البنا ينفي النفوق الجماعي للحيوانات.. وخبراء يطالبون بالشفافية والوضوح بينما كان عصام فايد، وزير الزراعة السابق، مشغولاً طوال الوقت بمواجهة الحمى القلاعية المنتشرة بالمحافظات عن طريق بيانات دورية كانت تصدرها هيئة الخدمات البيطرية، كان المتحدث باسم الوزارة يتحدث عن اتجاه الوزارة لمواجهة النفوق الجماعي لتلك الحالات. وبدا لافتًا بعد مضي أيام من شغله لمنصبه، إلا أن الوزير الحالي الدكتور عبدالمنعم البنا لايعترف مطلقًا بوجود نفوق جماعي للحمى القلاعية، وهو عكس مايوجد حاليًا، فهناك محافظات أهلكت الحمى القلاعية فيها نسبة كبيرة وجماعية من الحيوانات كما حدث في محافظة الدقهلية. وخرج وزير الزراعة، اليوم الثلاثاء، في بيان رسمي، ينفي تمامًا حالات النفوق الجماعي، مكلفًا الدكتورة منى محرز وهيّ المعينة مؤخرًا نائبًا له لشؤون الثروة الحيوانية، بالنزول إلى المحافظات لمتابعة تطور الحمى القلاعية. وكان الوزير قد كلف الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتشكيل لجنة لفحص الشكوى التي تقدم بها أحد المواطنين بمحافظة الغربية والخاصة بوجود حالات نفوق جماعي للماشية وآلاف الإصابات بمرض الحمى القلاعية. وطبقًا للبيان، فإنه تم فحص الشكوى على أرض الواقع، بقرية ميت حبيش القبلية بمركز طنطا، حيث تبين أن هناك حملات وقوافل متنقلة تجوب كافة أنحاء المحافظة لتحصين الماشية ضد الأمراض والأوبئة والكشف عليها، لافتًا إلى أن الوزارة تتحرك بسرعة للاستجابة لأى شكوى من المواطنين. وأوضح أن الإصابات التي تم اكتشافها بالقرية تبين أنها من فترة تجاوزت الثلاثة أسابيع ولم يتم الإبلاغ عنها من قبل الأهالي والمربيين، وأن هناك حالة تم ذبحها اضطراريا بالقرية، بسبب إصابتها بما يسمى الموت المفاجئ، لافتة إلى أنه تم أخذ عينات من هذه الحالة لفحصها وتحليلها بمعهد بحوث الصحة الحيوانية التابع للوزارة. وأشار إلى أن وزير الزراعة أصدر تعليمات بتوجيه قافلة لمحافظة الدقهلية برئاسة الدكتورة منى محرز نائب الوزير لقطاع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي للفحص الشامل للمواشي بالمحافظة وسوف تتوالى هذه القوافل في جميع المحافظات. من جانبه، قال الدكتور سامي طه، نقيب البيطريين السابق، إن "الحقيقة هي وجود الحمى القلاعية والتسمم الدموي في مصر، وهناك وفيات كثيرة في المحافظات بتلك الأمراض"، مرجعًا ذلك إلى نقص التحصين. وأضاف طه ل "المصريون": "وجود حالات للموت المفاجئ وذلك نتيجة لأن ليس كل الحيوانات قد أخذت التطعيمات اللازمة، إضافة إلى غياب الوضوح وعدم الشفافية من جانب معهد بحوث صحة الحيوان، فكان من المفترض أن يعلن المعهد عن الأسباب حقيقية وراء انتشار الأمراض الحيوانية ولكن ذلك لم يحدث". وطالب نقيب البيطريين الأسبق، المسئولين بالإعلان عن الأسباب الحقيقية لنفوق الحيوانات بالمحافظات، وعن وجود تسمم دموي بين الحيوانات، إضافة إلى انتشار الحمى القلاعية بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات. وتابع: "هناك أيضًا بجانب الحمى القلاعية التسمم الدموي وكان هناك تحصين سابقًا ضده، قبل تعديل قانون الزراعة، لكن لم يكن التحصين بشكل كامل الكامل لجميع حيوانات مصر"، مؤكدًا أن معهد بحوث صحة الحيوان لم يعلن السبب الحقيقي وراء انتشار المرض، ولم يجاوبوا على سؤال هل توجد حالات التسمم الدموي، مطالبًا إياهم بالوضوح التام في التعامل. أما الدكتور لطفي شاور، الخبير البيطري، فأكد أن الحمى القلاعية موجود في المحافظات بكثرة، مرجعًا ذلك إلى اختلاف الفصيلة الواردة إلى مصر عن المتوطنة وهو ماجعل الفيروس سريع الانتشار. وأشار شاور في تصريح إلى "المصريون"، إلى عدم قدرة المسئولين في هيئة الخدمات البيطرية على الانسجام مع بعضهم وهو ما يجعلهم يعملون في جزر منفصلة، لافتًا إلى أن التحصينات كانت ضرورية قبل وأثناء الموسم الشتوي حيث تنتشر الأمراض بكثافة.