حذر خبراء أمنيون وسياسيون من خطورة نشر الفوضى وجر الجيش إلى مواجهة مباشرة مع الشعب، عبر "مؤامرات" تستهدف دفع البلاد إلى أتون أزمة حادة من خلال الدخول في صدام مباشر بين الجيش والشعب من خلال فرض الأحكام العرفية، في أعقاب الأحداث الأخيرة التي وقعت في ميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع. وأعرب اللواء جمال أبو ذكرى، الخبير العسكرى، عن خشيته من دخول الحركات الثورية فى صدام مع الجيش، محذرًا من خطورة مؤامرات التخريب الداخلية والخارجية، مطالبا الجميع بوضع مستقبل مصر فى المقدمة حتى نعبر بها إلى بر الأمان. وقال إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يكن يريد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، مشيراً إلى أن المستفيد من الانزلاق إلى الهاوية وبحر الحروب الدموية هم اليهود. من جهته، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى، إن المجلس العسكرى فى بيانه قبل الأخير حذر من الاقتراب من محيط وزارة الدفاع، أو أى منشأة عسكرية، الأمر الذى كان ينبغى على القوى الثورية أخذه فى الحسبان. ومع تأكيده على مشروعية الاعتصام باعتباره حق كفله القانون، لكن الإسراف فيه من شأنه أن يأتى بنتائج عكسية، طالب مسلّم بعدم جر الجيش إلى مواجهة لضمان العبور بالبلد إلى بر الأمان، خاصة مع تأكيد "العسكرى" تسليمه السلطة فى الموعد المحدد. وحذر اللواء محمود القطرى، الخبير العسكرى من أن الوضع ينذر بوجود مؤامرة قد تكون من جانب فلول الحزب الوطنى أو أحد المسئولين المتواجدين على الساحة بهدف إدخال البلاد فى فوضى، قد تكون نتيجتها إعلان الأحكام العرفية فى البلاد. وأكد أن الأحداث التى تمر بها مصر تؤكد أنها متعمَّدة لإحداث حالة متأزّمة من الارتباك فى مشهدها السياسى، لا سيما أن مصر ستشهد إجراء الانتخابات الرئاسية لتسليم السلطة فى 23 و 24 من مايو الحالى. وشدد على أهمية أن تقوم القوات المتواجدة بإحكام السيطرة على المنطقة المحيطة بمقر وزارة الدفاع وعمل خطة محكمة، تشمل عدة نطاقات لمنع وصول المتظاهرين ومنعهم من أى محاولات لاقتحام المنشآت الحيوية. وطالب القطرى الشخصيات "ذات الثقل السياسى" بحث المتظاهرين على العودة بعيدًا عن تلك المنشآت العسكرية حتى لا يجر الجيش فى اشتباكات مع المواطنين المصريين، محذرًا من توقعه أن تكون هذه الأحداث بداية لمؤامرة على البلاد بهدف جر الجيش لانقلاب عسكرى. فيما اعتبر الدكتور عبد المنعم سعيد، المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن ما حدث أمام وزارة الدفاع كارثة بكل المقاييس ويجب الإسراع فى إنهاء المرحلة الانتقالية فى موعدها المحدد، مشيرًا إلى أن الاعتصام أمام وزارة الدفاع كان خطأ منذ البداية، على اعتبار أنها تمثل هيبة الدولة والتطاول عليها أمر غير مقبول على الإطلاق. وقال إن المجلس العسكرى تعهد بتسليم السلطة فور انتهاء انتخابات الرئاسة، وكان يجب على كل القوى السياسية تهيئة المناخ لذلك وتحمل المسئولية التاريخية والتكاتف من أجل المرور من المرحلة الحرجة بسلام.