قال لي صاحبي: أنا مش فاهم يعني أيه معنى: (أأعجمي وعربي)؟!.. قلت: يعني؛ كيف يكون القرآن أعجميا ومحمد الذي أنزل عليه عربي؟... قال: آه... بس ممكن توضح لي أكثر... قلت: يا سيدي... شاء الله أن يكون القرآن؛ المعجزة الخاتمة والخالدة على مر الزمان باللغة العربية... وشاء الله أن يقطع حجة كل كاذب مخادع يضحك على نفسه... فقد قطع الله الحجة على مشركي العرب بنزول القرآن بلغتهم... فلو أنزل الله القرآن بغير لغة العرب لقال الكفار منهم: لولا بُيِّنتْ آياته حتى نفهمها، أيكون القرآن أعجميا والذي جاء به عربي؟!.. قال الله تعالى في سورة فُصِّلَتْ: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ? أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ? وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ? أُولَ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ). الآية: 44. أي: ولو جعلنا هذا القرآن أعجميًا، لقال المشركون: هلا بُيِّنتْ آياته، فنفهمه، أأعجمي هذا القرآن، ولسان الذي أنزل عليه عربي؟. قل لهم أيها الرسول: هذا القرآن للذين آمنوا بالله ورسوله هدى من الضلالة، وشفاء لما في الصدور من الشكوك والأمراض، والذين لا يؤمنون بالقرآن في آذانهم صمم من سماعه وتدبره، وهو على قلوبهم عَمًى، فلا يهتدون به، أولئك المشركون كمن يُنادى، وهو في مكان بعيد لا يسمع داعيًا، ولا يجيب مناديًا. هذه الآية الكريمة مناسبة جدا أن تكون في سورة (فُصِّلَتْ) التي محورها الأساس الذي تتمحور عليه وقطب رحاها هو بيان كيفية معالجة المعرضين عن القرآن برفق... ولذلك لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها على أحد المشركين لم يتحمل سماع القرآن، ووضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم... وانصرف يصف القرآن بالجلال والجمال والسمو والحلاوة والطلاوة... إلى آخر ما وصف به القرآن... ثم انتكس بعد ذلك وجحد ما قال. وقد كان اسم سورة (فُصِّلَتْ) من عجائب أسماء سور القرآن... واللفظة معناها (بُيِّنتْ أتم تبيين وأحكمت أشد إحكام)... فُصِّلَت:ْ أي فُصِّلَتْ آياته... يعني إذا قلت: قرأت سورة فُصِّلَتْ... فكأنك تقول: قرأت سورة (بُيِّنتْ) أي سورة من كتاب (بُيِّنتْ آياته وأحكمت)... وقد ورد لفظ (فُصِّلَت)ْ مرتين في السورة الكريمة وتسمت السورة الكريمة بهذا الاسم الذي لا يشابهها في أسلوب التسمي سورة أخرى من سور القرآن الكريم... فوالله... ما لأحد بعد ذلك من حجة، ولا لأحد بعد ذلك من سبيل... فالقرآن أحكمت آياته غاية الإحكام، وبينت آياته أتم البيان... فانفعنا اللهم بما في آياته المفصلات من النور والهدى والحكمة والبيان. Rabie Al-Zawawi General Manager Email: [email protected]