رأى موقع "المونيتور" الأمريكي أن خلفية التوتّرات بين أنقرةوطهران على خلفية الأحداث في سورياوالعراق لها ثلاثة عوامل رئيسية مشيرًا إلى أن الأتراك يعتقدون أنه النجاح كان حليفهم لولا التدخّل الإيراني في المنطقة. وجاء العامل الأول هو أنّ تركيا في حاجة ماسّة للأموال الساخنة من الخليج لتخفيف نقص السيولة المالية في السوق حيث تأمل أنقرة بتبنّيها موقفًا معاديًا لإيران أنها ستحسن بذلك علاقاتها مع السعودية والدول الخليجية الأخرى لتصبح مربحة أكثر. وجاء العمل الثاني،أنه في حين تبحث عن أسواق لصناعة الدفاع الهامة لديها، لاحظت تركيا أنّ الدول الخليجية تنفق بسخاء على التسلّح وتحاول العقول السياسية في أنقرة تشجيع دول الخليج على شراء الأسلحة التركية تأجيج لمواجهة «تهديد إيران». وقد ظهرت عناوين صحفية في الجريدة اليومية الموالية للإسلاميين، والمعادية بشكلٍ كبير لإيران، يني شفق مثل «قبل أن تضرب الصواريخ مكّة» و «قبل أن تبدأ حرب مكّة»، «قبل أن تحيط الدبّابات الكعبة» وهو ما يعكس دوافع الحكومة التركية. وكتب «إبراهيم كاراغول»، رئيس تحرير الصحيفة، يوم 16 فبراير: «على الرغم من أنّ الولايات المتّحدة وأوروبا تزوّدان المنطقة بشكلٍ كبير باحتياجاتها الدفاعية، وأنّ صفقات بمليارات الدولارات تتم مع هذه البلاد»، ستشهد صناعة الدفاع التركية فرصًا جديدة، في جزءٍ منها بسبب تصاعد التهديدات الأمنية. وأضاف: «لم يعد الأمر تخمينًا بأنّ الأموال الخليجية التي كانت موجّهة ناحية قطاعات مختلفة حتّى الآن تسير إلى خلق موجة جديدة في علاقات تركيا مع المنطقة». واتّفاقيات الدفاع المشترك أيضًا تولّد علاقة، على الرغم من أنّ «الوضع يتعدّى الاقتصاد بالنّسبة للسعودية ودول خليجية مثل قطر والبحرين، فهذه البلاد تتعرّض لتهديدٍ خطير». وأضاف: «يوجد تخوّف حول توسّعٍ إيراني قد يستهدف العالم العربي بأكمله، الأمر الذي لا يحتاج لأن نخفيه، مع خطط بالاستيلاء على مكّة. وقد كشفت الصواريخ التي أطلقت من اليمن نحو جدّة والرياض عن نوايا طهران».
والعامل الثالث بحسب الموقع الأمريكي هو الرغبة في تحقيق اقتناص الشراكة مع الإدارة الأمريكية الجديدة. والدول الخليجية مسرورة بأنّ الرئيس «دونالد ترامب» قد جعل إيران هدفًا مرّة أخرى. وهذا هو المفهوم الذي يضع «أردوغان» عينه عليه. وأوضح الموقع الأمريكي أنه لمئات الأعوام، ومنذ معاهدة قصر شيرين عام 1639، حافظت تركياوإيران على تعايشٍ سلميٍ ممتاز، ولم يسمحا للمشاحنات السياسية التي ظهرت بين الحين والآخر والتنافس الإقليمي أن يؤثّر على علاقاتهما الاقتصادية. وقد أصبح الجانبان متمرّسين في عدم وطء العتبات الحرجة بينهما لكنّ التوتّرات السياسية الناجمة عن الحرب الأهلية السورية قد نقضت هذا النسق، والعلاقات الاقتصادية مهدّدة الآن. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان، تبدو تركيا ببساطة وكأنّها لا تستطيع مساعدة نفسها، وتبدو هفواتها الدبلوماسية غير مقصودة وقد قام الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ووزير خارجيته «مولود جاويش أوغلو» مؤخّرًا بتوجيه الإهانات لإيران على مستوىً غير مسبوق، الأمر الذي أدّى إلى أضرارٍ اقتصادية كبيرة. وفي تصريحٍ له الأسبوع الماضي بالبحرين، اتّهم «أردوغان» إيران بالسعي لتقسيم العراقوسوريا عن طريق العودة للقومية الفارسية، وهو ما قال أنّه يجب منعه. وتحدّث «جاويش أوغلو» يوم 19 فبراير في مؤتمر ميونيخ قائلًا: «تحاول إيران خلق دولتين شيعيتين في سورياوالعراق وهذا خطير جدًا. يجب إيقاف ذلك». وقال الموقع إنه ليس من المستغرب أنّ إيران كانت غاضبة. وقد ردّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» بشدّة، قائلًا أنّ هؤلاء الذين يدعمون المنظّمات الإرهابية، والذين يسفكون الدماء، والذين قادوا الطريق للتوتّرات وعدم الاستقرار في المنطقة، لا يمكنهم الهرب من مسؤوليتهم باتّهام الآخرين. وأضاف: «نحن نتعامل بالصّبر، لكن لذلك حدود. وإذا كرّر أصدقاؤنا الأتراك هذه النوعية من التصريحات، سنضطر للرد».