يبدو أن سياسة الدولة السودانية الموالية بشكل كبير لجماعة "الإخوان المسلمين"، والتي عادة ما تفتح أبوابها لقادة الجماعة في مصر والعالم -وآخرها استضافة 3 نواب سابقين للجماعة في منتدى "كوالالمبور للفكر والحضارة" بالعاصمة السودانية الخرطوم، والسماح لأفرادها بإجراء انتخاباتهم هناك- ستكون سببًا في أزمة مع مصر. وفي الشهر الماضي كشفت مصادر إخوانية، أن وفدًا من الجماعة شمل 3 نواب سابقين حضر منتدى "كوالالمبور للفكر والحضارة" بالعاصمة السودانية الخرطوم تحت عنوان "الحكم الراشد وأثره فى تحقيق النهوض الحضارى"، بحضور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق. وضم الوفد الاخوانى كلاً من أيمن صادق، ومحمود محضية، ومحمد سعد المنجى، النواب السابقين عن الجماعة. وتسبب ذلك في خلق أزمة بين مصر والسودان، لاسيما أن الدعوة ذهبت للإخوان وغضت الطرف عن البرلمان المصري الرسمي. وقالت مصادر دبلوماسية، إن سماح النظام السوداني لقيادات جماعة "الإخوان" المقيمين في الخرطوم بتنظيم انتخابات داخلية التي دعت إليها ما تعرف بجبهة "التأسيس الثالث"، وعقد عدة اجتماعات على مدار الأسبوعين الماضيين لانتخاب "مجلس شوري جديد" لهذا الجناح بالقطر السوداني، يعد تطورًا غير محمود بين البلدين ويشكل أزمة دبلوماسية جديدة. وقال الدكتور محمود عطية، العضو بجماعة الإخوان، إن "الحضور الإخواني بالسودان سبب مشكلة لأنهم حضروا بصفتهم "نواب"، مضيفًا ل"المصريون": "نظام 3 يوليو غاضب جدًا من السودان، لاسيما أن الدعوة وجهت لنواب مصر المعارضين بالخارج المنتميين لبرلمان 2012، ولم توجه للنواب الحالين وبالتالي لم يحضر منهم أحد". وقال السفير محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق في السودان، إن "توجه النظام السوداني لا يتسق مع رغبة الخرطوم في تعزيز العلاقات مع مصر، ورفع البلاد من قوائم الدول الراعية للإرهاب، بعد التخفيف الجزئي للعقوبات الأمريكية مؤخرًا". وأضاف الشاذلي في تصريح صحفي، أن النظام السوداني دأب في الفترة الأخيرة على اتخاذ خطوات معاكسة لمصر استمرار لسلسلة الإجراءات المناوئة للمصالح المصرية خلال الفترة الأخيرة، ومنها موقف السودان من سد النهضة والسماح للإخوان بممارسة نشاط سياسي يهدد الأمن القومي انطلاقا من الأراضي السودانية، فضلاً عن اللجوء لمجلس الأمن بخصوص قضية "حلايب وشلاتين" المزعومة من الجانب السوداني. في السياق ذاته، قال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "الدولة السودانية تعاني من أزمة دولية، ورئيسها عمر البشير توجهاته إسلامية وهو ما يفسر استضافته للإخوان". مع ذلك، رفض عيد التصعيد في هذا الأمر، وقال إن على الدولة أن تتجاوز الأزمة ولا تصعدها، لأن "القاهرة تحتاج للخرطوم في عدة قضايا أهمها ملف سد النهضة في إثيوبيا، وأزمة حلايب وشلاتين، قائلاً: "نحاول نمتص التوترات ن أجل هذه الأزمات". وأوضح أن الجماعة عادة ما تعقد اجتماعاتها في البيوت أو الأماكن المجهولة، ولا تمثل بالضرورة وجهة النظر السودانية.