حالة من القلق تسيطر على العمالة المصرية بالخارج، خاصة فى دول الخليج، فى ظل توترات قديمة تتجدد من حين لآخر بين مصر وقطر، وتوترات جديدة بدأت تظهر فى العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية، فضلًا عن توتر العلاقات المصرية الفرنسية ونظيرتها الإيطالية والروسية أيضًا. الأزمة بين مصر والسعودية بدأت الأزمة داخل أروقة الأممالمتحدة، بعد التصويت على قرار يخص الأزمة السورية بعكس تصويت السعودية التى كانت تدعم اقتراحًا فرنسيًا ضد نظام بشار الأسد، وهو ما دعا عبدالله المعلمى - سفير المملكة لدى الأممالمتحدة للخروج بتصريحات ضد النظام المصرى، وظلت الأزمة بين السعودية ومصر تتأرجح حتى أن الملك سلمان بن عبد العزيز - العاهل السعودى - أجل زيارته للإمارات بضع سويعات للموعد المقرر ليصل إلى أبو ظبى بعد رحيل الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكان هذا إيذانًا بفشل المبادرة الإماراتية لرأب الصدع بين البلدين، فى الوقت الذى شنت القنوات المصرية هجومًا كاسحًا ضد السعودية وحكومتها، أعلنت الأخيرة قبل ساعات وقف استيراد الفلفل المصرى بداعى احتوائه على مبيدات، وهو ما أثار مخاوف من انعكاسات ذلك على العمالة المصرية، وخاصة أن المملكة بها أكبر جالية مصرية بالخارج. قطر.. والعلاقات الباردة مع مصر يختلف الوضع فى العلاقات المصرية القطرية عن نظريتها المصرية - السعودية، إذ أن حالة من الجفاء التام تعترى العلاقات بين البلدين منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وعلى الرغم من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الأمير تميم بن حمد - أمير قطر - أكثر من مرة، إلا أن القصف الإعلامى والاتهامات المتبادلة لم تتوقف، إلى درجة اتهام بعض الإعلاميين للدوحة ب"تدبير حادث تفجير الكنيسة البطرسية".. وقبل أيام نُسبت تغريدة إلى سلطان بن راشد الخاطر - وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة القطرى - يؤكد فيها منع بلاده لاستقدام العمالة المصرية ويهاجم الحكومة المصرية بعبارات قاسية.. وخرج وزير القوى العاملة المصرى محمد سعفان لينفى صحة تلك الأنباء..
وسط ذلك خرجت تقارير إعلامية، لتؤكد أن التغريدة التى نقلها الإعلام المصرى عن"الخاطر"مفبركة.. وهو مدون قطرى يتشابه اسمه مع وكيل وزارة التجارة القطرى، ومع ذلك فإن م . ج - المواطن المصرى المقيم بقطر- الذى تواصلت معه"المصريون"، يؤكد أن تأشيرات المصريين موقوفة منذ ثلاثة أسابيع، مضيفًا: "قطر أصدرت قانون منذ فترة يستلزم تجديد التأشيرة كشرط لنقل الكفالة من شخص لآخر، والتأشيرات بالنسبة للمصريين متوقفة منذ 3 أسابيع، كما أن زيارات رجال الأعمال متوقفة هى الأخرى، ولكن هذا الأمر يحدث من حين لآخر كل فترة".. والمُلاحظ أن هذه نفس المعلومة تقريبًا التى ذكرها المدون القطرى الذى قال الإعلام المصرى إنه وزير التجارة القطرى. الطائرة المصرية تفجر الخلاف بين القاهرة وباريس فى الوقت ذاته، تفجرت أزمة بين مصر وفرنسا بعد إعلان لجنة التحقيق فى حادث سقوط طائرة مصر للطيران العثور على آثار متفجرات فى رفات الضحايا، وهو ما قوبل من الإعلام الفرنسى بهجوم شديد حيث اتهم القاهرة بالابتزاز للتهرب من التعويضات التى لن تدفعها مصر فى حال أثبتت التحقيقات أن سقوط الطائرة كان بقنبلة، يأتى هذا وسط قلق من الجالية المصرية بفرنسا أن تؤثر تلك الأحداث عليهم . أزمة "ريجينى" تخيم على علاقة مصر بإيطاليا مازالت أصداء قضية مقتل الباحث جوليو رجينى تخيم على المشهد بين مصر وإيطاليا وخاصة فى ظل تغييرات فى الحكومة الإيطالية لصالح تيار أكثر تشددًا تجاه النظام المصرى، لكن المعلومات تشير إلى أن الأزمة قاربت على الانتهاء بعد قيام الجانب المصرى بتزويد نظيره الإيطالى بمعلومات فى غاية الأهمية عن هوية المتورطين فى الحادث . وحول مدى تأثير العلاقات الدبلوماسية على العمالة المصرية بالخارج، قال تامر وجيه - الباحث السياسى والكاتب المدافع عن العمال - إنه لم ترد أى معلومات عن اضطهاد إضافى أو تعامل مختلف مع العمالة المصرية بالخارج . وأضاف فى تصريحات ل"المصريون": "الشيء الذى نعلمه جميعًا هو أن الأوضاع الاقتصادية فى دول الخليج تتغير بشكل نوعى فى العامين الأخيرين، بالذات فى السعودية، حيث يتم تخفيض الرواتب واتباع برامج تقشف.. وهذا فيما يخص العمالة المحلية.. فما بالك بالعمالة المستقدمة".. مضيفًا: "بمعنى أن التقشف الاقتصادى فى الخليج لا شك أن واحدًا من أثاره ستكون تعاملاً أسوأ مع العمالة المستقدمة، فإذا ما تذكرنا أيضًا أن هذا يتزامن مع احتقان سياسى بين الحكومات.. فلا شك أن هذا سيضيف للمشكلة" حسب رأيه. وأردف: "أما فى حالة قطر.. فملاحظتى فى الحقيقة أننى منبهر بأننا طوال هذه السنوات الصعبة لم نسمع عن تعامل سيئ مع العمالة المصرية.".. مضيفًا: "شخصيًا لم أسمع.. ربما أنا مخطئ.. لا أعلم". واستدرك: "المؤكد من حيث المبدأ أن التعامل مع العمالة فى الخليج به مشاكل خطيرة بسبب نظام الكفيل ومليون عنصر آخر.. لكن ما أقصده أنه لم تتوافر أى معلومات عن وجود اضطهاد إضافى خاص للعمالة المصرية".