(1) أحيانًا تصل الكرة إلى المهاجم فيقذف بها بعيدًا عن الهدف لدرجة تذهل الجمهور، ولا يجد المذيع مع يعتذر به عن ذلك إلا أن يقول أن المهاجم فكر في فكرتين في آن واحد، فكر أن يسدد الكرة نحو المرمى وفكر في أن يرفعها نحو زميله، فخرجت لا هي تسديدة ولا هي رفعة !!، فلا استفاد منها ولا أفاد زميله، وكانت خسارة على فريقه.
(2) كتب م/وائل غنيم مقالة نشرت في عدة مواقع منها جريدة المصريون) بعنوان (أخطاء الإخوان.. وأخطاؤنا) !!، يقدم فيها ما يفترض أنه مراجعة ما لمواقفه، لكن تلك المراجعة خرجت غريب منذ البداية، من العنوان، فإن كانت مراجعة لموقفه فلم صدرها بأخطاء الإخوان !!، كان الأصل أن يكون العنوان (أخطاؤنا)، فإذا أراد أن يخففها بمعنى أن الكل أخطأ فلتكن (أخطاؤنا وأخطاء الإخوان) مثلًا، أما أن يكون العنوان (أخطاء الإخوان.. وأخطاؤنا) فكأنه يوحي أن أخطاءنا كانت نتيجة لأخطاء الإخوان، أو كانت التالية لها تاريخيًا !!، فهل هذه طريقة مراجعة ووقفة مع النفس ؟!!.
(3) فأستاذ وائل فكر - كما يوحي شطر العنوان الثاني - في مراجعة ما، ثم أضاف لها شطر العنوان الأول ليضع معها أخطاء الإخوان، ثم استغرق المقالة كلها تقريبًا في سرد ما يراه أخطاء الإخوان !!، كأنها بالضبط إعادة إنتاج لطريقة هذا التيار التي أدت لوأد التجربة الديموقراطية في مصر (سميوليشن)، بدلًا من أن يقدم مراجعة حقيقية للأخطاء – كما أوحى شطر العنوان على ألأقل - ينشغل بمهاجمة الإخوان وتحميلهم مسؤولية أخطائه، وهذا قمة العجز ومنتهاه.
(4) الأمر عن المهندس وائل غنيم ترتيبه كالتالي: 1- جمعة قندهار التي أخافت الناس. 2- اجتماع فيرمونت يوم 21 يونيو 2012 وبعد انتهاء جولة انتخابات الرئاسة الثانية وقبل إعلانها بشكل رسمي. 3- تجاهل دكتور مرسي للجبهة الوطنية التي تشكلت بناء عليه. 4- الإعلان الدستوري للرئيس مرسي هو الذي اجبر المعارضة على النزول للشارع. 5- أول دستور لمصر بعد الثورة خرج من الجماعة وبضغط من السلفيين دون أي توافق يذكر ممن هم خارج التيار الإسلامي ولم يسعى الإخوان حينها سوى لإرضاء الجيش وعدم الاكتراث بالآخرين. 6- خرج الدكتور ياسر برهامي ليحكي كيف أن هذا الدستور يعتبر خطوة حقيقية لتطبيق الشريعة الإسلامية. 7- الدكتور محمد مرسي والذي خرج أمام جموع الإخوان يتحدث عن اليهود أحفاد القردة والخنازير في 2009، يستقبل في قصر رئاسته عشرات رجال الأعمال من اليهود الأمريكيين (وأغلبهم من الصهاينة) ليلتقط الصور التذكارية ويعدهم بتسهيلات تمكنهم من الاستثمار في مصر. 8- الرغبة في خلع الدكتور مرسي تحولت بفضل الإعلام والواقع السياسي إلى رغبة شعبية عارمة. 9- مؤتمر دعم سوريا والذي كان في تقديري الشخصي مؤتمرا لاستعراض قوة الإسلاميين وإخافة المعارضين من تبعات الخروج ضد محمد مرسي. 10- خرج الإسلاميون إلى ميدان رابعة يتوعدون لكل من ستسول له نفسه الوقوف أمام “الشرعية” وخاصة المسيحيين. 11- وأصبح التجهيز لمعركة بين طرفي نزاع على أشده، وبالرغم من فداحة ما حدث في مذبحة رابعة وقبلها الحرس الجمهوري، إلا أن هذه الأحداث لم تتشكل من العدم، وأن هذه النهاية الكارثية لم تكن سوى نتيجة لشهور طويلة من الصلف والغرور ورغبة في الاستئثار بالحكم. 12- وبقيت أنا حيا أعيش مع ندم لأنني لم أخرج لأندد بالمذبحة يومها بعد أن قررت الابتعاد تماما يوم 3 يوليو، مع يقيني بأن تنديدي ورفضي لم يكن ليغير من الأحداث شيئًا.
