على الرغم من الإدانات الواسعة والغضب الشديد بين المواطنين والمهتمين بالحركة الثقافية والحقوقية من إغلاق مكتبتي "الكرامة" ، وبعد وعد علني من السفيرة مشيرة خطاب المرشحة لشغل منصب مدير عام منظمة "اليونسكو" بوقف القرار.. قام الأمن الوطني فجر اليوم بتشميع مكتبة ثالثة تابعة لسلسلة المكتبات التي أسسها المحامي الحقوقي جمال عيد، بالقيمة المالية التي حصل عليها من الجائزة الدولية التي نالها كواحد من أفضل المدافعين عن حقوق الإنسان والرأي وحرية التعبير . كان لواءان تابعان للأمن الوطني قاما بتشميع مكتبتين من سلسلة مكتبات الكرامة في مطلع الشهر الجاري دون لإخطار القائمين عليهما بأي سبب لذلك أو وجود قرار إداري أو قضائي بالإغلاق، فقام المسئولون عن السلسلة بمنح العاملين في المكتبات الثلاثة الباقية في الزقازيق، الخانكة وبولاق الدكرور إجازة على إثر ذلك. ونتيجة لحملة التضامن والدعم مع عيد ومكتبات الكرامة التي تطوع بإنشائها في الأحياء الشعبية، قامت السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر لرئاسة منظمة اليونسكو، بإعلان رفضها لإغلاق مكتبات تقدم خدمة ثقافية للأطفال، ووعدت من خلال صفحتها الشخصية على "تويتر" ببذل الجهد لوقف القرار . إلا أن ما وقع بعد هذا الوعد العلني الصريح كان مفاجئًا وصادمًا، حيث تم تشميع المكتبة الثالثة في الزقازيق، وطبقًا لأقوال شهود العيان من الجيران وجمهور المكتبة، فقد قام الضباط هذه المرة بتشميع المكتبة "فجرا" حتى لا يعتدي عليهم الأهالي أو مرتادو المكتبة، لاسيما وهي من أنجح المكتبات التي تضم عدد كبير من المتطوعين. من جانبه قال القائمين على سلسلة المكتبات أنهم لم يتسلموا أي إخطار بأي سبب لاغلاق المكتبات ، كما لم يوقعوا على أي محضر أو أوراق إدارية أو قضائية تفيد علمهم بهذه القرارات. وفيما يتعلق بمكتبة الزقازيق ، أكد المشرفون عليها أنهم يملكون أوراقا من حي مدينة الزقازيق وايصالات رسمية بدفع ما طلبوه وهو رسم لافتة اعلانية ، وان الاغلاق تم بينما المكتبة لا تعمل ، لانها متوقفة عن العمل منذ اكثر من اسبوعين . جدير بالذكر أن التشميع الثالث جاء رغم وعد مشيرة خطاب مرشحة مصر لليونسكو بوقف القرار ، واثناء انتظار تحركها ومنحها فرصة لتصحيح هذا الخطأ "الجريمة" ، حيث ان اغلاق مكتبات الكرامة الثقافية ، جاء في الوقت الذي تقدم فيه مصر مرشحا لرئاسة أهم مؤسسة ثقافية .