القطري: النظام خائف.. ويسري: يحاول بكل الطرق الحفاظ على بقائه شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات في العديد من المحافظات خلال الأيام الماضية، بهدف إجهاض دعوات التظاهر في 11نوفمبر المقبل، المعروفة إعلاميًا ب"ثورة الغلابة" اعتراضًا على الأوضاع المعيشية التي يعانى منها المصريون في ظل موجة الغلاء السائدة. وفي أسيوط، ألقت مباحث مركز سليم فجر الخميس، القبض على المواطن "شرشوب همام"، وذلك بعد ظهوره فى مقطع "فيديو" قبل أيام يطالب فيه الرئيس السيسي، بالرحيل وينتقد فيه سياسة الحكومة وبعض الإعلاميين الموالين للنظام. وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية، الخميس، إن شرشوب، وهو عامل زراعي، يبلغ عمره 36 عامًا، سبق اتهامه فى 16 قضية متنوعة تشمل النشل والضرب والمخدرات والتحريض على الفتنة الطائفية، وأنه مطلوب ضبطه وإحضاره. وأضاف البيان، أن "شرشوب" ظهر بشخصه لمدة 12 دقيقة و43 ثانية، يتناول بعض العبارات والألفاظ التى تحتوى على السب والقذف لرموز الدولة والإعلاميين وتحريض المواطنين ضد سياساتها، وبمواجهته اعترف بما تقدم، وجار استيفاء مناقشته بمعرفة الأمن الوطني، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وكان "شرشوب"، نال شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد بثه لفيديوهات تطالب السيسى بالرحيل، وتسخر من الإعلاميين الموالين له، وتصفهم بأنهم "زبالة"، مشددًا على ضرورة رحيل السيسى "بالذوق"، وإلا "هننزل ضده شايلين أكفاننا"، فيما تساءل أحد النشطاء: "تخيلوا الرجل ده.. هيعيش بعد كده؟". وفي سوهاج، اعتقلت قوات الأمن، فتحي موسى عقدة، معلم المواد الشرعية بمعهد شطورة، من منزله، واقتادته لجهة غير معلومة. في الوقت الذي تكثف فيه جهودها للوصول إلى مصطفى عبده، صاحب الفيديو الشهير "خريج التوك توك"، بعدما ترددت أنباء حول تواجده بمنزل أحد أقاربه بقرية "أم دومة" دائرة مركز طما شمالى المحافظة، هو وزوجته وطفلاه: "حنين"، وعمرها عام، و"عبد العظيم"، وعمره عامان ونصف العام. وفى بنى سويف، ما زالت قوات الأمن تخفى قسرًا المواطن محمد سيد حسين زكى 33 عامًا، ويعمل باحثًا كيميائيًا بمركز البحوث الزراعية، وهو متزوج وأب لطفلين، وكانت قد استوقفته بإحدى الكمائن، ولم يستدل على موطن احتجازه. وشهدت محافظة بورسعيد، مظاهرات للمطالبة برحيل المحافظ اللواء عادل الغضبان وذلك بسبب رفع سعر الإسكان الحكومى، ألقت أجهزة الأمن خلالها القبض على 25 من المتظاهرين، بينهم 5 نساء. وأصيبت سيدة بجروح وكسور فى أثناء عملية فض التظاهرات. فيما أكدت مصادر، أن المتظاهرين المعتقلين تم احتجازهم بمعسكر قوات الأمن بعد تحرير محاضر لهم، واتهامهم بإثارة الشغب، وتكدير الرأى العام. وفي المنوفية، ألقت قوات الأمن القبض على الصحفية شيرين سعيد بخيت، بمدينة بركة السبع، واعتقلتها بشكل تعسفي، دون إذن من النيابة العامة، واقتادتها إلى جهة غير معلومة، برغم أنها أم لأربعة أطفال، كما ألقت قوات الأمن القبض على أشرف عبد المنعم، الذى يعمل مدرسًا، ويبلغ من العمر 35 عامًا. وفى محافظة الشرقية، شنت قوات الأمن حملة مداهمات مكبرة على العديد من البيوت بمدينتى أبو كبير والقرين، ما أسفر عن اعتقال ثمانية، معظمهم من الطلاب. وقال شهود عيان، إن قوات الأمن اقتحمت مدينة القرين، فى الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، فى حملة استمرت ساعات، وروعت الأطفال والنساء بعدما داهمت العديد من منازل الأهالي، ما أسفر عن اعتقال كل من: محمد مهدي، حاصل على بكالوريوس لغات وترجمة، وشقيقه عبدالرحمن مهدي، حاصل على