(5) ثم قال: ما أكتب هذا لأزيح عن صدري كثيرا من الهموم التي تراكمت من قراءتي لاتهامات القتل وخيانة الثورة لي ولغيري ونحن منها براء.
(6) أنا لن أناقش أيًا مما ذكر أعلاه، لأنها جميعًا من قبيل المرتجعات، أي التي تعاد لصاحبها إما لأنها لم تبع أو لعدم صلاحيتها، يكفي أن يعرف أخي وزميل الثورة أن ما أنهى به مقالته هو أسوأ وأضل سبيلًا من الخطأ الذي اعترف به، ففي الوقت الذي يرى فيه أن خطأه هو أنه لم (يعلن) تنديده بالمذبحة إذا به في المقالة يحمل القتلى ضمنيًا وبشكل شبه صريح مسؤوليتها !!، فالمنصة هي التي تحرض وهي التي كانت تستعد للمعركة ، وأن ما حدث (لم تتشكل من العدم، وأن هذه النهاية الكارثية لم تكن سوى نتيجة لشهور طويلة من الصلف والغرور ورغبة في الاستئثار بالحكم) [كذا بالنص] !!. إذا كان هذا هو استغفارك يا أخي فالذنب كيف يكون !!، فرابعة إذًا كانت نتيجة حتمية لخطوات طرف الذي ذبح فيها !!، وتتحدث عن (أخطاء الإخوان وأخطاؤنا) فتسرد قائمة طويلة عريضة، ثم يأتي خطؤك أنك (لم تندد) وتتبعه بمبررين أنك كنت قررت الاعتزال وأن تنديدك ما كان ليغير شيئًا على كل حال !!! (ونعم المراجعات) !.
(7) فقط نقطة واحدة احب أن أعلق عليها، دعونا نغمض أعيننا ونتخيل ما يلي: 1- أن جولة الإعادة كانت بين (حمدين صباحي) وبين الفريق (أحمد شفيق) وجاء مرسي ثالثًا بفارق ضئيل، وجاء الإخوان يضعون شروطًا لتأييد حميد صباحي في مواجهة شفيق، تخيل ماذا كنتم ستقولون عليهم، أنا أجيبك: أ- الإخوان المنافقين. ب- الإخوان الانتهازيين الذين يدعون انهم مع الثورة ثم يساومون مرشح الثورة على تأييده في مقابل مرشح عهد مبارك !!، قمة الوضاعة. ج- ماذا يريد الإخوان، انهم لن يكونوا يومًا ديموقراطيين، قبلوا الانتخابات فعليهم أن يرتضوا بها ؟!.
2- تخيل أن مرسي قتل مائة - لا أقول سبعة آلاف وأكثر ولا أقول ألف - بل مائة من الذين ألقوا المولوتوف على القصر الجمهوري وحاصروه وحاولوا اقتحامه. أنا أجيبك: كانوا عيروا بها التيار الإسلامي لألف سنة، حتى سنة 3000 ميلادية كانوا سيقولون عندما استلم الإسلاميين الحكم قتلوا معارضيهم، (والآن يأتي وائل غنيم ليقول أن مذبحة رابعة نتيجة الاستئثار بالحكم )!!.
(8) يا أخي وائل غنيم: - مراجعتك تحتاج لألف مراجعة. - وإذا كان خطأك الأول هو السكوت وعدم التنديد العلني فإن خطأك الآن بتحميل المعتصمين ضمنيًا المسؤولية، بل واعتبار الأمر نتيجة حتمية، هو أسوأ مائة مرة من خطأ السكوت. - ولا أقول لك إلا كما قال يوسف لإخوته لما اتهموه بالسرقة فأسرها في نفسه وقال " أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ " (تتهمونني بالسرقة وقد حاولتم قتلي، فأيها اعظم إن صدقتم السرقة أم القتل).
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.