من المؤسف أن يكون هناك أنُاس يبررون القتل واستخدام العنف في مجتمعنا المصري, نعم هناك قطاع واسع من المواطنين من مختلف التيارات والتوجهات السياسية يشمتون في من يقتل من المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة, ولا نعلم إلى أين ذهبت إنسانيتهم؟ أصبحت قلوب البعض كالحجارة والصخور, اختفت من أفئدتهم الرحمة والإنسانية بسبب اختلافنا في الرأي, فسرعان أن نرى فرحة عارمة وشماتة غريبة لدى البعض عندما يُقتل من يخالفهم في الرأي والتوجه السياسي, أشعر بالحزن والأسى عندما يموت جنودنا الأبرياء من الجيش والشرطة وغيرهم جراء العمليات الإرهابية التي تتبناها جماعة أنصار بيت المقدس "المجهولة", خاصة عندما نجد بعض أنصار الدكتور محمد مرسي يفرحون ويشمتون في من قُتل, وكذلك في المقابل نرى نفس الشماتة والفرحة من قبل أنصار المشير عبد الفتاح السياسي، وزير الدفاع المستقيل، وكارهي جماعة الإخوان المسلمين عندما تقمع قوات الأمن المتظاهرين وتسحلهم وتقتلهم على مرأى ومسمع الجميع.
نقول لكل من يشمت ويفرح لمقتل من يعارضه في الرأي, أنتم متطرفون فكريًا, وأغبياء لأنكم تناسيتم أننا شعب واحد، وأن كل ما يحدث في مصرنا العزيزة من أحداث عنف تخدم العدو الصهيوني, فأنتم أصبحتم جهلاء بتعاليم الدين الإسلامي الذي أكد أهمية التسامح والأخلاق الحميدة, وحثنا علي المحبة واحترام الآخرين, وحرم قتل النفس بغير حق, وجعل قتل النفس من الكبائر.
نعم وطننا يمر بأصعب مرحلة تاريخية غير مسبوقة في حياة الشعب المصري, رأينا فيها ما لم نره من قبل, رأينا الجثث والقتلى أمام أعيننا وعلي شاشات التلفاز لحظة بلحظة, رأينا العمليات الإرهابية والتفجيرات, كما رأينا استخدام العنف والقمع من قبل الأمن لتفريق المتظاهرين بل وصل الأمر لقتل المعارضين والصحفيين حتى اغتيال الأطفال معنويًا وجسديًا, وجميع هذه المظاهر مرفوضة تمامًا, ولذلك يجب علي كل مواطن أيًا كانت انتماءاته أو اتجاهاته السياسية أن يرفض القتل والعنف أيًا كان مصدره وأسبابه, وعلى الجميع أيضًا أن يرفضوا انتهاكات حقوق الإنسان، وأن يتصدوا لكل من يحاول إعادة الدولة البوليسية من جديد ولكن بالطرق السلمية التي كفلتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
يجب علينا جميعًا أن نعلم أن الدم المصري كله حرام, وعلى جميع وسائل الإعلام الكف عن خطاب الكراهية الذي تبثه كل لحظة بهدف تفكيكك الشعب وبث البغضاء في نفوس الجميع, فلا أعلم إلى أين ذهب عقول هؤلاء الإعلاميين والسياسيين الذين يفتحون النار على بعضهم البعض ليلًا ونهارًا ليحرضوا أنصارهم على قتل من يعارضهم في الرأي، وكل هذا بسبب السياسية والسلطة, فلعنة الله على الكرسي, ولتسقط السياسة طالما أصبح الدم مباحًا لدى البعض.