أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه على الرغم من تثمين مصر لاهتمام البرلمان الأوروبى بالأوضاع فى البلاد، فإننا نعتبر أن هناك مبالغة فى عدد القرارات الصادرة عنه حول الشأن المصري، والتى وصلت إلى 14 قراراً خلال خمس سنوات. وأكد الرئيس - خلال استقباله أمس وفدا من لجنة العلاقات مع دول المشرق بالبرلمان الأوروبى برئاسة ماريزا ماتياس بحضور سامح شكرى وزير الخارجية - أهمية أن يتفهم الجانب الأوروبى حقيقة الموقف فى مصر، وأن يتعرف مباشرة من المواطنين المصريين على تقييمهم للتطورات التى شهدتها البلاد. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى أكد خلال اللقاء، حرص الدولة على ترسيخ قيم الديمقراطية وسيادة القانون والمواطنة، وعملها على إعلاء الحريات وحقوق الإنسان بمفهومها الشامل الذى يتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، مؤكداً أن التغيرات التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية رسخت مفهوم أن إرادة الشعب المصرى هى التى تحّكُم. كما تطرق الرئيس إلى ما تبذله مصر من جهود لمكافحة الإرهاب والتطرف وتدعيم الأمن والاستقرار. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى أكد حرص مصر على تطوير علاقاتها بدول الاتحاد الأوروبى ومؤسساته، لاسيما بالنظر إلى كون الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى لمصر. وأشار إلى أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال تلك الفترة على ضوء ما تشهده من تحديات ومخاطر مشتركة تؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا مثل انتشار التطرف والإرهاب وأزمة الهجرة واللاجئين، مؤكداً أهمية إدراك جذور وأسباب تلك التحديات، وعدم تقييم الأوضاع فى المنطقة من منظور أوروبى أو غربى فحسب بالنظر إلى اختلاف الظروف والتحديات الداخلية والإقليمية. ونوه الرئيس بارتباط الأمن الأوروبى بشكل مباشر بأمن واستقرار دول المنطقة على ضوء قربها الجغرافى من أوروبا، وهو ما يتطلب من الاتحاد الأوروبى العمل على مساندة دول المنطقة وتمكينها من التغلب على ما تواجهه من صعوبات. واستعرض الرئيس خلال اللقاء تطورات الأوضاع على الصعيد الداخلي، حيث تناول الجهود التى تقوم بها الحكومة فى سبيل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والخطوات التى تتم بهدف توفير مناخ جاذب للاستثمار، فضلا عن تنفيذ المشروعات القومية التى توفر فرص العمل للشباب. وذكر السفير علاء يوسف أن رئيسة الوفد الأوروبى أكدت خلال اللقاء اهتمام الاتحاد الأوروبى بتعزيز التعاون مع مصر ومواصلة الحوار معها، مؤكدةً ما يربط بينهما من مصالح مشتركة وما يوليه الاتحاد الأوروبى من أهمية لاستقرار مصر والمنطقة. كما رحبت بالحوار مع مجلس النواب المصرى وتعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين. وأشادت ماريزا ماتياس بالقرارات التى اتخذها الرئيس السيسى خلال المؤتمر الوطنى للشباب فيما يتعلق بمراجعة موقف الشباب المحتجزين وقانون التظاهر، مؤكدةً على ما تمثله تلك القرارات من رسائل مهمة تعكس الالتزام بالقيام بإصلاحات حقيقية وإتاحة مجال أكبر للمجتمع المدني. وأشار أعضاء الوفد الأوروبى إلى أن زيارتهم لمصر سمحت لهم بالتعرف عن قرب على الوضع فى مصر وطبيعة التحديات التى تواجهها داخلياً وخارجياً. وأشادوا بما تم تحقيقه على مدى العامين الماضيين على صعيد التحول الديمقراطى وتدعيم الاستقرار. كما أكدوا أهمية تعزيز التعاون مع مصر فى المجالات التنموية مثل التعليم وإطلاق مزيد من برامج التعاون لدعم جهود مصر فى سبيل تحقيق التنمية الشاملة. كما أعربوا عن أملهم فى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر بما يساهم فى النهوض بالاقتصاد وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب. وقد شهد اللقاء تباحثاً حول التطورات التى تشهدها الأزمات الإقليمية المختلفة والجهود المصرية فى كل منها، وعلى رأسها ليبيا وسوريا، حيث أكد الرئيس السيسى الأهمية القصوى للتنسيق المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبى حول هذه القضايا بما يساهم فى التوصل لتسويات سياسية تحفظ وحدة الدول التى تشهد أزمات وسلامتها الإقليمية وتصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.