دموع وحسرة وألم وندم وبكاء وأنين داخل بيوت يسكنها الحزن ويحيط بها الندم ويعشش بين أركانها الملل يشوبها الاشتياق للحنين والرجوع للماضي والذكريات والاشتياق للحاضر لرؤية من يحبون. على بعد عشرات الكيلومترات من محافظة القليوبية، وضجيج الحياة المتمدنة تعيش "المصريون"، حالة من التفقد داخل تلك البيوت. نساء قبضن على الجمر فجعلن الأرض فراشًا لهن لكي يتمكن من العيش، حيث لم يكن أمامهن إلا بيع الفاكهة في أحد الشوارع لكي يجدن قوت يومهن، وعدم الاحتياج إلي غيرهن بعد فراق العائل الوحيد لهن؛ في ظل ارتفاع كل شيء من مأكل ومشرب، بعد أن لقي عائل الأسرة مصيره خلف القضبان، بسبب رفضه أن يكون مرشدًا لأحد ضباط المباحث داخل قسم قليوب. وروت زوجة السجين، أن زوجها يعمل نجارًا، ويأتي بالمال الحلال لكي يطعمنا, وأن أحد ضباط مباحث قسم أول قليوب ويدعي "محمد سعيد" طلب منه أن يعمل مرشدًا فرفض أن يكون مرشدًا على أهل منطقته؛ فكان مصيره هو السجن وتلفيق له قضية "برشام". وتابعت: "أن الشرطة قبضت علي زوجي وهو بالملابس الداخلية, موضحة أن زوجها دخل السجن من قبل علي يد نفس الضابط، وقام بتلفيق له قضية ولكن الحمد لله طلع منها براءة". وأوضحت أنها تقوم ببيع الخضار والفاكهة بعد سجن زوجها لكي تتمكن من المصاريف علي أربعة أولاد تركهم زوجها علي خلفية قضية وهمية؛ حتى لا يكون مصيرهم التشرد, بجانب ابنها الذي يبلغ من العمر 15 عامًا والذي لجأ إلي العمل داخل ورشة نجارة وترك دراسته حتي يتمكن من مساعدتي, مطالبة الرئيس ووزير الداخلية النظر إلي أحوال المواطن، وأن يكون هناك عدل قائم بين الشرطة والشعب بدلاً من إهانة المواطن وتلفيق القضايا؛ خاصة وأن أمناء الشرطة يضيقون علينا بحجة أننا نجلس نبيع في الشارع دون ترخيص, موضحة أنها قامة بإرسال الفاكسات لوزارة الداخلية ضد الانتهاكات التي حدثت لهم ولكن لا أحد يستجيب. شاهد الصور.. شاهد الفيديو...