هو أحد أبرز المرشحين لخلافة البابا، وأكثر الطامعين فى الكرسى، وهو الأقرب للقفز على الكرسى البابوى، ويشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، وقد وكله البابا فى أن ينوب عنه فى مؤتمرالفيوم أكثر من مرة، ويروج لنفسه بإمكانية ترشيح نفسه لخلافة البابا باعتباره رئيساً لدير، كما أنه يشغل فى الوقت نفسه منصب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وهو ما اعتبره البعض مؤشرا على امتلاكه سلطات لا تخول لأحد سوى البابا نفسه، وفى المقابل يقول جمال أسعد: "لا يعطى القانون 57 الذى ينظم لائحة انتخاب البطريرك الحق للأنبا بيشوى فى ترشيح نفسه، لأنه تزوج من مطرانيته "دمياط"، ولا يمكن اعتباره رئيسًا لدير، لأنه ليس مرسوماً عليه وإنما يشرف عليه فقط إداريا. والحقيقة أن الرجل الثانى فى الكنيسة الأرثوذكسية أو الرجل القوى بها، لم يسلم من هجومه أحد (المسلمين – الإنجيليين – الكاثوليك)، وحتى "القديسين" وأقباط المهجر.. إنه الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس الذى تسبب فى أزمة. أبرز تلك التصريحات، جاءت بعد أزمة احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة التى أعلنت إسلامها، صادمة، حيث زعم أن المسلمين ضيوف على مصر، فضلاً عن تلويحه بالاستشهاد ضد "إخضاع" الكنائس لسلطة الدولة، بالإضافة إلى تكفيره للإنجيليين والكاثوليك وتكفير اثنين من رموز الأقباط، وهما كمال زاخر وجمال أسعد. والأنبا بيشوى أو "مكرم إسكندر نقولا"، ولد بحى توريل بالمنصورة فى 19-7-1942، وحصل على بكالوريوس هندسة من جامعة الإسكندرية عام 1963 ثم ترهبن بدير السريان فى 16-2-1969 باسم الراهب "توما". وتمت سيامته فى 12-4-1970، ورسم كقمص فى 17-9-1972، وقبل أن يكمل بيشوى الثلاثين من العمر رشحه البابا شنودة أسقفًا على مدينتين دفعة واحدة وهما دمياط وكفر الشيخ فى 1979، ليكون أسقفًا فى وقت كان يحفل بالعمالقة من كبار الأساقفة الذين سطروا أنفسهم فى تاريخ الكنيسة الحديث. وتولى بيشوى منصب سكرتير المجمع المقدس عام 1985 عقب غضب البابا على الراحل الأنبا يوأنس السكرتير السابق وأسقف الغربية، بسبب قبوله الانضمام إلى اللجنة الخماسية التى شكلها الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، لإدارة شئون الكنيسة أواخر حكمه وعقب الخلاف مع البابا شنودة، ثم أصبح مطراناً فى 2-9-1990. إضافة إلى كل تلك المناصب، فإن الأنبا بيشوى هو رئيس لجنة المحاكمات الكنسية، والتى تتم بدون "قانون مكتوب"، والتى نالت من الأنبا متياس أسقف المحلة، وتم إيقافه، والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر والتى تم سجنه فى الدير، وكذلك الأنبا تكلا أسقف دشنا والذى كان له نفس المصير السابق. وليس هذا فحسب، بل إن الأنبا بيشوى هو الأسقف الوحيد فى تاريخ الكنيسة الذى ترأس ديرًا للسيدات، هو دير القديسة دميانة الذى دائمًا الشكوى منه. ويذكر تاريخ الكنيسة أن البابا يوساب الثانى كان البطريرك الثانى الذى ترأس نفس الدير. وفى إبريل 2010 تسببت مشادة بين الأنبا بيشوى، ممثل الكنيسة القبطية، والبابا ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس بالقدس فى استقالة الكنيسة القبطية برئاسة البابا شنودة من المجلس نهائياً. ويؤكد مقربون من الأنبا بيشوى أن هجومه الشديد على الإسلام يرجع إلى اعتناق أخته للإسلام والتى يقاطعها وتعيش فى الإسكندرية ومتزوجة من أحد قيادات الإخوان المسلمين. وكان آخر التصريحات المهاجمة للإسلام، ما قاله فى محاضرته بمؤتمر تثبيت العقيدة بتعرض القرآن الكريم للتحريف، عندما تم جمع القرآن الشفهى فى عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان فيما يخص الآيات التى تنفى واقعة "صلب المسيح" فضلاً عن اقتطاعه لجزء من تفسير الرازى ونزعه من سياق ليدلل أن بعض كبار المفسرين يؤيدون صلب المسيح. والأنبا بيشوى، بحسب كمال زاخر، منسق العلمانيين الأقباط، "لم يسلم من هجومه أحد (المسلمين – الإنجيليين – الكاثوليك) وحتى بعض القديسين"، بحسب العقيدة المسيحية حتى وصل الأمر به للقول إنه كان سيحاكم "القديس عبد المسيح" لو كان يعيش فى عصره. ولا يحظى بيشوى بأى دعم من أقباط المهجر، لأنه دائم الهجوم عليهم فى محاولة منه لتسويق نفسه أمام النظام المصرى. ويضيف زاخر أن بيشوى أطلق رصاصة الرحمة على مطامعه فى خلافة البابا شنودة، فلا يعقل أن يكون البطريرك "متطرفاً" لهذه الدرجة، حيث كان هجومه على المسلمين القشة التى قسمت ظهر البعير. وعلى الناحية الأخرى، قدم سكرتير المجمع المقدس خدمة "جليلة" لباقى الطامحين فى الكرسى البابوى وعلى رأسهم الأنبا يوأنس، سكرتير البابا، والأنبا موسى أسقف الشباب، بما يفتح الطريق واسعاً أمامهما لخلافة البابا شنودة، حيث أخرج الأنبا بيشوى نفسه خارج سباق خلافة البابا. وليس سراً أن الأنبا أرميا، سكرتير البابا، قرر التوقف عن دعم الأنبا بيشوى فى معركته لخلافة البابا بعد ثقته باستحالة فوزه بمنصب البطريرك خصوصاً بعد سخط البابا الراحل على الأنبا بيشوى ووصول العلاقة بينهما إلى طريق مسدود. ويروى أسقف مقرب من البابا شنودة أنه كان زميلاً للأنبا بيشوى فى المعتقل عام 1981، حيث حلم بيشوى حلماً حكاه لمن حوله وهو أنه يقوم "بتلبيس" الرئيس السادات الحذاء، ومنذ ذلك الوقت وهو يمتدح المسئولين بشكل مبالغ فيه.