بكالوريوس علوم، وحامد الشورى، ومحمد على الشورى، الطلاب بالصف الثالث الثانوي: عمرو مصطفى، وأسامة محمد، ومحمد على عزازي. كذلك شنت قوات الأمن، حملة مداهمات على بيوت الأهالى بمدينة أبوكبير، واعتقلت محمد أشرف زايد، الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات بأكاديمية الدلتا بالمنصورة، وحطمت أثاث المنزل، وروعت ذويه، كما اعتقلت المهندس بلال شحاتة من منزله بقرية هربيط التابعة لمدينة أبو كبير، واقتادته لجهة غير معلومة. وفى محافظة الجيزة، استمرت قوات الأمن فى الإخفاء القسرى للشيخ محمد زرزور، وهو إمام وخطيب مسجد، عقب اعتقاله من منزله بكرداسة في11أكتوبر الجارى ولا يعرف مكانه حتى الآن، فيما حملت أسرته السلطات مسئولية سلامته، وطالبت بالإفصاح عن مكان احتجازه، والإفراج عنه. كما أسفرت حملة لقوات الأمن على قرية ناهيا، عن اقتحام منازل محمد شبايك، ومحمد مطرة، والقبض عليهما، بجانب أحد الأهالى من الطريق. وكانت قوات الأمن بالجيزة، قامت صباح الاثنين بتصفية المواطن أشرف إدريس عطية القزاز، البالغ من العمر 35 عامًا، ويقيم بمنطقة كرداسة. وفى محافظة الدقهلية، اعتقلت قوات الأمن، محمد حسين عبدالفتاح، الطالب بكلية الهندسة بجامعة الأزهر. وفي البحيرة، استمرت قوات الأمن فى الإخفاء القسرى لعبداللطيف شحاتة الديب، لليوم العاشر على التوالى منذ اعتقاله، حيث قامت قوات الأمن بالإسكندرية بالتعدى عليه أمام أسرته حتى نزف الدماء من وجهه، وقامت بتحطيم محتويات المنزل، وأخذوا أموال النساء وذهبهن، وتم اقتياده لجهة غير معلومة. وفى الغربية، ألقت قوات الأمن القبض على عماد الزغبي، وهو مدرس بمدرسة الجيل المسلم. وفى دمياط، ألقت قوات الأمن القبض على محمد الدقدوسي، وتم إخفاؤه قسرًا ثم عرضه على نيابة شطا، التى قررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق. وقال عميد الشرطة السابق، محمود القطري، إن "الاعتقالات التي تشنها الداخلية خلال هذه الفترة يقف خلفها خوف النظام من الدعوات المنادية للتظاهر فى 11/11"، مشيرًا إلى أن "النظام يواجه الدعوة إلى التظاهر عن طريق اعتقال المعارضين والداعين لها". وأضاف القطري ل"المصريون"، أن "النظام يستطيع إلصاق العديد من التهم لهؤلاء المعارضين، أبسطها تهمة الانتماء لجماعة إرهابية والتى أصبحت تهمة من لا تهمة له". وتابع:"سيتم اعتقال أبرياء كثر خلال تلك الاعتقالات، والنظام لن يفرق بين الظالم والمظلوم، بل يكون همه فقط الحفاظ على نفسه". فيما رأى السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حملة الاعتقالات فى عدة محافظات تأتى نتيجة قيام البعض بالدعوة للتظاهر فى 11 نوفمبر، ضد الغلاء وارتفاع الأسعار التى يعانى منه الجميع فى تلك الفترة. وأضاف يسرى ل"المصريون": "النظام الحالى سيقوم باعتقال كل من يقوم بمهاجمة النظام ومن يشك فيه بأنه يدعو للتظاهر، بالإضافة إلى اعتقال غالبية المعارضين حتى يمر ذلك اليوم ثم يقوم بالإفراج عنهم". وأوضح، أن "هذا الأسلوب متبع منذ حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك"، مشيرًا إلى أن "النظام السابق كان يقوم بالاتفاق مع المعارضين ومع جماعة الإخوان المسلمين بأن يقوم باعتقالهم مدة محددة ثم يقوم بالإفراج عنهم بعد مدة معينة". وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: "النظام الحاكم يحاول بكل الطرق الحفاظ على نفسه وعلى بقائه، موضحًا أن ذلك ليس بغريب عليه أو جديد فقد صرحوا من قبل بضرورة التضحية بجيل أو جيلين حتى تنهض مصر، ليس هذا فقط بل يطالبون المواطنين بالجوع وتحمل الفقر، على الرغم من عدم قيامهم بأى شىء يدعم ذلك".
