الجبهة ضمت كل المعارضة لإسقاط مرسي.. والفريق الرئاسي يستعين بالإخوان للوصول للرئاسة مرت مصر خلال مرحلة ما بعد ثورة يناير 2011 بعدة منعطفات وتشكلت خلال الخمس سنوات الماضية العديد من الجبهات والحركات سواء مؤيدة لأنظمة الحكم أو معارضة لها، وكان أبرز هذه الجبهات جبهة الإنقاذ والتي تشكلت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وتكونت من عدة أحزاب سياسية وشخصيات عامة بهدف إجبار مرسي على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واستطاعت هذه الجبهة في خلال شهور بسيطة من إزاحة حكم جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في الرئيس السابق محمد مرسي من على كرسي الحكم، ثم اختفت الجبهة فيما بعد أحداث 30 يونيو وعقب بيان 3 يوليو والذي تم عزل مرسي من خلاله. وبعد ما يقرب من 3 سنوات ظهرت منذ أيام قليلة حركة جديدة لها نفس الأهداف تقريبًا وهي منافسة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية والمزمع إقامتها في 2018 بعد أن تعالت بعض الأصوات إضافة إلى حملة توقيعات بأن يستمر السيسي في منصبه 8 سنوات قادمة، واتخذت هذه الحملة اسم "الفريق الرئاسي 2018"، بقيادة العالم المصري بوكالة ناسا الأمريكية بالخارج الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور، والذي أكد وجود شخصيات قوية تتبنى هذه الحملة. وتتشابه الأهداف وتختلف الأسماء، فجبهة الإنقاذ والتي تكونت من مجموعة من المعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين تتفق من حيث المبدأ مع "الفريق الرئاسي 2018" أو التي تسمى "البديل الرئاسي" في حين أن كليهما يضم بين أطيافه كل المعارضين للنظام الحكام؛ ففي حين ضمت جبهة الإنقاذ الأحزاب الناصرية مع الأحزاب اليسارية مع الأحزاب المحسوبة على نظام مبارك نجد أن "الفريق الرئاسي 2018" يضم عناصر ليبرالية وعناصر إسلامية كما جاء في البيان نفسه. فيما تختلف جبهة الإنقاذ مع فريق البديل الرئاسي، في أن الأولى عارضت نظام الإخوان المسلمين من داخل مصر، فيما يعارض الفريق الرئاسي من خارج مصر، كما أن جبهة الإنقاذ استطاعت خلع محمد مرسي من الحكم خلال عام واحد، فيما تتحرك جبهة عصام حجى بعد إكمال السيسي فترة حكمه كاملة. وفي إطار ذلك، تستعرض "المصريون" أهم نقاط التشابه والاختلاف بين كل من جبهة الإنقاذ والتي تشكلت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وجبهة البديل الرئاسي أو "الفريق الرئاسي2018" والتي يدعو لها بعض المعارضين خلال المرحلة الحالية. جبهة الإنقاذ.. خلع مرسي في أقل من عام تشكلت جبهة الإنقاذ في 22 نوفمبر 2012، وذلك بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسي وتشكلت الجبهة من 35 حزبًا سياسيًا وحركة سياسية وثورية وجميعها ذات أيديولوجيات ليبرالية ويسارية. وكان من أهم القوى السياسية المنضمة للجبهة حزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، والتيار الشعبي الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وحزب المؤتمر بقيادة عمرو موسى، كما كان لحزب الوفد الجديد تواجد قوي من خلال وجود السيد البدوي، رئيس الحزب، ومنير فخري عبدالنور من قيادات الحزب، كما ضمت الجبهة رئيس حزب مصر الحرية الدكتور عمرو حمزاوي، ومؤسس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الدكتور محمد أبو الغار. كما كان للشخصيات العامة دور كبير في إنجاح الجبهة، وكان في مقدمتهم سامح عاشور، نقيب المحامين وحسين عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم الجبهة، وسمير مرقص وجورج إسحاق والمحامي يحيي الجمل وعلي