كشف الدكتور عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين أنه انه وجه دعوة لقيادات الأقباط في مصر لتقديم أسماء ألف قبطي لخوض انتخابات المحليات المقبلة على قوائم الجماعة ، لكن هذه القيادات أكدت له استحالة ذلك . وقال العريان ، خلال مشاركته في الندوة التي عقدها صالون بن رشد مساء تحت عنوان " الإخوان المسلمون في البرلمان الجديد جماعة دينية لتقييد الحريات أم قوة معارضة سياسية " ، إن الإخوان لا يسعون لخوض انتخابات الرئاسة بأنفسهم ولكن يهدفون لإتاحة الفرصة أمام اختيار حر للرئيس. وأكد العريان أن الإخوان المسلمين بدءوا معركة الإصلاح والتغيير ، مؤكدا أن الجماعة لا تطلب شيئا لنفسها وأنها تجاوزت مرحلة المطالبة بالمشروعية السياسية منذ فترة ، مشيرا إلى أن الإخوان سيبذلون أقصى جهدهم لتحقيق الطموحات التي يعلقها عليهم جموع الشعب المصري. وأشار العريان إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة حملت دلالتين هامتين هما انتهاء النظام الحزبي الرسمي بجناحيه الحاكم والمعارض إلى جانب ضعف أداء العمل الجبهوي ، مشيرا إلى أن الجبهات التي تشكلت مؤخرا تحتاج للبحث والتطوير لكنه نفى في نفس الوقت انسحاب الإخوان من جبهة المعارضة الحالية وقال إن الإخوان لن يكونوا بأي حال من الأحوال سببا في انهيار هذه الجبهة. وقال العريان إن نواب الإخوان سوف يركزون على قضايا محاربة الفساد واصفا إياه بأنه أصبح مؤسسا ومنهجيا وان حجم النهب للمال العام وصل إلى مستوى خطير وانتقد العريان عدم حديث الرئيس مبارك عن إلغاء قانون الطوارئ في خطابه الموجه لمجلسي الشعب والشورى أمس الأول. وأعلن موافقة الإخوان على تشكيل أحزاب ذات مرجعية مسيحية وقال إن الدستور لا يمنع أيضا إنشاء أحزاب ذات مرجعيات إسلامية مشيرا إلى أن الجماعة عرضت ترشيح ألف قبطي على قوائمها في انتخابات المحليات القادمة إلا أن هذا الأمر قوبل برفض من الجانب القبطي لرفض الكنيسة. وأضاف العريان أن من أهم دلالات الانتخابات البرلمانية الأخيرة هي رغبة الشعب في تحقيق الإصلاح والتغيير والتي ظهرت في نسبة التصويت ، مؤكدا أن تحليل تلك الأصوات من جانب عدد من الخبراء لم يكن أمينا وكان الهدف منه بث اليأس في قلوب الناس من خلال القول بإن النسبة التي شاركت في الانتخابات كانت متواضعة في حين أن النسبة التي شاركت تعتبر جيدة قياسا إلى الأخطاء التي تشوب الجداول الانتخابية . واعتبر العريان أن الإخوان أصبح واجبا عليهم قيادة عملية الإصلاح في حالة تقاعس الآخرين ، والمشاركة معهم إذا أرادوا الإصلاح ، منتقدا خوف النخبة من الجماهير رغم أن تلك الجماهير أثبتت قدرتها على التغيير ونضجا سياسيا كبيرا . وأكد العريان انه لا توجد في البلاد ثقافة أو ديمقراطية حتى يهددها الإخوان كما يروج البعض مشددا على الحاجة إلى التجديد في قضايا الفقه الإسلامي لافتا إلى أن الإخوان لن يحصلوا على حزب سياسي عن طريق الصفقات كما فعل البعض ملمحا في ذلك إلى تجربة نشأة الحزب الناصري مشيرا إلى انه وحسب أدبيات الجماعة فإنهم يدخلون الآن مرحلة تحرير الوطن وإصلاح الحكومة حيث تعيش البلاد استقلالا زائفا . وأشار العريان إلى أن الإصلاح الدستوري والسياسي يأتي في مقدمة أولويات نواب الجماعة ، منتقدا إصرار البعض على اتهام