قال موقع "يو بي آي" الأمريكي, إن العلاقات بين أنقرةوواشنطن في طريقها للصدام, وقد تصل لمواجهة عسكرية مباشرة, بسبب معركة الرقة في شمال سوريا. وأضاف الموقع في تقرير له في 14 مارس, أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسلت قوات قبل أيام لدعم قوات سوريا الديمقراطية في معركة استعادة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة "داعش". وتابع " واشنطن تعتمد بصورة أساسية على قوات سوريا الديمقراطية, بينما تعارض أنقرة بشدة مشاركتها في معركة استعادة الرقة". واستطرد الموقع " قوات سوريا الديمقراطية تتكون من حوالي 45 ألف مقاتل, غالبيتهم من وحدات حماية الشعب الكردية، الموالية لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور, الذي تقاتله أنقرة منذ عقود". وحذر "يو بي آي" من أن العلاقات بين أنقرةوواشنطن مقبلة على أزمة كبيرة, وربما اندلاع مواجهات عسكرية بين قوات البلدين في شمال سوريا, في حال لم تتراجع واشنطن عن دعم قوات سوريا الديمقراطية. وكانت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية, قالت أيضا إن جميع اللاعبين الرئيسين في معركة استعادة مدينة الرقة في شمال سوريا من سيطرة تنظيم الدولة, لديهم مصالح مختلفة, ما سيجعل منها حرب استنزاف للجميع. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 12 مارس, أن نظام بشار الأسد يريد استعادة سوريا كاملة، فيما تريد تركيا منطقة حدودية آمنة تحت سيطرتها لكبح تطلعات الحكم الذاتي لحلفاء أمريكا من أكراد سوريا، بينما يريد الأكراد إقامة حكم ذاتي في شمال سوريا، وبعضهم يريد الانضمام للإدارة الكردية الذاتية بشمال العراق، وهو تطلع تنظر إليه أنقرة كمهدد وجودي. وتابعت " الأخطر في هذه المعركة أن هناك احتمالا باندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين القوات الأمريكية والتركية ووكلائهما, حيث تدعم واشنطن أكراد سوريا, فيما تدعم أنقرة الجيش السوري الحر". واستطردت الصحيفة " تركيا وروسيا دفنتا أيضا خلافاتهما وبدأتا العمل معا لهزيمة الإرهاب في سوريا, وبالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإن الإرهاب يعني الأكراد الذين تساندهم واشنطن أكثر مما يعني تنظيم الدولة, كما أن تركيا تساند الخطة الروسية للسلام في سوريا التي تستبعد أمريكا وأوروبا". وخلصت "الأوبزيرفر" إلى القول :" إن التدخل العسكري الأمريكي في معركة الرقة لصالح الأكراد, هو كارثة سيدفع ثمنها الرئيس دونالد ترامب, في حال اندلعت مواجهات عسكرية مباشرة مع تركيا, التي لن تسمح للأكراد بالسيطرة على الرقة بعد استعادتها من تنظيم الدولة". وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, قالت أيضا إن هناك قوى مختلفة ومتصارعة تتأهب للمشاركة في معركة استعادة مدينة الرقة في شمال سوريا من سيطرة تنظيم الدولة "داعش". وأضافت المجلة في تقرير لها في 11 مارس, أن هذه القوى هي : قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها, والقوات الخاصة الأمريكية وعناصر النظام السوري وقوات خاصة روسية ووحدات عسكرية إيرانية ووحدات عسكرية تركية. وتابعت " العديد من هذه المجموعات تعتبر في حالة عداء مع المجموعات الأخرى، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية, المدعومة أمريكيا, بينما تناصبها تركيا العداء". وأشارت المجلة إلى أن وصول قوات أمريكية جديدة إلى شمال سوريا، هو أمر محفوف بالمخاطر , في ظل المصالح المتباينة للأطراف المشاركة في معركة الرقة. وكان المتحدث باسم التحالف الدولي جون دوريان, وهو من سلاح الجو الأمريكي, قال قبل أيام إنه تم نشر وحدة مدفعية من مشاة المارينز ونحو 400 جندي آخرين لينضموا إلى 500 جندي أمريكي ينتشرون بالفعل في شمال سوريا، مضيفا أنه لن يكون لقوات المارينز دور في الخطوط الأمامية بمعركة الرقة، وأنها ستعمل مع شركاء محليين بسوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها. ومن جهتها، جددت تركيا التي تدعم الجيش السوري الحر في شمال سوريا ضمن عملية "درع الفرات"، إصرارها على ضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تخرج من منبج بريف حلب شمالي سوريا، ونفت في الوقت نفسه وجود أي أهداف تركية لتأسيس قواعد عسكرية لها شمالي سوريا. ونقلت "الجزيرة" عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله إن الولاياتالمتحدة لم تحسم أمرها حتى الآن بشأن عملية الرقة المرتقبة في سوريا، مؤكدا أن المحادثات مع الأطراف المعنية مستمرة في هذا الشأن. وفي المقابل, قالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية في بين لها في 10 مارس إن لديهم "القوة الكافية" لانتزاع مدينة الرقة من تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وذلك في تأكيد لرفضهم أي دور تركي في الهجوم. وتابعت "عدد قواتنا الآن في تزايد، خاصة من أهالي المنطقة، ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف". واستطردت "لدينا معلومات تفيد بنقل العدو قسما من قيادته إلى خارج المدينة، كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض، ونتوقع أنهم سيحصنون المدينة، وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع". وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعدّها تركيا قوة معادية. وحسب مراقبين, وجد الأمريكيون حليفا موثوقا لا يكلفهم كثيرا لمحاربة تنظيم الدولة يتمثل في قوات وحدات حماية الشعب الكردية، أما الأتراك فإن هدفهم منع قيام كيان كردي على حدودهم الجنوبية. وترفض واشنطن مشاركة الجيش السوري الحر في معركة استعادة الرقة حسب ما اقترحته تركيا, وتفضل وحدات الحماية الكردية.