كشف خبراء سياسيون عن قلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، إزاء قرارات الاتحاد الأوروبي بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وتدهور العلاقات مع إيطاليا عضو الاتحاد الأوروبي. وأرجع الخبراء، السبب وراء ذلك إلى تخوفه من فقدان الدعم السياسي والاقتصادي الأوروبي، حيث تربطه بهم استثمارات على المستوى "الأورومتوسطي" باعتبار مصر معبرًا هامًا للدول الأوروبية. وقال السيسي خلال استقباله صباح الأربعاء الماضي، وفداً من لجنة العلاقات مع دول المشرق بالبرلمان الأوروبي برئاسة "ماريزا ماتياس"، إنه رغم تثميننا لاهتمام البرلمان الأوروبي بالأوضاع في مصر، إلا أننا نعتبر أن هناك مبالغة في عدد القرارات الصادرة عنه حول الشأن المصري، والتي وصلت إلى 14 قراراً خلال خمس سنوات. وأكد أهمية أن يتفهم الجانب الأوروبي حقيقة الموقف في مصر، وأن يتعرف مباشرة من المواطنين المصريين على تقييمهم للتطورات، التي شهدتها البلاد. وقال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن جميع قرارات البرلمان الأوروبي حول الأزمات الموجودة في مصر غير مقلقة، مضيفًا: "مفيش حاجة اسمها قانون دولي والمصلحة فقط هي المتحكمة في قرارات الدول"، مشيرا إلى أنهم لن يتخذوا أي إجراءات تتعارض مع مصلحتهم. وتابع ل "المصريون": "هذا الكلام بشأن تصفية المعارضة والتعذيب "كلام في المولد"، موضحًا أن دول الاتحاد الأوروبي لا تتخذ مواقف سياسية متشابهة. وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي من أكثر الدول التي تنتهك فيها حقوق الإنسان والأسرى، لافتًا إلى أن عدم احترامهم للمواثيق والمبادرات التي يتشدقون بها ليل نهار وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. من جانبه، قالت الدكتورة نهى بكر، الخبير في العلاقات الدولية، إن الرئيس السيسي حريص كل الحرص على كسب ثقة البرلمان الأوروبي، مشيرة إلى خوفه وحرصه على العلاقات الاقتصادية التاريخية والتعاون بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي. وأضافت ل"المصريون"، أنها تعتبر قرارات البرلمان الأوروبي تجاه مصر مجحفة وبها مبالغات خاصة فيما يتعلق بالاختفاء القسري ومنع دول الاتحاد من عقد اتفاقيات تسليح مع مصر، موضحة أن البرلمان الأوروبي يمثل ضغوطا كبيرة على مصر، إلا أن عدم إلزامية قراراته للدول التابعة له يصب في مصلحة البلاد. وأشارت إلى أن مصر تعد مفتاح استقرار الدول الأوروبية، وخير دليل على ذلك زيارة وفد البرلمان إلى مصر. وتابع: "كما تربطها بمصر شراكات تجارية تحرص عليها، وبينها وبين فرنسا تعاون فيما يخص صفقات السلاح ومبادرات كمبادرة البحر المتوسط والحوار الأورومتوسطي والشراكة المتوسطية ببرشلونة".