بالأرقام.. 68 ألف طالب وطالبة حوّلوا من الأزهر إلى التعليم العام خلال عامين.. والأزهر يرد بتغليظ شروط التحويل.. و"الأوقاف" تكتفى بالبيانات فاروق حسنى أشعل فتيل الأزمة.. جابر عصفور رفض الانصياع للتعاليم الأزهرية.. حلمى نمنم وصفه بالإرهاب طالما أثاروا الجدل بتصريحاتهم المثيرة, وزراء الثقافة، الذين دائمًا ما يدخلون الحكومة من الباب الكبير ويخرجون من أصغر أبوابها، بعد أن يثيروا الجدل، وتلك المرة لم يجد الدكتور حلمى النمنم، وزير الثقافة، أفضل من الأزهر ومنظومته التعليمية كمادة لإثارة الجدل على الساحة بعد أن اتهم التعليم الأزهرى بتفريخ الإرهابيين وهى ليست المرة الأولى التى يهاجم فيها الأزهر من وزير للثقافة، فسبقه الدكتور جابر عصفور وفاروق حسنى ليُفتح باب للجدل لترك إشارات واضحة حول موقف النظام الحالى من المؤسسة الدينية والتعليم الأزهرى ككل. فاروق حسنى يشعل شرارة الفتنة كانت بداية الأزمة بعهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حيث أثارت تصريحات فاروق حسنى وزير الثقافة، عن وصف الحجاب بأنه "رجعية"، معتبرًا الذين يتحدثون عن فرضيته فى الإسلام "مشايخ ب3 ملاليم". فقام عدد كبير من نواب الحزب الوطنى والإخوان بمهاجمته والوقوف بجوار بعضهم ضد الوزير الذى تمسك بتصريحاته ورفض التراجع عنها، وعلى الرغم من عدم صدور قرار وقتها بإقالته، لكنها كانت سببا فى رفض كثير من الأوساط الثقافية مساندته فى أثناء ترشحه لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو فيما بعد. وطالب حسنى بأن يذهب للبرلمان ليتحدث عن أزمة الحجاب ولكن طلبه لم يقبل. جابر عصفور: الأزهر لن يحكمنا واستمرت الأزمة أيضا فى عهد جماعة الإخوان المسلمين، حيث اصطدم الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بمؤسسة الأزهر، حينما أعلن أنه لو كان وزيرًا وقت منع الأزهر لفيلم «نوح» ما كان الفيلم ليمنع، لافتًا إلى أنه لم يلتزم برأى الأزهر فيما تعرضه الوزارة من فنون وأعمال، قائلًا: «إن الدستور هو الذى يحكمنا وليس الأزهر». ورفض الأزهر الرد على تصريحاته، مشددًا على أنه لن يسمح بعرض فيلم "نوح" على جميع الأحوال، فقام الوزير بكتابة عدد من المقالات المهاجمة للأزهر وانتقاده بشكل كامل. وتمت الإطاحة بجابر عصفور بعد مشاحنات استمرت عدة أشهر بينه وبين المؤسسة الدينية، ممثلة فى الأزهر الشريف، حول قضايا الحجاب والتعليم الأزهرى وتجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية. نمنم وعصر الفوضى الدينية وأثارت تصريحات وزير الثقافة الحالى "حلمى النمنم" مؤخرًا، غضبًا كبيرًا بالمؤسسة الأزهرية، وذلك لتأكيده أن المجتمع المصرى يعانى من قصور فى النواحى الثقافية والتعليمية، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهرى فى مصر، حيث يشكل التعليم الأزهرى نسبة كبيرة، وهو أمر لا بدَّ من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر فى المناهج الدينية التى تدرس فى المعاهد الأزهرية، وذلك فى الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان دور المجتمع المدنى فى مواجهة العنف. مجمع البحوث الإسلامية: "الأزهر يحمى مصر من العنف" وصرح الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام للمجمع، بأن روح التعليم الأزهرى ترفض العنف وتواجه الفكر المتطرف من خلال مناهج الأزهر التعليمية. وأضاف أن الأزهر كان بمثابة رأس الحربة لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية، منتقدًا انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري، قائلًا: «الأزهر هو الذى حمى مصر من العنف وهو الذى يواجه تياراته». الأزهر يفتح النار على وزير الثقافة وهاجم الدكتور محمد مهنى، مستشار شيخ الأزهر، تصريحات وزير الثقافة حلمى النمنم، التى أكد بها أن الأزهر سبب توغل العنف فى المجتمع المصري، قائلًا: "هذا التصريح يعد بلاءً، ويصنع الفتنة الطائفية، ويمزق المجتمع المصري، لافتًا إلى أن التعليم الأزهرى الموجود منذ ألف عام، هو الذى صنع صورة الأزهر الحضارية الوسطية وجعله مرجعية علمية فى العالم". وأضاف مهنى، أنه لا يصدق أن يصدر مثل هذا التصريح من وزير ثقافة لديه انتماء للثقافة المصرية. وانتقد الشيخ محمود لطفى عامر، وزارة الثقافة قائلا: "حلمى النمنم وزير لوزارة عبء على أنفاس وقوت المصريين، وزارة ضررها أكثر من نفعها، وزارة متهمة دائما فى هويتها، ولا أعرف فما دخل هذا الوزير فى مناهج الأزهر؟ هل هو من أهل العلم الشرعى؟". وأضاف: "أليس نمنم وزيرا فى حكومة؟ فلماذا لم يقدم رؤيته لحكومته بدلاً من المتاجرة بمحاربة الإرهاب؟ وهذا على فرض نظرية "فاقد الشيء لا يعطيه"، فالنمنم لا يقبل أن نغير من ثقافة وزارته من منظور إسلامي، ولكن فى مصر أهل الثقافة يغيرون المناهج الشرعية، فهو يتحدث عن مناهج الأزهر ولا يتحدث عن مناهج الجامعات الأخرى، ولا عن إلزام الجامعات الحكومية والخاصة بمقررات ثقافة إسلامية يضعها كبار العلماء فى الأزهر. داعية سلفى يطالب بإقالة حلمى النمنم وطالب سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، بإقالة وزير الثقافة حلمى النمنم، بعد هجوم الأخير على الأزهر الشريف، قائلًا: "يجب إقالة وزير الثقافة بعد إهانته للأزهر، فالأزهر مؤسسة عريقة عالمية، وعندما يُهينها موظف حكومى بدرجة وزير فهذه كارثة، والأزهر منارة علمية وثقافية. وأضاف: "الإرهابيون ليسوا من خريجى الأزهر، ومناهج الأزهر لا تحض على التطرف والعنف، بل تحض على الأخلاق والقيم والتحضر، والتكفيريون درسوا مناهج منحرفة ولم يدرسوا مناهج الأزهر"، مطالبًا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بألا يسكت على إهانة الأزهر، واتهام التعليم الأزهرى بأنه يؤدى للعنف. نائب: سنستجوب وزير الثقافة بالبرلمان ومن جانبه، صرح محمد إسماعيل جاد الله، عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، بأنه سيتقدم باستجواب ضد وزير الثقافة بشأن الاتهامات التى قدمها ضد التعليم الأزهري، لأنه بذلك يكون قد خالف الدستور الذى ينص على أن الأزهر الشريف هو المرجعية الرئيسية للدولة فى الأمور الشرعية. وأضاف إسماعيل، إن تصريحات حلمى النمنم تضر بمكانة وصورة الأزهر بالخارج، فهناك أكثر من 120 دولة ترسل المبعوثين للدراسة بالأزهر.