دخل الرئيس عبدالفتاح السيسي في صراع حسابات الوصول لرضا الولاياتالمتحدة بعد تلقيه طلبين لمقابلته من مرشحي الرئاسة الأمريكية، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. خبراء في الشأن الدولي يرون أن لقاء السيسي بمرشحي الرئاسة الأمريكية سيكون في إطار تهافت انتخابي على الاستماع لآراء الدول الأكثر تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، لافتين إلى أن السيسي ليس بالغباء الذي يجعله يتخلى عن المعسكر الروسي لصالح الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي. يشير طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إلى أن دعوة لقاء الرئيس السيسي لمقابلة مرشحي الرئاسة الأمريكية تأتي في إطار أمرين، أولهما في إطار السباق الانتخابي الأمريكي، فكلا المرشحين يحرص على الاستماع لرؤساء الدول المؤثرة في الشرق الأوسط والمهمين لضمان مصالح الولاياتالمتحدة وعلى رأسها السيسي وشخصيات أخرى. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن الرئيس المحتمل دونالد ترامب أبدى وجهة نظر جيدة في الرئيس السيسي عندما أشاد بمجهوده في مكافحة الإرهاب، ودعا أن يكون هناك تنسيق أمريكي مع مصر والأردن بقيادة الملك عبدالله باعتبارهما أهم دولتين في علاقاتهما مع إسرائيل وملتزمان بتطبيق اتفاقية السلام معها منذ توقيعها, كما أنه يدرك أهمية مصر سياسيًا ومحوريًا في المنطقة. ومن حيث لقاء السيسي بالرئيس المحتمل هيلاري كلينتون فيرى «فهمي» أن مواقفها وتوجهاتها معروفة لمصر وليست لدينا تجارب جيدة معها، خاصة أنها صاحبة فكرة الإدماج السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وفترة توليها لوزارة الخارجية لم يكن بها توجهات داعمة لمصر ومن ثم فلن تطرح أفكار جديدة خلال لقائها مع السيسي. وأشار إلى أن فيما يتعلق بإستراتيجية مصر تجاه روسيا بعد اللقاءات الأمريكية المرتقبة، فيرى أن مصر السيسي أذكي من أنها تميل كل الميل للولايات المتحدة، خاصة أن السيسي ذكر في لقاءاته أن العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية مبنية على أساس الشراكة وتحالفات استراتيجية، إلا أن هناك قطاعات داخل إدارة أوباما لا ترى هذا القول ومن ثم فهناك خلافات داخلية بين الأجهزة الأمريكية حيال مصر. ومن جهته، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن المرشح الرئاسي دونالد ترامب أشاد بالرئيس السيسي وقدرته على محاربة الإرهاب، متوقعًا أن يحدث هذا التصريح تجاذبًا وتقاربًا بين الطرفين خلال اللقاء المرتقب على هامش اجتماعات الأممالمتحدة الأسبوع المقبل، لا سيما أن ترامب رجل أعمال ويطمح في أن يكون له دور سياسية مؤثر في العالم، وذلك على النقيض من هيلاري كلينتون التي تمارس السياسة منذ سنوات عديدة وستكون سياساتها امتدادًا لسياسة أوباما التي كانت تتسم بالجمود مع مصر. أضاف اللاوندي في تصريح خاص ل"المصريون" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمر في الوقت الحالي بانعدام توازن وحالة من التخبط في سياسيتها تجاه دول العالم؛ بسبب الانتخابات الجاري والتي سيكون لها تأثير كبير على إحداث تغيير جزري في التوازنات العالمية، ومن الأفضل لها أن يكون رئيسها ترامب في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن استمرار كلينتون يعني استمرارها في نفس السياسة السابقة والتي ستتسبب في عوائق مستمرة لمصر. واعتبر اللاوندي، أن تقارب مصر مع روسيا قائم على العلاقات السياسية والاقتصادية المتبادلة وهذا لا يعني أن تبتعد مصر عن الولاياتالمتحدة الحليف الاستراتيجي لها، مؤكدًا أن مصر دائمًا ترفع سياسة متوازنة مع الجميع وتتبنى حوارًا استراتيجيًا مع واشنطن.