نظم عدد من أهالي المختفين قسريًا، اليوم الاثنين، وقفة على سلالم نقابة الصحفيين، للمطالبة بسرعة الإفراج عن ذويهم أو البحث عنهم، خاصة أن معظم المختفين طلبة في كليات مرموقة، وذلك لاستكمال ما تبقى من دراستهم، على حد قولهم. وقالت بدرية سيد عبده، والدة عمر محمد علي، طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر, وحارس مرمى نادي الزمالك لقطاع الناشئين، المختفي قسريًا منذ 14 /8 /2013: "إن هذا العام الدراسي الرابع لابني عمر منذ فض اعتصام رابعة أثناء توجهه لكلية الهندسة للكشف عن النتيجة الدراسية", موضحة أنها اتخذت كل الإجراءات القانونية بجانب تحليل ال"Dna" وما زالت النتيجة سلبية.
وتابعت: "أنا عايزة اعرف مصير ابني"، مؤكدة أن هناك رسائل تأتي لنا بأن عمر على قيد الحياة، ولكن لا أحد يريد أن يفصح عن مكانه.
وأضافت أن الأسرة بأكملها تعاني من اختفاء وغياب عمر، لافتة إلى أنهم وثقوا اسمه وبياناته بجميع المنظمات الحقوقية، فضلاً عن تقديم شكوى دولية للأمم المتحدة. وطالبت والدة المختفي قسريًا، السلطات والجهات المسئولة بالإفصاح عن مكان ابنها. وأكدت، أن وضع الشباب في مصر سيئ جدًا وحقوقهم ضائعة، في ظل وجود الاختفاء القسري.
وفي ذات السياق، قال إبراهيم متولي، المحامي ومنسق عام رابطة أسر المختفين قسريا، ووالد أحد المختفين قسريًا منذ ثلاث سنوات, إن مشاركتي في هذه الوقفة ليست بشأن ابني فقط، موضحًا أن المشاركة تشمل جميع المختفين قسريا.
وتابع أن الوقفة كانت على سلالم نقابة الصحفيين، ولكن للأسف الأمن منعها، وتم القبض على عدد من المصورين الصحفيين قبل بدء الوقفة.
وأضاف:"أننا في بداية عام دراسي جديد ننظر إلى الطلاب ولا نجد أبناءنا في صفوف هؤلاء الطلبة، مما يثير الخوف والقلق على أبنائنا, وخاصة أننا نعيش في ألم بسبب الفقدان".
وطالب متولي، النائب العام بفتح تحقيق موحد للاختفاء القسري بشكل محايد ونزيه, وتبنى الإعلام للقضية بشكل موسع لإظهار الحقيقة.
وأوضح والد المختفي قسريًا، أن الاختفاء القسري أمر صعب على الأهالي ولا يتحمله بشر، مؤكدًا أن هناك شهود عيان أثناء إلقاء القبض على ابنه من جانب قوات الشرطة ومع ذلك لا نعلم عنه شيئًا.
وبدوره، قال الصحفي أبو المعاطي السندوبي، أثناء مشاركته في تلك الوقفة، إن ظاهرة الاختفاء القسري تحمل في مضمونها عدم احترام مكانة وقيمة الإنسان، وأن الدولة هي المسئولة عن هذه الظاهرة. وتابع: "أن النظام الحالي ينفي ظاهرة الاختفاء القسري رغم وجود وقائع تؤكدها تظهر بعد فترة من الزمن داخل المحاكم".
وأوضح السندوبي، أن هذا سلوك عصابي وليس أسلوب دولة تحترم القانون وتقدس حريات الأشخاص بأن يكونوا واضحين في اتهامات موجهة لهم, معتبرا أن الدولة التي تمارس الاختفاء القسري تثير حالة من الرعب والهلع في نفوس المواطنين لمنعهم في المشاركة في الحياة العامة.
