بعد 2011 اِنتشرت في أوطاننا العربية والإسلامية لغة الأحقاد كالنار في الهشيم.. واندلعت حروب البغضاء والكراهية بشكل مفزع ما لم يحدث في التاريخ البعيد والقريب ..التنافر الإيديولوجي والحرب الطائفية والمذهبية لها أسبابه التاريخية لمن تغذيها وتنفخ في رمادها بشكل أساسي وسائل الإعلام المدعومة من حكومات وشخصيات ولوبيات مالية محلية وإقليمية ودولية ***** اِنحدر الخطاب في وسائل الإعلام وهبط هبوطا حادا إلى دركات سحيقة ومخيفةومرعبة ...استبيح معها الخصم السياسي إلى حد استباحة الدماء والنفي من الوطن ..ودوما العنف اللفظي عادة هو مقدمة طبيعية للعنف الجسدي... والعنف الجسدي دونه الدماء وتخريب الأوطان وتفكيكها وتدخل الأجنبي الساعي لفرض مصالحه بإشعال مزيد من الحرائق والتناحرات . ،**** يكفي أن نلقي نظره بسيطة على ما يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر ..لنتأكد أن خطابات الكراهية أصبحت سلعة رائجة ومتهافت عليها ..كل فئة او طائفة تكفر وتفسق وتخرج من الملة الفئة الأخرى ..وحتى بعض الأحزاب والتيارات المتقاربة فكريا إلى وقت قريب حل الشقاق والاتهام والتنافر بينها ...من في السلطة يرمي المعارض بالعمالة ...ومن في المعارضة يتهم المؤيد ببيع البلاد والخروج عن الدين والوطن والمبادئ ..وفشل الجميع في ايجاد مساحات مشتركة وقواسم بسيطة للتعايش في الوطن الواحد ..أخفق الجميع في صناعة تجربة التداول السلس على السلطة ..ارتفعت شعارات السب والشتم والتخوين بشكل غير مسبوق بين التيارات السياسية ،الإسلامية والوطنية والعلمانية ..ونجح الجميع في صناعة مشهد فضيع بائس ومخيف يهدد بفصل جسد الوطن عن بعضه كل حزب بما لديهم فرحون. **** لا مخرج اليوم من هذه الحفرة الرهيبة إلا بتحكيم العقل واعادة تشكيل الوعي الجمعي الجامع لا المشتت ..لا حيلة اليوم إلا بترك الاختلافات جانبا والسعي للملمة الجراح وبناء التوافق على أساس مصالح الشعوب والأوطان ...والتأكيد على أن أبناء الوطن بإمكانهم أن يتعاونوا فيما اتفقوا فيه ويعذروا بعضهم فيما اختلفوا فيه ولينظروا إلى المستقبل لأن الماضي ذهب ولن يعود ..الله يتولى الجميع برحمته..