سلط الكاتب الصحفي فهمي هويدي، الضوء على أزمة السيول التي ضربت عددًا من محافظات الجمهورية، مفسرًا السر وراء عدم إمكانية التوظيف السياسي لاتهام أهل الشر بأنهم وراء إغراق 6 محافظات. وتساءل هويدي: هل هناك مؤامرة وراء هجوم السيول التي أغرقت وخربت ست محافظات فى مصر، فى توقيت متزامن مع ختام مؤتمر الشباب في شرم الشيخ؟ مجيبًا: لا أستبعد أن يكون البعض قد طرح السؤال، بعدما درجنا على إرجاع العديد من النوازل التي حلت بنا إلى مؤامرات «أهل الشر» الذين يتربصون بمصر ولا يرجون لها خيرًا. وعلل هويدي، السبب وراء اختلاق البعض لنظرية المؤامرة تجاه السيول بقوله: لا تستغرب، فقد حدث ذلك حين أغرقت الأمطار مدينة الإسكندرية. وقيل إنهم (أهل الشر) سدوا البلاعات، وحين شح الدولار وانفلت عياره، وحين اختفت أسطوانات البوتاجاز وحين تكرر انقطاع التيار الكهربائى وتم تسريب أسئلة الامتحانات. وأخيرا حين شاعت البلبلة فى البلد وخيم عليها «التشاؤم». وأضاف هويدي في مقال له على صحيفة "الشروق" بعنوان «مؤامرة» السيول": كل ذلك كانت الأبواق تسارع إلى رفع العتب والإشارة إلى مخططات أهل الشر متابعا: وكانت خيوط المؤامرة تسرب إلى وسائل الإعلام ووراءها أجهزة التوجيه المعنوى وتحريات الأمن الجاهزة، التى لم تقصر فى التعبئة والشحن لتصفية الحسابات والتساوق مع الريح السياسية. وأشار الكاتب الصحفي إلى أن مشكلة السيول رغم توفر بعض شواهد التآمر فيها، إلا أنه ثمة صعوبة جمّة فى التوظيف السياسى لها ذلك أن إغراق ست محافظات وترويع سكانها شهادة على أن مصر «مستهدفة». كما يثير الانتباه ويرفع من وتيرة الشك أن يتزامن انطلاق السيول فى أجواء السخط العام الذى يعم البلد بسبب الغلاء الفاحش ومع ختام مؤتمر الشباب الذى كان بمثابة عرس نظمته الرئاسة وكان الرئيس أبرز نجومه. وأوضح أن ما يثير التساؤل أن تجتاح السيول محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء الواقعتين فى محيط شرم الشيخ فتحدث ما أحدثته من دمار وغضب ثم تقطع طريق عودة المشاركين فى المؤتمرومن ثم فإن حبك التهمة لن يستعصى على جهات الاختصاص مؤكدًا أن المشكلة الكبرى تكمن فى الجهة أو الجهات التى يمكن أن ينسب إليها التآمر ويتم بناء على ذلك إلقاء القبض على «الخلية» التى افتعلت الأزمة. وقال هويدي إنه لا يستبعد أن يستشهد أحد خبراء مكتب نسج المؤامرات بفكرة «مجلس إدارة العالم» التى أطلقها أحد الخبراء من زملائه فى العام الماضى، وأعلن على شاشة التليفزيون أن المجلس المذكور بمقدوره أن يطلق الأعاصير ويفجر البراكين ويحرك الزلازل لافتا إلى أن من يدبر كل ذلك سيكون بوسعه أن يسلط السيول الجارفة نحو أى هدف يراد إغراقه وتخريبه. وتابع: هى فكرة لا تخلو من جاذبية، رغم أنها لم تؤخذ على محمل الجد حينذاك وصارت مثيرة للتندر والسخرية إلا أن التوظيف السياسى لها قد يحدث مفعولًا عكسيًا، لأن الحديث عن «أخونة» مجلس إدارة العالم يجهض الفكرة ويحولها من خرافة إلى كذبة أو نكتة كبرى. وعن المتسبب الحقيقي لهذه الأزمة قال هويدي إنه إزاء انسداد أبواب الافتعال والتلفيق، لم يكن هناك مفر من الكف عن دفن الرءوس فى الرمال والاعتراف بأن الكارثة منتج محلى صرف، وأنه إذا كانت هناك مؤامرة، فإن أيدينا هى التى نسجتها من خلال الإهمال الجسيم وسوء التدبير. ولفت إلى أن السيول لها موعد سنوى، ولها طرق تسلكها، ولم يتحسب أحد للموعد (رغم أن مصلحة الأرصاد نبهت إليه قبل شهر من الكارثة) ولا عولجت أو روعيت الطرق بما يحول دون تحول السيول إلى كارثة سنوية.