اعلنت واشنطن عدم التوصل الى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، فى الاجتماع الثنائي، والذي وصف بأنه "اجتماع الفرصة الأخيرة". واتهمت الولاياتالمتحدةروسيا بالتراجع حول بعض المسائل الصعبة. كان الرئيس الاميريكي باراك اوباما صرح في وقت سابق ان واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا ان الجانبين يعملان على مدار الساعة، ومشيرا الى ان "هذه المسالة معقدة للغاية. وكانت وزارة الخارجية اعلنت سابقا ان التوصل الى اتفاق اصبح قريبا ،الا انها اقرت بعد ساعات بانه لم يتم التوصل الى اتفاق. ،حيث اعلن مسؤول بارز في الخارجية الاميركية تراجع الروس عن بعض القضايا المتفق عليها واضاف ان كيري ولافروف التقيا على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية. وصرح كيري انه التقى لافروف "ساعات عدة" من دون التوصل الى اتفاق. وقال "الجميع يعرف كم انها مسألة معقدة، بسبب وجود مختلف القوى. هناك بعض النقاط المحددة التي سيدقق فيها ويستعرضها (لافروف) كما انني سانظر فيها شخصيا". واضاف كيري "اذا لم نتوصل الى (اتفاق)، فاننا سناخذ كل ما يلزم من الوقت للتأكد من اننا نفعل ما يضمن لنا فرصة النجاح". وتدعم كل من موسكووواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مارس 2011 قبل قمعها وتحولها الى نزاع دام متشعب الاطراف. وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في انهاء النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات والذي خلف اكثر من 290 الف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها ما ادى الى تدفق مئات الالاف من السوريين الى اوروبا. يشار الى ان وروسيا هي من اكبر الداعمين للنظام السوري في حين تدعم واشنطن ائتلاف المعارضة الرئيسي وبعض الفصائل المسلحة، كما ان دولا وقوى اخرى ضالعة في النزاع. وقال اوباما عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل قمة مجموعة العشرين في الصين "ان محاولة جمع كل هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو امر صعب ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة. مخاوف بشان حلب .. وتتشارك واشنطنوموسكو في رئاسة المهمة الانسانية التي تدعمها الاممالمتحدةلسوريا والتي تحاول جاهدة ايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين داخل سوريا. وتثير مسالة مدينة حلب التي تنقسم السيطرة عليها بين قوات النظام والفصائل المعارضة، قلقا كبيرا مع صدور دعوات ملحة الى وقف اطلاق النار فيها لتخفيف الكارثة الانسانية عن سكانها. وتعتبر المحادثات في هانغتشو جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية حول سوريا بعد ان اخفقت المفاوضات الماراتونية بين كيري ولافروف في جنيف في التوصل الى نتيجة. وحدد كيري بعد ذلك اولويتين لضمان استمرار وقف اطلاق النار احداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. وقال كيري بهذا الصدد ان "النصرة هي القاعدة، ولا يمكن ان يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول ان تفعله". وفشلت اتفاقات وقف اطلاق نار سابقة، وقال اوباما ان واشنطن تتعامل مع المحادثات ببعض التشكيك ولكن الامر يستحق المحاولة. مضيفا انه حتى لو اقتصر الامر على حصول الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء على الطعام والامدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فان الامر يستحق العناء. مساعى التوصل لحل سياسى .. من جهته، حض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين على السعي للتوصل إلى "حل سياسي" في سوريا وذلك أثناء لقاء بينهما على هامش قمة العشرين"، وقال هولاند "عندما تندلع حروب ونزاعات ويكون هناك إرهاب ولاجئون فإن هناك بالضرورة تأثيرات على اقتصادي روسيا وفرنسا في ما يتجاوز الشعوب المعنية". وفي برلين دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا إلى الانتهاء من اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا مع الولاياتالمتحدة، وشدد على ضرورة تسليم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب. وقال وزير الخارجية الألماني"تقدمت الولاياتالمتحدة بعرضها، وبمقدور روسيا الآن أن تظهر أنها مهتمة بحق في وضع نهاية للقتال في سوريا". وأضاف "حتى روسيا ليست لديها مصلحة في استمرار القتال في سوريا، فموسكو تعلم كما يعلم الجميع أنه لا يوجد حل عسكري للصراع هناك". الجانب السوري.. على الجانب السوري قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض نصر الحريري إن المقترح الأميركي الروسي بخصوص سوريا يتضمن" نقاطا إيجابية وأخرى سلبية ونقاطا تحتاج إلى توضيح"، مضيفا أن الائتلاف بصدد دراسة هذا المقترح. وفي وقت سابق قالت مصادرسورية إن المعارضة المسلحة تحفظت على نقاط في مشروع الاتفاق، وإنها ترفض أي هدنة محدودة في بعض المناطق. وأوضحت أن الاقتراح لا يتحدث عن ضمانات لالتزام النظام والروس بالهدنة. وأضافت أنها ترفض المطالبة بمنع جبهة فتح الشام من التقدم ميدانيا. وكانت المعارضة قالت إن الجانب الأميريكي أبلغها تفاصيل الاتفاق الذي يجري بحثه بين واشنطنوموسكو. وحسب الرسالة التي تلقتها فصائل المعارضة من المبعوث الأميريكي إلى سوريا مايكل راتني، فإن الاتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، مع التركيز على إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب. وقال راتني في الرسالة إن الاتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار في سوريا عامة، وفي مدينة حلب خاصة، مع إيصال المساعدات للمدنيين بواسطة الأممالمتحدة. كما تضمنت الرسالة تفاصيل الهدنة في حلب، وتشمل طريقي الكاستيلو شمال المدينة، وطريق الرامسة جنوبيها، على أن تتراجع قوات النظام والمعارضة عن الطريقين لمسافة محددة من أجل السماح بدخول المساعدات. كما تضمنت منع روسيا طائرات النظام من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بما فيها جبهة فتح الشام، على أن يتكفل طيران النظام السوري بما سماه المبعوث الأميركي "إضعاف" هذا الفصيل. ورد أيضا في الرسالة أن إعادة العمل بالهدنة من شأنها أن تسمح بعملية سياسية مثمرة.