بصراحة.. ودون مقدمات أو تمهيد: ماذا تريد جماعة «الإخوان المسلمين»؟.. الحمد لله، فقد أنصفهم سبحانه وتعالى، وأعلى شأنهم، فأصبحوا الجماعة «المنصورة» بعد أن كانوا الجماعة المحظورة. واختارهم شعب مصر ليشكلوا أغلبية برلمان الثورة بلا منازع أو حتى «مقارب»، فهل حمدوا الله على نعمه وشكروه على فضله؟ الآن يسعى«الإخوان» للإطاحة بحكومة الجنزورى، ويستعدون بحكومة «إخوانية» بديلة، الأمر الذى يجعل الحكومة والبرلمان «حبايب» من وجهة نظرهم، ولا يوجد «سوء» فى الأمر، سوى أن التوقيت مفاجئ.. وصادم قبل أيام من تشكيل لجنة وضع الدستور، وقبل أسابيع من انتخاب رئيس الجمهورية!.. بغض النظر عن مدى «سوء» حكومة الجنزورى، ومدى عدم صلاحيتها لمواجهة تحديات المرحلة الخطيرة التى نمر بها. ثم أصرت «الجماعة» على أن تكون حصة «البرلمان» من أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور 50%، إضافة إلى من سيدعمونه ويرشحونه من ممثلى النقابات المهنية التى سبق لهم السيطرة عليها،.. وإذا كان جوهر الديمقراطية يسمح لحزب «الحرية والعدالة» - الممثل الشرعى لجماعة الإخوان المسلمين – بتشكيل حكومة تكون له الأغلبية فيها باعتباره الحزب الفائز بأغلبية أصوات الناخبين، إلا أن الوضع مختلف تماماً فيما يتعلق بالجمعية التأسيسية للدستور، التى ينبغى - بأى حال من الأحوال - ألا «يسيطر» عليها فصيل سياسى بعينه مهما كانت شعبيته «الآن»، وهذه الشعبية أمر قابل للتغيير فى المستقبل، الأمر الذى فتح باب الطعون القانونية، وأدى إلى تتالى استقالات أعضاء اللجنة من خارج «الجماعة»، وظهور رأى عام قوى ينتقد رغبتها فى «التكويش»، إضافة إلى آراء العديد من فقهاء الدستور، وأساطين القانون، الذين انبروا للهجوم على تشكيل اللجنة مؤكدين عدم صلاحيتها للمهمة الجليلة، فى غياب تمثيل حقيقى لباقى طوائف وفئات الشعب المصرى. أما ثالثة «الأثافى» فهى ما يتردد عن سعى «الإخوان المسلمين» لترشيح ممثل لهم فى انتخابات الرئاسة، غير مكتفين بالمرشحين ذوى الخلفية الإسلامية، الذين لا ينتمون صراحة للجماعة، مثل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وعبد المنعم أبو الفتوح، والعوا. الأمر الذى كاد يحدث فتنة بين شباب الجماعة وشيوخها، ما دعا رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الشيخ الجليل د.يوسف القرضاوى إلى توجيه رسالته المفتوحة إلى «الإخوان المسلمين» يدعوهم فيها إلى عدم تبنى موقف معين خلال الانتخابات الرئاسية، وإلى ترك الفرصة للشباب للاحتكام إلى ضمائرهم. «الإخوان المسلمين».. جماعة سياسية مهمة ومؤثرة، فاز ذراعها السياسية بالأغلبية البرلمانية، لكن ليس معنى ذلك أن «تنفتح» شهيتها «للتكويش» على كل مناصب الدولة المهمة!! والأدهى من ذلك أن تدخل فى عدة معارك متزامنة على جبهات متعددة.. فهى فى «شد» مع المجلس العسكرى،.. وفى «حرب» مع حكومة الجنزورى،.. وفى «صراع» مع بقية القوى السياسية،.. وفى «أزمة» مع جماعات المجتمع المدنى. ألم يسمع «الإخوان» عن «الإيثار»؟.. قليلاً من «الإيثار» وفى ذلك أحاديث عديدة!!. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحي [email protected]