ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, الذي وقعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف, ينص على قيام واشنطنوموسكو بتوجيه ضربات جوية مشتركة لكل من جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا", وتنظيم الدولة "داعش". وأضافت الوكالة في تقرير لها في 10 سبتمبر, أن الاتفاق يطلب أيضا من فصائل المعارضة السورية النأي بنفسها كليا عن جبهة فتح الشام. وتابعت " الاتفاق ينص أيضا على أن تمارس موسكو ضغوطا على النظام السوري للالتزام بوقف القتال, فيما ستضغط واشنطن على أطراف المعارضة". وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف أعلنا في جنيف فجر السبت الموافق 10 سبتمبر عن خطة جديدة للهدنة في سوريا، تنص على وقف كل الأطراف العمليات القتالية اعتبارا من مساء الاثنين 12 سبتمب، وإتاحة وصول المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها بما في ذلك حلب، وانسحاب قوات كل الأطراف من طريق الكاستيلو في حلب. وحسب الاتفاق, فإنه بعد سبعة أيام من بدء وقف العمليات القتالية, ستنشئ روسياوالولاياتالمتحدة مركزا مشتركا لمحاربة تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام. وطالب مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني فصائل المعارضة السورية بالالتزام بالهدنة التي ينص عليها الاتفاق الروسي الأمريكي، في حين أعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق. ونقلت "الجزيرة" عن راتني قوله, في رسالة لفصائل المعارضة السورية, إن المخطط لهذه الهدنة أن تستمر لفترة أولية مدتها 48 ساعة، وقد تمدد إلى فترة أخرى أو إلى أجل غير محدد إذا حققت أهدافها. وأكد أن بدء الولاياتالمتحدةوروسيا تنسيقهما ضد تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة في سوريا يتوقف على صمود الهدنة لسبعة أيام. وشدد المبعوث الأمريكي على أن التعاون مع جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) هو أمر قد تكون له عواقب وخيمة، مضيفا أن أي انتهاكات للهدنة سيتم التعامل معها "وفقا للاتفاق الأصلي". كما طالب المبعوث الأمريكي فصائل المعارضة السورية بالاستمرار في الإبلاغ عن خروق الهدنة، والاستمرار في الدفاع عن النفس ضد الهجمات. ومن جهتها، قالت الهيئة العليا لوفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف إنها لم تتسلم أي نص رسمي للاتفاق الأميركي الروسي، وأضافت أنها إذا تسلمته فستقوم بدراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه. وقالت أيضا إن الهيئة ستجتمع مع المكونات السياسية والمدنية وقادة الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور بشأن الاتفاق قبل إعطاء أي رد رسمي عليه. وجاء موقف الهيئة بعد سلسلة تصريحات لمتحدثين باسمها أو منتسبين إليها أظهرت تحفظا شديدا على خطة كيري ولافروف، معتبرين أنها ركزت على الجوانب الأمنية والعسكرية ولم تعط تصورا لحل سياسي. وقالت مستشارة الهيئة العليا لوفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف مرح البقاعي إن "هذه الوثيقة روسية وافقت عليها واشنطن تحت ضغط من موسكو". وأشارت البقاعي إلى أن فحوى الاتفاق ملخصها "محاربة الإرهاب" باتفاق وتنسيق عسكري أمريكي روسي، موضحة أن ما جاء في الاتفاق يتعارض مع الرسالة التي وجهها المبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني إلى المعارضة السورية في الثالث من سبتمبر. وقد حصلت "الجزيرة" على نسخة من رد المعارضة على الخطة التي طرحها راتني، حيث أبدت المعارضة ما سمته "جملة من الاعتراضات والاستفسارات" منها رغبتها في اتفاق لا ينسف القرارات الدولية الخاصة بسوريا والصادرة عن مجلس الأمن ولا يحد من تطبيقها. كما طالبت المعارضة بتوضيح الآليات التي ستتخذ لإلزام أطراف الصراع بالتطبيق، والآلية التي ستتبع في حال استخدم النظام طائراته. أما نظام بشار الأسد فقد أعلن موافقته على اتفاق الهدنة المزمع تطبيقه اعتبارا من أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يوافق الاثنين 12 سبتمبر . وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "أحد أهداف الاتفاق الروسي الأمريكي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سوريا" مضيفة أن "الحكومة السورية وافقت على الاتفاق".