قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, إن حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 , سببت انقساما خطيرا في المجتمع الأمريكي, من شأنه أن يهدد بشدة نظامها السياسي. وأضافت الصحيفة في تعليقها على انطلاق السباق الرئاسي الأمريكي, أن النظام السياسي الأمريكي يترنح, مهما كانت نتيجة الانتخابات, التي كانت أخطر اختبار للديمقراطية الأمريكية. وتابعت: "حديث المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن تزوير الانتخابات قبل انطلاقها, أساء كثيرا للديمقراطية الأمريكية, كما أن الرئيس الجديد سيجد صعوبة كبيرة في ممارسة الحكم في ظل الانقسام غير المسبوق, الذي ظهر خلال الحملات الانتخابية". وأشارت الصحيفة إلى تصريح للرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن, قال فيه: "إن البيت المنقسم لا يمكن أن تقوم له قائمة", وتابعت " بالنظر إلى أن التعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي هو أساس الديمقراطية الأمريكية, فإن انتخابات 2016 أنهت فيما يبدو هذا التعاون, وأصبح الانقسام اللغة السائدة, وهو التطور الأخطر في التاريخ الأمريكي". وكانت صحيفة "ميل أونلاين" البريطانية, كشفت أيضا عن ظهور ميليشيات مسلحة داعمة للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب, أبرزها ميليشيا "قوة أمن ال 3%", ومليشيا "كو كلوكس كلان". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 نوفمبر, أن هذه الميليشيات المتطرفة هددت باستخدام السلاح وإثارة الاضطرابات في الولاياتالمتحدة في حال فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ونسبت الصحيفة إلى أحد زعماء ميليشيا "كو كلوكس كلان", وهو راعي الكنيسة بولاية أركنساس الأب توماس روب, قوله :"إن ترامب سيجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى", وتابع " ما جعل أمريكا عظيمة, أنها كانت بلادا للبيض المسيحيين, وترامب سيجعل أمريكا مرة أخرى جمهورية مسيحية بيضاء", حسب تعبيره. أما بالنسبة لميليشيا "قوة أمن ال 3%", فقد بدأت - حسب "ميل أونلاين"- تدريبات على استخدام السلاح في إحدى الغابات بولاية جورجيا، وحشدت أنصارها لإثارة اضطرابات أهلية في حال فوز كلينتون. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن الانقسام في المجتمع الأمريكي, الذي تسبب فيه المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي نحو البيت الأبيض دونالد ترامب, وتسميمه المناخ السياسي, لن ينتهيا بنهاية انتخابات الرئاسة. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 7 نوفمبر, أن الضرر الذي ألحقه ترامب بأمريكا لن يزول بخسارته الانتخابات، إلا أن هزيمته ضرورية لاستعادة أمريكا عافيتها. وتوقعت الصحيفة تآمر الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي على الرئيسة المحتملة هيلاري كلينتون, وقالت: "من المرجح أن يعمل الجمهوريون في الكونجرس بكل ما يستطيعون لإنهاء فترة رئاسة كلينتون قبل إكمال سنواتها الأربع بالتآمر والتواطؤ مع وسائل الإعلام المحافظة المعادية لها, والجناح اليميني داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي".