على خطى ودرب الأئمة والعلماء العظام مضى فضيلة الشيخ عمر عبد الرحمن يدعو إلى الله ويصدع بالحق جهرا فاضحا الحكام الفاسدين فلا يبالي سجنا او تهديدا أو عقابا من حاكم أو مسئول.. نعم سار على ذات الطريق الشاق الوعر الذي سلكه الامام أحمد بن حنبل وابن تيمية والعز بن عبد السلام الذين قال الله عنهم "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه الله ولايخشون أحدا إلا الله" توفي منذ أيام الشيخ عمر عبد الرحمن غريبا في سجون أمريكا ونحتسبه عند الله شهيدا فقد ظل 23 عاما في الحبس الأنفرادي بلا أنيس ولا جليس ممنوع من أبسط حقوقه الانسانية والقاصي والداني يعلم ان مؤامرة أمريكية حيكت للشيخ الضرير للتخلص منه بعد ضغوط من نظام مبارك الخادم الأمين للإدارة الامريكية .. وبغض النظر عن الظلم الكبير الذي لا يقوى عليه بشر .. نقول إن الشيخ عمر كان يتنمى الشهادة في سبيل الله منذ اربعة عقود ويردد على مسامعنا وينشد في كل وقت وحين ولست أبالي حين أقتل مسلما ..على أي جنب كان في الله مصرعي وهتف الشباب من حوله بقاعات المحاضرات وفي المؤتمرات والمحاكمات : وإن قتلوك عمر بن أحمد ..فإن الله يختار الشهيد وهاهو الشيخ يفوز ويلقى ربه شهيدا في سجون الأمريكان..الكثير يستعجب كم التآمر الدولي والمحلى على الدكتور عمر عبد الرحمن ويتسآل لماذا ؟ والحقيقة واضحة أن الشيخ عمر كان لايقبل انصاف الحلول وكان همه الاول والاخير هو الدعوة إلى الله وبيان فساد الحكام المتجبرين. .وتعجب أن الشيخ بعد الحكم ببرأته في قضيتي اغتيال السادات والجهاد رفض الخروج من السجن وركوب سيارة الترحيلات الى مديرية أمن الفيوم تمهيدا لاطلاق سراحه قائلا "أنا لااقبل المساومات سأخرج من السجن إلى ساحات المساجد والمنابر داعيا إلى الله هذا هو طريقي ومنهجي ".. وبعد مفاوضات ومساجلات خرج الشيخ عمر عبد الرحمن من بوابة السجن مباشرة كان الشيخ عمر رحمه الله قويا في الحق قولا وعملا ..بل كان الشباب يلوذون ويحتمون به وقت الشدة والتنكيل والتعذيب وهو الشيخ الكفيف..حكى لي أخي الشيخ علي الشريف أنه كان مع الشيخ في سيارة الترحيلات عائدا من المحاكمة في قضية تنظيم الجهاد وكان يوما عصيبا توعدتهم قوات الامن بالتعذيب والتنكيل فلما وصلوا بوابة السجن رأوا جحافل كبيرة من قوات الامن تنتظرهم بالشوم وأسلاك الكهرباء واسياخ الحديد وأصيب الجميع بالخوف والرعب والمشكلة الاكبر أن من ينزل الاول من سيارة الترحيلات ويتلقى النصيب الاكبر من الضرب ربما يموت ..وطالب الشيخ الشباب أن يحتموا بظهره وتقدم النزول مكبرا ومسبحا لله الواحد الأحد.. ونال الشيخ رحمه الله من التعذيب والضرب ماناله صابرا محتسبا ثابتا قويا وبعد انتهاء المجزرة لهج الشيخ بالحمد والثناء على ربه .. حقيقة نحن أمام نموذجا فريدا من الرجال العاملين لدين الله كانه جاء من زمان غير الزمان رحمه الله ..واعتقد أن الحركة الإسلامية خسرت كثيرا بغياب ووفاة العلماء وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن حيث كانت الحركة الاسلامية ذاخرة بعلمائها ودعاتها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ..الشيخ عبد الحميد كشك والشيخ إبراهيم عزت والشيخ صلاح ابو اسماعيل والشيخ محمد الغزالي والدكتور عبد الرشيد صقر والاستاذ عمر التلمساني والدكتور عمر عبد الرحمن ..فقوةالحركة الاسلامية من قوة علمائها ومشايخها مصدقا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام الترمذي رحمه الله " أن الله لاينتزع العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء" فقدان العلماء في هذه الظروف الحالكة السواد مصيبة وفتنه فالامة في حاجة الى علمهم وحكمتهم ورشدهم ولانملك إلى ان نردد قول نبينا صلى الله عليه وسلم "اللهم أجرنا في مصيبتنا وخلفنا خيرا منها" .. حقيقة الشيخ عمر عبد الرحمن كان شخصية مؤثرة في جيل الشباب الإسلامي بمجمله وليس الجماعة الاسلامية لصدعه بالحق وقربه من الشباب وقضاياه. .لذلك تجد أن الشيخ عمر عبد الرحمن كان ثورة على الظلم قبل ثورة 25 يناير فهو أول من افتى بخلع الحاكم الظالم حسني مبارك وكشف فساده وطغيانه والشيخ عمر عبد الرحمن كان كل همه الدعوة الى الله فهو لم يدع لعنف أو طائفية أو عدوان على غير ما روج الإعلام زورا وبهتانا عنه بل كان داعية إصلاح ونشر للعلم الشرعي فهو استاذ التفسير والحديث بكلية اصول الدين جامعة الازهر - وعند سؤاله رحمه الله من قبل محطة " سي إن إن " الامريكية هل تؤيد العنف وتدعو إليه ضد النظام المصري؟ أجاب الشيخ عمر قائلاً: "لا أدعو الناس إلى أي عنف، إنما كل مهمتي أن أفضح النظام المصري الظالم . - الغريب أنه كان هناك شبه إجماع بين المصريين إسلاميين واقباط وليبراليين بعد ثورة 25 ينايرعلى بالمطالبة بعودة الدكتور عمر عبد الرحمن الى مصر ولو باستكمال مدة عقوبته في بلده وكان ذلك ممكنا قانونيا وقد تعهد الرئيس محمد مرسي بالسعي لاطلاق سراح الدكتور عمر عبد الرحمن لكن من الواضح أن هناك من عرقل ذلك.. وقدر الله أن يموت شهيدا في سجون الأمريكان .. اللهم ارحمه رحمة واسعة وتقبله في الشهداء والصالحين.