السلمي، وعمرو حلمي، وحازم الببلاوي، ووحيد عبدالمجيد ومحمود العلايلي، وعبدالجليل مصطفى، ونبيل زكي، وعبدالغفار شكر، وغيرهم من الشخصيات القيادية. وساندت الجبهة عزل محمد مرسي من رئاسة مصر في يوم 3 يوليو عام 2013، لكن ما لبث أن ظهرت فاختفت، وتبنت الجبهة التصدي لما أسمته مساعي الإخوان للانفراد بالسلطة وإنشاء نظام ديكتاتوري، وطالبت الجبهة وقتها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وشكلت الجبهة غطاءً سياسيًا للمظاهرات في الشارع ونسقت جبهة الإنقاذ مع حركة تمرد لجمع توقيعات من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة إلا أن الأمر خالف مطالبهم لما هو أفضل؛ حيث تم عزل الرئيس مرسى من منصبه بواسطة الجيش لتنفيذ مطالب الشعب, ثم حصلت قيادات الجبهة على مناصب سياسية واجتماعية من خلال تعيين الدكتور محمد البرادعى مساعدًا لرئيس الجمهورية وعمرو موسى رئيسًا للجنة الخمسين لتعديل الدستور والبعض الآخر عين في المجالس المتخصصة والبعض مستشارًا لرئيس الجمهورية بجانب تعيين بعضهم نوابًا للوزراء. وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى وتعيين المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد ثم انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، اختفت جبهة الإنقاذ وقياداتها من الساحة السياسية بشكل شبه نهائي دون تحديد أسباب اختفائها. متولي: جبهة الإنقاذ كان هدفها إسقاط الإخوان فقط أما البديل الرئاسي فهدفه مصر يقول الدكتور خالد متولي، عضو حزب الدستور, إن هناك تشابهًا واضحًا بين كل من جبهتي الإنقاذ والبديل الرئاسي الذي طرحه الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي السابق لرئيس الجمهورية، فالهدف الأساسي من وراء الحملتين هو معارضة النظام الموجود. وأشار متولي إلى أن هناك بعض الاختلافات بين الجبهتين، ففي حين تم السماح لجبهة الإنقاذ التحرك بحرية تامة يتم الآن إلحاق كل التهم للدكتور حجي في أنه "طابور خامس"، وأنه إخوان ومدعوم من الخارج، كما أن جبهة الإنقاذ فتح الإعلام أبوابه لها، فيما تغلق الأبواب أمام حجي ورفاقه. وأشار متولي إلى أن جبهة الإنقاذ كان هدفها الأساسي إسقاط نظام الإخوان وليس الهدف الأسمى الدولة، والدليل على ذلك أنه عقب إحداث 30 يونيو ظهرت النوايا الحقيقية عندما اتجه أعضاء الجبهة المعروفون إلى حصد المكاسب وتقلد المناصب السياسية، فتم تعيين البعض كنواب في العديد من الوزارات ورئاسة الجمهورية وبعضهم عين في المجالس المتخصصة وفى مجلس حقوق الإنسان وتغافلوا عن مطالب الجبهة ولم يتبق له أي دور معارض لتحقيق مطالب الشارع المصري من حرية وكرامة إنسانية. أما جبهة البديل الرئاسي فهي تسعى إلى رفع قيمة المواطن والعمل على رقي التعليم والصحة، بالإضافة إلى قابلية الآخر مهما كان انتماؤه السياسي، فالمشروع يحمل مشروع بناء دولة حديثة متكاملة. عبدالمنعم: ظروف نشأة جبهة الإنقاذ تختلف عن "الفريق الرئاسي" ويقول سامي عبدالمنعم، الناشط السياسي عضو منظمة جنيف، إن الظروف والبيئة التي ظهرت خلالها جبهة الإنقاذ تختلف عن الوضع الحالي، فالظروف والدعم الذي تلقته جبهة الإنقاذ من نظام مبارك وآلته الإعلامية التي قادت مزاج الشارع غير متوفر حاليًا لأي تحرك في الشارع. وأضاف عبدالمنعم أن طرح الدكتور عصام حجي مثالي جدًا ولكنه غير واقعي، فهو لم يضع قوى الشر وأصحاب المصالح وقيادات الثورة المضادة والدعم الخارجي في نصب عينيه للاستمرار. "الفريق الرئاسي 2018".. أحلام جبهة الإنقاذ في الانتظار ما بين ليلة وضحاها، خرج العالم المصري بوكالة "ناسا" للفضاء والمستشار