كثرة من الناس تجعل المنفعة الذاتية والأعراض الدنيوية قبلة لها تولي وجهها شطر تلك المنافع الدنيئة وتبيع من أجلها دينها وأرحامها وجيرانها وأبناء وطنها وتراب أرضها. فإن كان أحدهم يملك لسانا حركته المنافع ليكون بوقا وحنجرة يدافع عن الظالمين والفاسقين والمفسدين والعابثين فيصور الظلم عدلا والفساد إصلاحا اقتصاديا والفسوق والعبث والمجون إبداعا والتفريط في تراب الوطن أمنا قوميا وواجبا وطنيا. وإن كان يملك قلما كتب بمداد من فجور وسطر السطور انتصارا لسادة الشرور الذين يكرهون للشعب السعادة والسرور ويحبون لتجارة الشعب أن تبور وللدوائر على الشعب أن تدور. وإن كان أحدهم يبيع للناس غذاءهم ودواءهم كان على غش الناس حريصا ولا يجد عن قتلهم محيصا حالما وجد لمنفعته بصيصا . وإن كان أحدهم موظفا على مصالح الشعب أمينا كان لصا وخائنا مستبينا. وإن كان ذامنصب أو سلطان انطلق على الفقراء والضعفاء انطلاق الحيتان واستعمل عليهم كل شيطان فأهلك الحرث والإنسان. كل أولئك لا يكتب الله لهم راحة بال ولااستقرار حال ثم لهم سوء العاقبة والخبال. أما أصحاب المبادئ فهم ذوو إشراق وجمال وأخلاق وثبات وانطلاق ملأ الله قلوبهم رأفة ورحمة بالفقراء والضعفاء واليتامى والمساكين والمعدومين والمعذبين. يواجهون الظلم والفساد في أرجاء البلاد وبين مختلف العباد. ويحملون بأيديهم طوق النجاة من براثن البغاة والطغاة ليسعد الشعب بأكرم حياة. عاشت مصر بأصحاب المبادئ لاالمنافع.