يعتبر الاختفاء القسرى من وسائل الموت البطيء للمواطن المصري سواء داخل مصر أو خارجها, وتعرض الكثير من الموطنين للاختفاء القسري، الفترة السابقة، وصرخت أمهات المختفين على سلم نقابة الصحفيين في استغاثة للمطالبة بعودة أبنائهم المختفين لفترات تجاوزت الشهور. قالت والدة أحمد إيهاب النجار الطالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر والمختفي قسريا، إن نجلها مختف منذ ما يقرب من 5 أشهر ولا تعلم عنه شيئًا حتى الآن. واستطردت أم أحمد وهى تبكى إن قوات الأمن اقتحمت المنزل وأخذته من فراشه بدون إذن نيابة، في يوم 13 نوفمبر 2015 ومنذ ذلك التاريخ ونحن نبحث عنه في مختلف السجون دون جدوى. وأضافت ل"المصريون"، أن ما يحدث الآن ما هو إلى تحطيم لمعنويات وآمال وطموحات الشباب في العيش بسلام داخل المجتمع، وتساءلت هل يستطيع أي مختف قسرا أو معتقل بعد خروجه أن يتقبل فكرة العيش داخل البلد، بعدما تعرض لظروف اعتقال وحشية. وقال الطفل يوسف إيهاب شقيق أحمد المختفي قسرا، إنه يطالب بمعرفة مكان احتجاز شقيقه ، قائلا" نفسي أعرف هما أخدوه ليه وودوه على فين، أخويا كان حصل في الثانوية الأزهرية علي مجموع 97٪ ، كيف أذاكر واخويا محبوس ومش عارف إذا كان حي أو ميت" . وقالت والدة المختفي قسرا عمرو عبد الرحمن أحمد، إن ابنها تم إلقاء القبض عليه من داخل الأراضي الكويتية أثناء زيارتهما لوالده ، 1 أكتوبر 2015 ، وعندما استفسرت من قوات الأمن الكويتية عن أسباب اعتقاله كان جوابهم إن السلطات المصرية هي التي أمرت بالقبض عليه دون توضيح أية أسباب. وتابعت أنه تم ترحيله وتسليمه لقوات الأمن المصرية ، بعد شهر من اعتقاله، لافتة إلي أنها طرقت جميع الأبواب لمعرفة مكان احتجازه سواء في المطار أو مكاتب الترحيل فكانت الإجابة إن المسئولين في هذه الجهات لا يدلون بأية معلومات عن المختفين قسرا ، وان امن ألدوله هي المسئولة عن ملف ابنها . قالت إحدى زوجات المختفين قسرا وتدعى جيهان عبد العزيز، إن زوجها مختف منذ 3 سنوات ولا تعرف عنه أي شيئا، مشيرة إلى أنها تريد أن تعرف مكانه وهل هو على قيد الحياة أم لا. وأضافت والدة المختفي قسرا عبد الحميد محمد عبد السلام، أن ابنها مختف منذ ما يقرب من 3 سنوات أيضا وأنها تقدمت بشكوى للنائب العام ولمعظم الجهات المختصة داخل الدولة، ولكنهم لم يفيدوها بشيء, وأن ابنها عبد الحميد لا يوجد لديها غيره من الأولاد وقد توفى والده من الحزن عليه. وأعربت عن مدى الحزن الذي يصيبها بسبب اختفاء ابنها قائلة "إحنا فين المفروض إننا في دولة لا قانون ودستور أما اللي بيحصل ده يدل إن إحنا في غابه دا حتى الغابة لها قانون". وفى سياق متصل، قالت والدة المختفي عمرو إبراهيم عبد المنعم إن ابنها كان طالبًا في بكالوريوس الهندسة وأنه غادر البيت ليشترى طعام الإفطار ولم يرجع من يومها، مؤكدة أن زملاءه الذين تم القبض عليهم معه شهدوا أنه كان محبوسًا معهم وعلى الرغم من ذلك لا نعرف عنه شيئا، على حد قولها. وعلقت قائلة: "اعرضوا ولادنا على القضاء ولو هتعدموهم أعدموهم بس نعرف ولادنا فين".