الجهادي أحمد سلامة مبروك القائد الفعلي لتنظيم "أنصار بيت المقدس" والذي استطاع الإفلات من محاولات القبض عليه بعد 30 يونية ليختفى تماما عن الأنظار وتنقطع كل خيوط البحث عنه، عاود الظهور مرة أخري بدون سابق إنذار في شريط مصور لجبهة النصرة قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة، مطلع العام الجاري، وهى المعلومة الأولى عنه منذ اختفائه عقب 30 يونيو. مصادر في جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا-، كشفت أن مبروك وصل إلى سوريا عام 2014 وليس 2016 قبيل الشريط المصور الذي ظهر فيه لأول مرة، ولكنه ظل مختفيا تماما عن الأنظار دون الكشف عن أي معلومات عنه لأسباب أمنية. وقالت المصادر ل "مصر العربية"، إن مبروك خرج من مصر في الربع الأخير من عام 2013 أي عقب بضعة أشهر فقط من 30 يونيو، واتجه إلى ليبيا متسللا عبر الحدود بين البلدين. وأضافت أنه ظل في ليبيا بضعة أشهر أخرى، قبل أن يتجه بعدها إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة، قبل فك الارتباط عن تنظيم القاعدة. وتابعت أن "أبو الفرج المصري"، لم يكن المسؤول الشرعي لجبهة النصرة كما يدعي البعض حيث كان نائبا للجولاني، وكان له دورا بارزا في تأسيس ما يعرف ب "دار القضاء"، ويعتبر هو مؤسسه، إضافة لبعض طلاب العلم بسوريا. وحول دوره الحقيقي في فك ارتباط النصرة عن القاعدة، لاعتبار وجود علاقة تاريخية مع زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري، شددت المصادر، على أنه لم يكن لمبروك دور إلا من خلال مجلس شورى النصرة، الذي كان عضوا فيه. وزادت حول دور مبروك في جبهة النصرة، بأنه كان رئيسا للجنة تعرف ب"المتابعة"، ودورها الإشراف على كل الجوانب الإدارية للجبهة، فقد كان يشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة. وأوضحت المصادر ذاتها، أن القيادي الجهادي، كان يتابع بنفسه إعداد المعسكرات الجديدة للنصرة ودائم التحرك على مختلف الجبهات، ورغم التحذيرات له بعدم التحرك كثيرا منعا لاستهدافه إلا أنه كان يرفض بشدة. وكشفت عن جانب من جهود مبروك لتوحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة، حيث كان دائم الاجتماع مع الفصائل منذ وصوله للشام، وبالأخص حركة "أحرار الشام". ونشر مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية، هاني السباعي، عدد من المحطات في تاريخ أحمد سلامة مبروك، حيث أنه أحد مؤسسي جماعة الجهاد المصرية وعضو مجلس الشورى، وتخرج في كلية الزراعة. وكان مبروك صديقا لرائد المدرعات عصام القمري والمهندس محمدعبد السلام فرج صاحب الفريضة الغائبة، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. حكم عليه بالسجن7سنوات في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وسافر بعدها لأفغانستان خلال مواجهة الاتحاد السوفيتي في معارك جلال آباد وخوست. أسس مع الظواهري وآخرون معسكرات تدريب بأفغانستان، وبعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، تم طردهم من باكستان وأفغانستان، فسافر إلى اليمن والسودان، ثم حاول دخول الشيشان فاعتقل في داغستان ولم تعرف المخابرات اسمه الحقيقي، وأفرج عنه وتوجه إلى أذربيجان حيث اختطف بمعرفة المخابرات الأمريكية ورحل إلى مصر. وحكم عليه بالمؤبد عام 1998 في قضية المعروفة إعلاميا ب "العائدون من ألبانيا"، وأفرجت عنه النيابة العسكرية في 2012، قبل أن يغادر مصر في 2013 إلى سوريا.