انتقد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، تصريحات بعض أعضاء اللجنة الرئاسية التي تبحث إطلاق سراح بعض المسجونين، وتكرارهم أكثر من مرة إنه لن يتم إطلاق سراح أى إخوانى، فقط لأنه إخوانى. وطالب حسين بإدراج الأخوان ضمن هذا العفو قائلا: إن أي شخص يعتنق فكر الإخوان، وتم سجنه دون أن يخالف القانون ينبغى أن يتم إطلاق سراحه فورا. وقال حسين إن أى شخص يعتنق فكر جماعة الإخوان، فهذا ليس مبررا لكى يتم سجنه موضحًا أن اعتناق أى فكر ليس جريمة، طالما أنها لم تقترن بأى تحركات وأفعال على الأرض تخالف القانون. وأضاف حسين في مقال له على صحيفة "الشروق" بعنوان "ضرورة إطلاق أى سجين إخوانى برىء": يفترض أن كل من يعرفنى أو قرأ لى منذ سنوات، يعرف موقفى المختلف تماما مع جماعة الإخوان وأفكارهم ومناهجها وطرقها وسياساتها، لكن هذا شىء، والدفاع عن المبادئ شىء آخر. وأشار إلى أن الحكومات والسلطات تحاسب الناس وتسجنهم، على ما يعتنقونه من أفكار متطرفة فسوف تضع ربع أو خمس العالم فى السجون. ولفت الكاتب الصحفي إلى أنه حتى أيام قليلة مضت كان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يطلق تصريحات عنصرية ولو حوسب هو وأنصاره على هذه الأفكار المتطرفة، لوجب سجنه، لكنه صار الرئيس المنتخب. وتابع : فى معظم بلدان أوروبا هناك حركات ومنظمات يمين فاشى عنصرى متطرف، يمكنهم أن يعلنوا عن أفكارهم، التي تتناقض مع معظم الأفكار الأوروبية التقليدية المؤيدة للحرية والتعددية والمناهضة للعنصرية والتطرف، ولكن لا يتم وضعهم فى السجون، هم يعبرون عن أنفسهم بكل حرية، ومن يتجاوز منهم يتم محاسبته بالقانون. وقال حسين : لدينا فى بلدان كثيرة ليس فقط معارضون متشددون، لكن لدينا ملاحدة وكافرون بوجود الله سبحاته وتعالى فهل نسجن هؤلاء أيضا؟ وشدد الكاتب الصحفي على أنه من حق اى شخص يعتنق كما يشاء من الأفكار مستدلا بقوله تعالى في القرآن الكريم: «لكم دينكم ولى دين»، ويقول أيضا: «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وبالتالى وإذا كان رب البشرية بأكملها قد حسم هذه القضية حتى يوم القيامية.. فهل نغيرها نحن الآن؟ وأكد انه من حق أى شخص أن يؤمن بفكر جماعة الإخوان الذى أراه وهو غالبية الأفكار الدينية متطرفا وسببا رئيسيا فى جزء كبير من تخلفنا لكن ليس من حق هذا الشخص أن ينزل إلى الشارع ويدعو لهذا الفكر، لأنه فى هذه الحالة يخالف القانون، الذى يعتبر جماعة الإخوان إرهابية وغير شرعية. واستطرد: يحق لأى مواطن أن يؤمن بفكر الإخوان، طالما أنه لا يمارس ذلك على أرض الواقع، أى لا يكون حركيا أو تنظيميا، نحن لا نستطيع أن نمنع الناس من الإيمان بأى شىء، فإذا كنا نعجز عن إقناع الناس ألا يكفروا بالله ويصبحوا ملحدين، فهل نجبرهم على عدم الإيمان بجماعة انضموا إليها منذ عشرات السنين؟ وحث حسين على الإفراج عمن ليس لديه تهم قائلا: أفضل شىء تفعله الحكومة وأجهزتها فى الأيام المقبلة أن تفرج عن أى مسجون يثبت أنه برىء بغض النظر إذا كان يؤمن بفكر الإخوان أو غيرهم. وأوضح حسين أن خروج أى إخوانى برىء من السجن يعنى إطفاء حريق ملتهب فى مكان ما ونزع فتيل قنبلة موقوتة ستنفجر فى أى لحظة. وتساءل الكاتب حسين :ما الذى يمنع من إطلاق سراح إخوانى برىء، ليمارس حياته الطبيعية، وفى اللحظة التى يتم ضبطه يمارس أى عمل تنظيمى فى إطار الجماعة، التى صارت محظورة وإرهابية يحق القبض عليه وسجنه من جديد. وأضاف أن إطلاق سراح أى إخوان برىء سيصب فى النهاية فى صالح الحكومة وأجهزة الأمن، لأنه أغلب الظن سوف يخرج من السجن ليركز على حياته الخاصة وحياة أهله وأقاربه. وبالتالى سيخفف من الاحتقان الشديد الموجود فى المجتمع.