العلمي السابق لرئاسة الجمهورية، الدكتور عصام حجي، ليصدر بيانًا يشرح من خلاله مبادرة جديدة تحت اسم "الفريق الرئاسي 2018" ومقرها خارج مصر، وذلك بهدف تكوين فريق لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة والمزمع عقدها في 2018. وأكد حجي أن مبادرة الفريق الرئاسي 2018 مفتوحة للجميع، يتكاتف كل أعضائها تحت راية موحدة لمحاربة الفقر والجهل والمرض ويكون العدل والتعليم والصحة الأساس لتحقيق طموحات المصريين في أن تصبح مصر دولة مدنية ذات اقتصاد قوي تستطيع من خلاله أن تحفظ كرامة الجميع. وأضاف حجي أن المبادرة تطرح مشروعًا رئاسيًا قوامه التعليم ونشر روح التسامح ووقف حالتي الانهيار الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي. وتقدم مبادرة حجي للفريق الرئاسي رؤية شاملة للتغيير في سبيل النهوض بمصر من خلال خطة متكاملة تقوم على خمسة محاور أساسية: تطوير المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية، تطوير الاقتصاد ومحاربة الفقر والبطالة، حرية وتمكين المرأة وتطوير قانون الأحوال المدنية، المساواة الدينية الكاملة وغير المشروطة، تطوير قطاعات الصحة بكل مرافقها. وتنفذ هذه المحاور عبر برنامج زمني من أربع سنوات نستعين خلالها بالخبرات المصرية في الداخل والخارج وبوضع الأولويات لها في الموازنة العامة للدولة وتكريس كل العوائد الداخلية والمساعدات الخارجية لمدة أربع سنوات للقضايا الخمس. وأوضح حجي أن المبادرة سوف تنسق مع جميع أطراف القوى المدنية القائمة حاليًا في مصر للتوافق على أن تكون المحاور المذكورة أعلاه على رأس مهام الفريق الرئاسي المتفق عليه لخوض انتخابات الرئاسة في أقل من عامين حتى 2018، كما سيتم أيضًا ترشيح تشكيل وزاري معلن مرافق للفريق الرئاسي كجزء من المبادرة، لوضع خطوات سريعة لتصحيح المسار الذي طالبت به ثورة 25 يناير وهذا البرنامج يمثل مطالب كل مصري. وأكد حجي أن مبادرة الفريق الرئاسي 2018 مشروع أخلاقي، تعليمي وإنساني قبل أن يكون أي شيء آخر، وليس للمبادرة مقر أو حزب أو صفحة وإنما ستعمل على التكاتف مع القوى المدنية المتواجدة المطالبة بوحدة الصف وبالإفراج عن المعتقلين، موضحًا أن الحملة لن يثنيها عن هدفها التشويه الإعلامي ونشر الشائعات والأكاذيب، وأنها تعتمد على الضمائر اليقظة في نشر هذا الأمل للجميع. عامر: تجربة "الفريق الرئاسي 2018" فاشلة ولن تنجح يقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن من يريد أن يظهر بدور المناضل لابد أن يقوم بهذا الدور من داخل مصر ولا يكون فقط مكتفيًا بإطلاق دعوات من الخارج، فالدستور والقانون لا يمنعان أي شخص من المنافسة في الانتخابات، بل بالعكس يشجعان على هذا الأمر من أجل تحقيق التعددية السياسية لإثراء التجربة الديمقراطية، والكلمة النهائية تكون في يد الناخبين. وأشار عامر إلى أن هذه الحملة مصيرها الفشل، فنسبة شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي مازالت كبيرة، ومازال يتمتع بقاعدة جماهيرية تمكنه من الاستمرار في الحكم، برغم كم المصاعب والأزمات التي تواجهها الدولة المصرية في الوقت الحالي. أبو سمرة: مبادرة عصام حجي لن تنجح من جانبه، قال محمد أبو سمرة، القيادي الجهادي، إنه لن تنجح مبادرة الدكتور عصام حجي؛ لأن الأوضاع حاليًا مختلفة، فأيام حكم جماعة الإخوان المسلمين كان هناك جبهتان واحدة إسلامية وأخرى مُشكّلة من كل كارهٍ للثورة والإخوان، أما الآن فالمجتمع منقسم ومحطم ومشتت. وأضاف أبو سمرة أن هناك محاولة حالية من أجل تقبل النموذج الغربي، ويسعى لذلك حلف 30 يونيو المطارد ولكن لن ينجح في ذلك.