نواب الإخوان في المجلس السابق بالتركيز على قضايا تتعلق بحرية الإبداع والفكر رغم أن النواب كان لهم أسهاما كبيرا في عدد كبير من القضايا وأهمها مواجهة الفساد وتزايد الدين العام وغيرها . وأكد العريان أن قوة الدفع التي نتجت عن الانتخابات البرلمانية والتي شاركت فيها الجماهير بشكل متميز يجب أن تستمر وان يتم استثمارها بعد التضحيات التي قدمها الناس بسبب إصرارهم على المشاركة ، مطالبا برد الاعتبار للنقابات المهنية والعمالية والجامعات والمؤسسات الحقوقية لإثبات الذات في المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر والتي إما أن تقود مصر إلى مستقبل أفضل أو تعيدها خطوات إلى الخلف ، مشيرا إلى أن تلك المرحلة تتطلب توافقا وطنيا من كافة القوى السياسية والوطنية في مصر . وفى رده على أسئلة الحضور ، أعرب العريان عن أمله في السماح للجماعة بإنشاء حزب سياسي يكون متاحا أمام كافة المواطنين دون تمييز، مبديا ترحيبه بأي مسيحي يترشح على قوائم الإخوان سواء في البرلمان أو اتحادات الطلاب أو النقابات . والمح العريان إلى أن غياب المؤسسة الدينية الرسمية اضر بالإخوان، نافيا أن الإخوان يحتقرون النخبة أو يستعلون على القوى الوطنية الأخرى ولكن ندعوهم للاندماج مع الجماهير، وإذا نجحنا في فتح الباب أمام حرية تشكيل الأحزاب فسيكون اختيارنا الفصل بين العمل الدعوى والعمل السياسي . من جانبه ، أثنى الدكتور عمرو الشوبكي على إدارة الإخوان للانتخابات البرلمانية قائلا إن الإخوان أداروا المعركة الانتخابية بكفاءة تنظيمية أحرجت الحكومة التي لجأت إلى البلطجة والتدخل الأمني والتزوير ، بعيدا عن المواجهة السياسية . وأضاف الشوبكي أن انهيار الأحزاب يعتبر أزمة للحكومة والمعارضة على حد سواء ، معتبرا أن هذا الانهيار انعكاس لازمة المناخ السياسي والقانوني وطالب الإخوان بالتركيز خلال الفترة المقبلة على توضيح أرائهم في قضايا المرأة والأقباط ورؤيتهم للإصلاح الاقتصادي ومواجهة التوريث . وأكد أن أمام الإخوان 3 ملفات هي التعديل الجذري لجداول الانتخابات ،وأزمة المعتقلين السياسيين ،وإلغاء العمل بقانون الطوارئ ، مشددا على ضرورة التعامل مع الإخوان باعتبارهم اكبر حركة سياسية في مصر . ورغم إشادته بدقة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين واستعدادها للتضحيات وإخلاصها في العمل فقد شن عصام سلطان القيادي بحزب الوسط " تحت التأسيس" هجوما حادا على ما وصفه بالخطاب الاستعلائي للجماعة وقياداتها في مواجهة أحزاب المعارضة خاصة بعد الانتخابات الأخيرة وانتقد سلطان مساهمة الإخوان في إسقاط عدد من رموز المعارضة في هذه الانتخابات مؤكدا انه كان الأجدر بالجماعة تقديم مصلحة الأمة على مصلحتها والمساهمة في إنجاح هؤلاء الرموز وإدخالهم للبرلمان وليس العكس. وقال سلطان إن على نواب الإخوان مواجهة ثلاث قضايا رئيسية هي شرعية الحكم وقضايا الحريات وقضايا الفساد وهى قضايا يجب أن يقدم نواب الإخوان استقالتهم من البرلمان في حالة إخفاقهم في تحقيقها. وأكد سلطان عدم وجود أية علاقة للجماعة بحزب الوسط نافيا ما يردده المرشد العام مهدى عاكف عن مساهمته في تأسيس الحزب وقال سلطان إن الجماعة وعلى عكس ذلك أرسلت محامين للتضامن مع محاميي الحكومة في طلب رفض إنشاء الحزب.