجة عدم وجود رقابة جادة على تلك الأعمال الفنية والتى نتج عنها خلل اخلاقى ساعد فى تصدر مصر للمركز الثانى علميا فى التحرش الجنسى و ارتفاع نسبة الطلاق. و بعد كل ما سردته لسيادتكم أستطيع أن أقول (مش كله تمام يا ريس) وأتمنى من الله عز وجل أن يوفقك خلال العام المتبقى من رئاستكم لمعالجة و مداواة تلك النقاط، وأن يخرجنا الله من هذه المحن وأن يولى الله علينا من يصلح فى كافة المجالات ليصلح من حال العباد و البلاد لتصبح مصر فى المكانة العليا التى تستحقها. [email protected]