اصبر لو وجدت بالمقال شعرًا جاهليًا، وكان هناك شاعر حكيم اسمه "دريد بن أبى الصمة" قال لقبيلته لا تذهبوا للحرب، ولا تسعوا للفتنة، فذهبوا وسعوا، وما وعوا، فقال أثناء الحرب التى شارك فيها: وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غوية أرشدِ نصحت لعارضٍ وأصحاب عارض ورهط بنى السوداء والقوم شهدى تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا فقلت: أعبد الله ذلكم الردى يعنى كان يعرف النتيجة من كنترول التجارب. وقل علىَّ ساذجًا، لكن أجبنى ولا تخش ملامًا، ولا تكتم كلامًا: لماذا تم منع كل المظاهرات السابقة على مدى شهور، التى حاولت الوصول إلى مقر وزارة الدفاع، بينما نجحت مسيرة مساء الجمعة فى الوصول والاعتصام وإطلاق الألعاب النارية، والهتاف بلا بلع ريق: "يسقط يسقط حكم العسكر"، والخبر تداولته كل المواقع بعنوان يكاد يكون واحدًا، وهو أن أنصار الشيخ حازم، قرروا الدخول فى اعتصام مفتوح أمام مقر وزارة الدفاع، وكان ذلك المقر هو المكان الوحيد الحرام على كل تظاهرات الماضى، فلماذا صار حلاً ومحلاً ومقامًا، لأولاد أبو إسماعيل؟ ومن ساندهم من قوى إسلامية، وشخصيات محسوبة أيضًا على التيار الإسلامى، حيث ركزت الأخبار على وجود الشيخ أبويحيى المتهم بأحداث إمبابة، وحسام البخارى، المتحدث باسم ائتلاف دعم المسلمين الجدد، وكذلك ثوار بلا تيار ويمثلهم وليد حجاج، الذى كان منسقًا سابقًا لحملة أبو إسماعيل، وقيل إنه تم الإعلان عن انضمام الدعوة السلفية، واتحاد طلاب كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بشعار "اعتصام حتى يسقط النظام". وبينما يصل إليك مقالى الخائف، فستفاجأ بسيل الأحاديث الفضائية التى ستدور كلها على ظاهرة غضب أولاد أبو إسماعيل، وتذكرون أن النظام السابق لم يوجه تهمة إرهاب واحدة إلى أى من التيارات السياسية والحركات الغاضبة، بما فيها حركتا ستة أبريل، وكفاية، وأن تهمة الإرهاب وصفة العنف، كانتا دومًا معبأتين وسريعتى التحضير، وفوريتى التجهيز وشديدتى اللصق بكل فصيل إسلامى، بما فى ذلك الإخوان المسلمون. وما أريد أن أبث خبره، وأخشى أن أكون صادقًا فيه، هو أن هناك توجهًا لتعنيف الغضب، وإلصاق تهمة الإرهاب به، واللعب على كلمات العنف، ومحاربة الفكر، والتكفير وحبس الفنانين، حتى تعود ريمة لعادتها القديمة، ثم تكون فتنة، ولا تجد ساعتها من يملك إطفاءها،لأنها ستكون الشرعية الوحيدة للبطش وعودة الدولة البوليسية على تيار واحد، مع وقوف الباقى مشاهدين فرحين بل متضامنين مع نظام دولة، هو لم يكد يتشكل بعد، حتى أعلن راية الجهاد ضد الرجعية والظلاميين والتخلف وكل العبارات المعلبة التى تعرفونها،عن ظهر قلب. فيا كل من له قلب بالمخاطر يعى، أو ألقى السمع لصوت صفحات التاريخ والتاريخ شاهد وشهيد، فضوها سيرة، وعودوا بالمسيرة، حتى لا تكون فتنة. وصدقونى لو قلت لكم: أمرتهم أمرى "بمنعرج العباسية" / فلم يستبينوا النصح إلا فى ضحى الغدِ / فلما عصونى كنت منهم وقد / أرى غوايتهم وأننى غير مهتدِ.