قامت، اليوم السبت، لجنة حقوق الإنسان، بمجلس النواب برئاسة علاء عابد، بزيارات مفاجئة لعدد من دور الأيتام، بعد تعذيب أحد الأطفال بدار الأورمان، وذلك تمهيدا لإعداد تقرير وعرضه على الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب. وبدأت زيارة الوفد البرلمانى بجمعية أولادى بالمعادي، حيث تفقد النواب المطبخ وحجرات الإقامة وجميع الغرف التى يتلقى فيها المقيمين بالدار، للوقوف على مدى صلاحيتها. وأجرى نواب لجنة حقوق الإنسان، مقابلة مع عدد من الأطفال المقيمين بدار الرعاية، للتأكد من الرعاية الأحقية التى يحصل عليها الأطفال بعد بلوغهم سن ال18 عامًا، طبقا لقانون الطفل، والذى ينص على توفير شقق لهم خارج دور الرعاية، وتوفير حياة كريمة لهم، طبقا للقانون على ضرورة بقاء الأطفال بعد بلوغ سن ال18 سنة طالما كانوا فى إحدى مراحل التعليم العالي. بينما اشتكى عدد من الأطفال، من طردهم خارج دور الرعاية، قبل بلوغ السن القانوني، للاستيلاء على الشقق المخصصة لهم. وقال خميس فتحي، أحد الأطفال الذين تم طردهم من دور الرعاية قبل بلوغ ال18عامًا: "الدور طردت 13 طفلا قبل بلوغ 18 سنة، واستغلوا إننا مش فى مدرسة، وأجبرونا على الخروج، علشان يخدوا الشقق". وقال خميس، إن هناك حوالى 7 من الأطفال خصصت لهم دور الرعاية، شقة إيجار، بعد بلوغهم السن القانوني، ولكن للأسف يتولى الأطفال دفع الإيجار، وبالتالى "بيضطروا يشتغلوا علشان يجيبوا إيجار الشقة، وبعضهم بيشتغلوا دليفري، أو مكانيكي". فيما وجه رمضان ياسر، أحد أطفال دور الرعاية، حديثه لنواب لجنة حقوق الانسان بقوله: "انتم كنتم فين من زمان علشان حقنا يرجع، جه مساعد وزير من سنة ووعدنا هيجب حقنا، ومن ساعتها مشفنهوش، ولا حقنا رجع، ياريت المرة ديه يبقى فيه نتيجة". وأضاف ياسر"هناك أطفال بيناموا فى الشارع بعد ما خرجوهم من دور الرعاية بالقوة". ومن جانبه قال النائب عاطف مخاليف، عضو مجلس النواب، إن بعض دور الرعاية تحاول التخلص من الأطفال وإخراجهم بالقوة قبل بلوغ سن ال18 سنة للاستيلاء على الشقق الخاصة بهم، وأضاف مخاليف، أنه جمع البطاقات الشخصية الخاصة بالأطفال لتحقيق فى الأمر. وحذر مخاليف من خطورة استغلال هؤلاء الأطفال بعد خروجهم للمجتمع من جانب الجماعات الإرهابية، من خلال بث الأفكار المتطرفة فى عقولهم، وهو ما يجب مواجهته داخل دور الرعاية لتأهيلهم للاندماج فى المجتمع. وواجه النائب عاطف مخاليف مسئول الدار اللواء محمد سرور، بأحاديث الأطفال والتى تضمنت قول الطفل رمضان ياسر، والبالغ من العمر 13 عاما، " بان ضباط قسم المباحث بيحضروا فجأة ويدخلوا الدار بالليل وياخدوا مجموعة من الأطفال، يلفقوا لها تهم"، وهو مارد عليه مسئول الدار بقوله هذا لم يحدث منذ استلامى الدار منذ عامين، مشيرا فى الوقت ذاته إلى إن هذه الوقائع تعود لما قبل استلامه الدار. وتابع ياسر خلال المواجهة "أنا اتعملى محاضر شرطة كتير سرقة وغيرها". وفى المطبخ، حرص الوفد على تفقد جميع أجزائه سواء أماكن التخزين والوقوف على صلاحية الأغذية المتواجد فيه ونظافته، فيما كان التعليق المتكرر للنائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان "محتاج نظافة أكثر من كدة"، وتذوق النائب على بدر وكيل اللجنة، الطعام الذى تم تحضيره لوجبة اليوم حيث كانت "السبانخ". وعقب الانتهاء من تفقد "المطبخ" توجه الوفد البرلمانى إلى غرف النوم والتى لم تلق رضا الوفد البرلمانى لاسيما بعدما وجدوا أن هناك أسرة عبارة عن "صبات أسمنتية" ويتخلل بعضها الطوب، وهو ما علق "عابد "عليه : " فى بنى أدم ممكن ينام على سرير زى دا"، فعلق اللواء "محمد سرور المشرف على الدار": لا ينام أحد على ما يتخللها الطوب خاصة أن عدد الأطفال الموجودين فى الدار قليلون. وتوقف "عابد" عند عدم وجود زجاج لكثير من الشبابيك، وكذلك عدم نظافة الحجرات وريحتها، بقوله: "يعنى مش معقولة فى شهر يناير وبيناموا فى البرد دا من غير زجاج فى الشباك"، فعلق المشرف على الدار: الزجاج هيركب النهاردة". وتوقف النائب على بدر وكيل اللجنة عند الأسرة أيضا، حيث تفقد "المراتب" التى وجدها أسفنجية وبعضها غير سليم. كذلك تفقد الوفد البرلمانى "الحمامات" وتوقف "عابد" والوفد لعدم وجود شبابيك وخلو السخانات من أغطيه والتى اعتبروا أنها قد تهدد حياة الأطفال والمقيمين للخطر.